*كان لنا شرف الحضور داخل صالون الصحفى الراحل المقيم سيد أحمد خليفة أمس الأول حيث كان موضوع النقاش حول الرياضة وبصورة أكبر عن كرة القدم السودانية، وتحدث المشاركون بإستفاضة ومنهم من جاء حديثه موضوعيا ومرتبا واصاب الحقيقة فيما لجأ البعض للسرد الممل وهناك من خرج من لب الموضوع الأساسى ولم يغب التنظير ونرى أن المحصلة كانت جيدة لا سيما وأن من تحدثوا هم من أهل الشأن والتخصص والتجارب ونحسب لأستاذنا جمال عنقرة إدارته الواعية وتوزيعه العادل لفرص المشاركة فى الجلسة ونرى أن ما طرح من مقترحات قيمة وملاحظات هامة وإنتقادات يستحق أن يجد الإعتبار من الوزارة لا سيما وأنها كانت محور حديث معظم الذين شاركوا ومن بينهم دكتور نجم الدين المرضى مدير الرياضة بالوزارة الإتحادية ورئيس الإتحاد العام الأخ الدكتور معتصم جعفر والدكتور جمال الوالى رئيس مجلس إدارة المريخ والأستاذ صلاح أحمد إدريس رئيس الهلال السابق والخبير عبدالمنعم عبدالعال *ركز كل المتحدثين فى الصالون على السلبيات التى تصاحب الأداء العام لمنشط كرة القدم فى كل جوانبه ولم يشر أى منهم للإضاءات والجوانب الإيجابية الماثلة الآن والتى تؤكدها الأرقام ويجسدها الواقع الحالى المتمثل فى التطور الملحوظ والملموس للمستوى العام لكرة القدم إن كان ذلك على مستوى المنتخبات أو فرق الأندية. وقبل أن نسترسل فى السرد لابد من توضيح نقطتين هامتين هما أن المعيار الوحيد والذى لا ثانى له لقياس التطور أو التخلف فى كرة القدم هو نتائج الممثلين للبلد ( منتخبات وأندية ) فى البطولات الخارجية وإستنادا على هذا المعيار وقياسا عليه فنرى أن مؤشر التطور لمستوى كرة القدم السودانية يسير لأعلى هذا من جانب أما المعيار الثانى فهو أن تقدم الأمم كرويا أو تراجعها وتخلفها يقاس بالنتائج التى تحققها منتخباتها الوطنية وبتنزيل هذين المعيارين على أرض الواقع فسنجد أن هناك تقدماً وتطوراً ظاهراً ولا يحتاج لإيضاح والدليل أن منتخبنا الوطنى الأول لكرة القدم إستطاع أن يصل للنهائيات الأفريقية مرتين خلال أربع سنوات وفى المشاركة الأخيرة وصل لدور الثمانية وأصبح من ضمن أفضل ثمانية منتخبات فى القارة الأفريقية أما على مستوى الأندية فيكفى أن سقف طموحات عشاق اللعبة وخاصة المنتمين للمريخ والهلال سجل إرتفاعا رهيبا وبات الجميع يعملون ويجتهدون و ينظرون وينتظرون تحقيق كأس البطولة الأفريقية بعد أن كان كل طموحهم الخروج بأقل الخسائر أو الخوف من الهزائم المذلة. وما نقوله فى هذا الجانب هو ليس رأينا بل هو ما تقوله وتؤكده الأرقام التى لا تتجمل ولا تعرف الكذب أو المجاملة . ما أقصده هو أن مستوانا العام فى كرة القدم ليس متدهورا ولا هو متراجعا بل يتقدم ويتطور بسرعة الصاروخ مع كل عام جديد منذ العام (2001) . * صحيح ان هذا التطور جاء بمجهودات فردية وشخصية وبلا تخطيط ومن دون دعم من الدولة ولكن هذا لا ينفى حقيقته . *نؤمن على أن هناك سلبيات تصاحب الممارسة الرياضية فى كافة مرتكزاتها وايضا يوجد قصور كبير من الدولة تجاه كرة القدم على وجه الخصوص ولا نستبعد أن يكون سبب ذلك عدم قناعتها بالرياضة وأهميتها أو أنها خارج قائمة الأولويات ولهذا فهى غير متحمسة لتقديم الدعم المطلوب وتحملها لمسئولياتها فى جوانب كثيرة أبرزها ضعف الميزانية المخصصة للرياضة أو الصرف المرشد وغياب دورها الأساسى فى العملية ،فالواقع يقول إن الدولة ممثلة فى الوزارة بعيدة عن القضية الشئ الذى أضعف تأثيرها ولا نود أن نقول إنه قتل هيبتها فى دواخل الرياضيين *توقعت أن يتطرق أحد المتحدثين فى الصالون للإعلام ودوره الكبير وتأثيره فى مسيرة الرياضة عموما وكرة القدم على وجه الخصوص وهل هو أحد أسباب تدهور المستوى العام ( إن كان هناك تدهور ) *إن كنا جادين فى النهوض بالمستوى العام لكرة القدم للوضع النموذجى المطلوب فعلينا أولا أن نكون واقعيين ونتعامل مع الحقيقة بكل تفاصيلها بعيدا عن التنظير وأرى أن أفضل نقطة ننطلق منها هى المركز الذى حققه منتخبنا الوطنى الأول فى النهائيات الأفريقية الأخيرة . *لا داعى للتشاؤم وعلينا أن نتفاءل عسى ولعل أن نحقق ما نصبو إليه *فى سطور * تحدٍ كبير ومسئولية ضخمة تقع على عاتق المريخ بحكم موقعه كبطل للسودان وزعيما على أنديته فى المباراة التى سيؤديها اليوم أمام الفريق البرازيلى الزائر ويستوجب عليه الفوز حتى يلحق أول هزيمة بمنافسه والذى لعب جولتين وتعادل فيهما.