انتقد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الخميس 15 مارس بشدة أداء السلطات الحكومية في جنوب السودان، ووصف تصدي حكومة جوبا للأزمة في اقليم جونقلي ب «البطئ بالرغم مما قدمته بعثة الأممالمتحدة في جنوب السودان من انذار مبكر». وقال مون، في تقرير استعرضه أعضاء مجلس الأمن في جلسة مشاورات مغلقة بشأن جنوب السودان، «ان نشر قوات عسكرية لحماية السكان لا يعد سوى تدبير مؤقت، وثمة حاجة ماسة الى حلول دائمة من خلال تطوير قدرات مؤسسات الدولة علي توفير الخدمات وحماية السكان». وأضاف الأمين العام، في تقريره الذي استعرضته رئيسة البعثة الأممية في جنوب السودان هيلدا جونسون، «هناك حاجة ملحة للتعجيل ببناء قدرات الحكومة علي توفير الأمن للمجتمعات الضعيفة في الأمد الطويل، وأن تضطلع الحكومة بمسؤولياتها في تحقيق المصالحة الوطنية وحماية مواطنيها». وحث بان كي مون ، جوبا على القيام سريعا باجراء تحقيقات في انتهاكات حقوق الانسان التي تم ارتكابها في ولاية جونقلي، وضمان مثول مرتكبيها أمام العدالة من أجل كسر حلقة الهجمات الارهابية. وتابع مون «ان رسائل الكراهية التي جري بثها في سياق العنف القبلي في ولاية جونقلي تهدد بتأجيج عنف عرقي منهجي، كما أنه ينتهك القانون الدولي وقانون جنوب السودان الوطني». وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة في تقريره الثاني ربع السنوي عن جنوب السودان، عن قلق بالغ بشأن تدهور العلاقات بين جوبا والخرطوم، وحمل حكومتي البلدين مسؤولية ايقاف طبول الحرب التي علا صوتها في الفترة الأخيرة». لكن كي مون قال انه «استبشر بالتزام الحكومتين بالبقاء علي مائدة المفاوضات وينبغي مواءمة أقوالهما بالافعال مخلصة للتوصل الي اتفاق شامل ومقبول لكليهما بشأن جميع المسائل المعلقة بما في ذلك النفط وابيي وترسيم الحدود». وناشد كي مون المجتمع الدولي توفير طائرات عمودية لتعزيز قدرة البعثة الأممية علي التحرك والوصول الى الفئات السكانية الضعيفة، خاصة وأنه لا يمكن الوصول الى معظم مناطق جنوب السودان الا جواً بسبب عدم وجود شبكات للطرق البرية». وحذر من «فقدان مايزيد علي 90% من ايرادات الحكومة من النفط نتيجة اغلاق أنابيب البترول،وهو ما سيفرض تحديات غير مسبوقة علي جوبا وسيحد من قدرتها علي مواجهة الأزمتين الأمنية والانسانية، فضلا عن اضعاف قدرتها علي التقدم في خططها الاصلاحية بما في ذلك نزع السلاح والتسريح واعادة الاندماج واصلاح القطاع الأمني وسيادة القانون ومحاربة الفساد». وفي تصريحات للصحفيين عقب انتهاء جلسة المشاورات المغلقة،قال رئيس مجلس الأمن السفير مارك ليال جرانت، ان رئيسة بعثة الأممالمتحدة في جنوب السودان هيلدا جونسون قدمت الي أعضاء مجلس الأمن تقريرا عن الأوضاع التي تمر بها الدولة الوليدة. وأعرب رئيس مجلس الأمن عن اعتقاده بأن تقرير الأمين العام للأمم المتحدة يشير الي حدوث تقدم كبير في مجال بناء مؤسسات الدولة في جنوب السودان،لكنه كرر التحذير من تداعيات اغلاق عوائد أنابيب النفط علي قدرة حكومة السودان علي الوفاء بمسؤولياتها تجاه مواطنيها.