واصلت سلعة السكر ارتفاعها رغم اتخاذ الجهات المعنية العديد من الاجراءات والتدابير لمعالجة أزمة السكر اهمها فتح منافذ للتوزيع المباشر، وتحديد عدد معين من التجار لتوزيع حصة السكر، واتخاذ اجراءات قضت باعادة التعبئة في عبوات صغيرة وتحديد السعر على العبوة ، فضلا عن الاجراءات الاخيرة التي اتخذتها ولاية الخرطوم لضبط حصتها و رغم كل تلك التدابير إلا ان واقع الأمر يؤكد ان ضبط سعر هذه السلعة يبقي امرا عصيا وصعب المنال. عدد من الخبراء ربطوا بين حالات الغلاء غير المبرر لاسعار السكر وعدم القدرة علي سد العجز في الفجوة عبر الانتاج بالبلاد في وقت يتصاعد فيه الاستهلاك من عام لاخر حيث قفزاستهلاك البلاد من «350» ألف طن في العام حتى تسعينيات القرن الماضي الى اكثر من «1.3» مليون طن العام الماضي . في جانب الانتاج وعلى الرغم من امتلاك السودان لعدد من مصانع السكر ،إلا ان واقع الانتاج لا يزال في حدود «700» ألف طن ما يعني وجود فجوة كبيرة بين الانتاج والاستهلاك تقدربأكثر من «600» ألف طن مما يدل على زيادة استهلاك السكر من قبل الاسر السودانية . «الصحافة» التقت اختصاصية الباطنية سوسن أحمد عمر التي كشفت بان السودانيين يستعملون السكر بكميات كبيرة كتحلية بدلا عن الفواكه اما عن طريق اضافته مباشرة على المشروبات مثل الشاي والقهوة او باستخدامه في انتاج الكيك والمعجنات وغيرها من المواد ، واضافت قائلة ان الشخص الذي يستهلك كميات كبيرة من السكر ولا يقوم بحرقه قد يتعرض لمضار صحية تتمثل في تجمع السكر وتراكمه على شكل دهون ما يؤدي الى زيادة الوزن اضافة الي التعرض للاصابة بتسوس الاسنان، وتمضي اختصاصية الطب الباطني الي ان استهلاك كميات كبيرة من السكريات وخصوصا العينات سريعة الامتصاص مثل سكر السكروز له تأثير مباشر على ارهاق واتعاب البنكرياس وربما توقف بشكل مفاجئ وسريع وكذلك قد تفرز كميات كبيرة من الانسولين لايحتاجها الجسم ما يؤدي إلى حدوث إرباك في الجهاز الهضمي بصورة تؤدي للاصابة بداء السكر. خديجة مصطفى «ربه منزل » كشفت ان اسرتها تستهلك ما يقارب الثلاثة كيلو في اليوم وارجعت ذلك الى ادمان ابنائها على القهوة والشاي والنسكافى بالاضافة الى شرب الحليب ، واشارت خديجة الى ان اغلبية راتبها يذهب لشراء السكر وتخوفت من ان يصاب ابناؤها بداء السكر، أما ايمان شريف وهي طالبة جامعية فذكرت ان الاسر السودانية تستهلك السكر بكميات كبيرة برغم ان غالبية السودانيين من ذوي الدخل المحدود الا انهم يستخدمون السكر بكميات كبيرة خاصة في الشاي والقهوة والعصائر خصوصا في فصل الصيف لان السكر من المواد التى يعتمد عليها في الطاقة ولان معظم اهل السودان يقضون اغلب اليوم خارج المنزل فانهم يميلون الى شرب المشروبات الساخنة مع اضافة جرعة كبيرة من السكر . هاشم محمد عثمان يري ان استهلاك السكر يزيد بشكل ملحوظ في شهر رمضان وخلال فصل الصيف وذلك لكثرة استهلاك العصائر، واضاف قائلا : ان الشعب السوداني يكثر من الابيضين «السكر والملح » بشكل ملحوظ ويرجع ذلك الى الميل الى الاشياء المحلاة والمالحة . السكر من المواد الاساسية التى لا يمكن الاستغناء عنها هكذا ابتدر عباس عبدالمولى حديثة مضيفا ان الاقبال علي السكر يظل متصاعدا مهما ارتفع سعره فهو يستخدم في المشروبات بانواعها والحلويات والمواد الغذائية والمشروبات الغازية.