العنقاء والغول والخل الوفي ثلاثية الخرافة الاسطورية، وبدخول العمل في تركيب محطة مياه عطبرة «الايرانية» عامها الرابع تستحق ان تحتل المكان الرابع مع المستحيلات الثلاثة السابقة، فهي باتت بمثابة اللغز الذي استعصي على المواطنين فك طلاسمه وذلك لأنه من غير المعقول كما يشير مواطنون أن يستمر العمل طوال هذه الفترة في تركيب محطة لسحب المياه من النيل، ويعتبرون ان هذه الفترة كافية لتشييد مصانع وليس تركيب محطة، وحتى الآن لم تصدر حكومة الولاية او المحلية او الجهة المسؤولة عن التنفيذ ما يفيد حول أسباب تطاول فترة تركيب المحطة، وتقول المواطنة عائشة عثمان أنهم ظلوا في انتظار وصول الامداد من المحطة الجديدة بعد أن تم توصيل الشبكة لمعظم انحاء الولاية وأحياء عطبرة، ولكن دون جدوي كما توضح، وتقول الحاجة فاطمة السيد إن المواطنين ضاقوا ذرعا بشرب مياه الآبار، وذلك للملوحة العالية وعدم صلاحيتها للشرب خاصة في فصل الخريف الذي تتحول فيه المياه الى كدر وطين، وقالت إن حكومة الولاية لا تشعر بمعاناة المواطنين، وذلك لأن الوزراء والمعتمدين وأعضاء المجلس التشريعي يشربون المياه الصحية. اما عبد الجليل محمد فقد عبر عن بالغ دهشته من استمرار العمل في تركيب المحطة طوال هذه الفترة، وقال إن هذا الأمر يوضح عجز السلطات الحكومية عن تنفيذ وعودها وبروقراطية العمل، وناشد والي الولاية ترك السفر الكثير إلى الخرطوم والتركيز على حل قضايا المواطنين. محلية بربر تشكو ضعف الإمكانات كانت في ما مضى تشتهر بالطرق الترابية وكثرة «الحمير» التي تسير في مختلف انحائها، بيد أنها أخيراً شهدت تنمية واضحة يلحظها كل زائر، وقصة محلية بربر مع التنمية بدأت فصولها مع المعتمد الاسبق وتواصلت مع الحالي، ولكن رغم النهضة العمرانية الكبيرة في البنيات التحتية خاصة الطرق والمدارس وغيرها من مرافق حيوية، الا ان ضعف الامكانات يهدد بتوقف هذه التنمية المتصاعدة، وذلك لشح موارد المحلية، وفي هذا الصدد يشير معتمدها الشاب حسن علي سليمان الى ان ضعف الموارد حتم عليهم وضع سلم أولويات على رأسه جملة من المشروعات المهمة، منها الكهرباء التي قال إن الواجب يفرض عليهم المساواة بين المواطنين فيها ويضيف قائلاً إن عدداً مقدراً من أحياء المدينة لم تصلها الكهرباء كذلك الريف، ولأن المشروع يكلف اموالاً تربو عن الأربعين ملياراً ناشدنا الحكومة الاتحادية التكفل بتوصيل لكهرباء، ووافقت مشكورة على القيام بذلك، وهي بادرة تستحق الاشادة والتقدير، وحالياً يجري التفاوض مع أربع شركات بهذا الخصوص. وحول التردي الكبير الذي لحق بمدارس المحلية يشير معتمد بربر إلى أن هناك عملاً كبيراً ومقدراً وغير مسبوق في السودان، يقوم على توفير المحلية لمواد البناء والتأهيل، ويتولي المواطنون في جهد شعبي عظيم عمليات التشييد والتأهيل، كاشفاً عن عدد المدارس بالمحلية البالغة 136 مدرسة، مؤكداً أن العمل اكتمل بنسبة 80% في تأهيل المدارس المستهدفة، وقال ان تدريب المعلمين يدخل ضمن عملهم الهادف لترقية العملية التعليمية وتفير البيئة الملائمة للنهوض به نحو الافضل، وعن شكاوى المواطنين من أزمات مياه الشرب المتكررة، وصف معتمد بربر توصيل المياه من المحطة الايرانية بالدامر بالعمل العظيم والكبير، مشيراً الى ان كل انحاء المحلية سيصلها الامداد المائي المستقر، متوقعاً نهاية الأزمة في الفترة القليلة القادمة، ويقرُّ المعتمد بعدم وجود العدد الكافي من الاختصاصيين بالمحلية، غير أنه يشير إلى أن هناك زيارات راتبة يقوم بها عدد من الأطباء في تخصصات مختلفة لمستشفيات المحلية، وقال إن بربر بها اربعة مستشفيات وعدداً من المراكز الصحية، مؤكداً سعيهم الدؤوب لسد النواقص في الجانب الصحي بالمحلية، وقال إن اكتشاف الذهب بالمحلية شكل ضغطاً كبيراً على الخدمات، وقال إن تنظيم سوق الذهب بالعبيدية يمثل أولوية لهم خلال المرحلة القليلة القادمة، وذلك لأنه أصبح يمثل مصدر قلق لهم لافتقاده للاشتراطات المطلوبة خاصة الصحيَّة، معترفاً بعشوائية السوق، وقال إن التنقيب عن الذهب حتم عليهم تكثيف الاهتمام الأمني للحفاظ على هدوء المحلية، مؤكداً تكوين لجنة لحصر الوجود الأجنبي بالمحلية. الزحف الصحراوي والهدَّام يهددان الزراعة تمتلك ولاية نهر النيل اكثر من عشرة ملايين فدان صالحة للزراعة، ورغم ذلك لا يتجاوز المستغل منها 40% من المساحة الكلية، ويعود ذلك الى جملة من الاسباب بحسب مزارعين تحدثوا ل «الصحافة»، ويشير المزارع الفاضل عثمان الى ان الزراعة في نهر النيل كانت في الماضي تمثل الحرفة الاولى للسكان الذين قال انهم مازالوا يتمسكون بها رغم الصعوبات الكثيرة التي تعترض طريقهم، مضيفاً: إن ارتفاع تكلفة الانتاج من الاسباب المباشرة التي اسهمت في عزوف المزارعين عن ممارسة مهنتهم الاولى، وذلك لأن الانتاج لم يعد مجزيا بداعي المنصرفات الكثيرة في عمليات التحضير والتقاوي وري المغروسات، واعتقد ان الاعتماد علي البستنة امر فرضه الواقع لجهة عدم وجود مقارنة بينه وبين المحاصيل النقدية في التكلفة، رغم أن هذا الأمر يفقد السودان والولاية محاصيل تعتبر استراتيجية مثل القمح وغيره. وفي تقديري أن المحليات الشمالية وتلك التي تقع غرب النيل تواجه صعوبات بالغة في الاستفادة من كل المساحات الصالحة للزراعة خاصة في التروس العليا، وذلك بسبب مشكلة الري الذي مازال يعتمد في عملياته بصورة أساسية على الوقود ولم تصل الكهرباء العامة الى هذه المناطق حتى الآن، لذلك الحديث عن تحقيق اكتفاء ذاتي وأمن غذائي واستغلال كافة المساحات المتوفرة اعتبره ضرباً من الخيال وحديثاً للاستهلاك السياسي إذا لم تتوفر الكهرباء. ويقول المزارع هاشم الخير إن انحسار النيل من الأسباب الاخرى لتدهور الزراعة بالولاية، عطفاً على الهدام كما أشار، وقال إن معالجة هاتين القضيتين فوق طاقة المزارعين، ولا يمكن ان يجدوا الحل بدون دعم حكومي، وقال إن الزحف الصحراوي خاصة في التروس العليا يعتبر أيضاً من الاسباب التي أثرت على الزراعة بالولاية. ويؤكد مدير إدارة الزراعة بمحلية أبو حمد عوض الله علي عوض الله، وجود كل مقومات الزراعة بولاية نهر النيل، مشيراً إلى أن العوامل التي ذكرها المزارعون تمثل حجر عثرة أمام الاستفادة من المساحات المتاحة، ضارباً المثل بمحلية أبو حمد، وقال: إن المحلية بها مليونا فدان صالحة للزراعة والمستغل منها لا يتجاوز المائة وخمسين ألف فدان، ولكن بالرغم الجهود الكبيرة التي ظلت تبذلها حكومة الولاية وسلطات المحلية للاستفادة من المساحات المتاحة، إلا أن هناك عقبات أخرى تواجه الزراعة، منها جوانب التسويق والتغليف والترحيل، فهذه العقبات تحتاج لجهد كبير حتى تتم الاستفادة من الإنتاج البستاني الكبير الذي تمتاز به الولاية ومحلية أبو حمد، مشيراً إلى أن دخول الكهرباء في المشروعات الزراعية سيتيح الاستفادة من معظم المساحات الصالحة للزراعة بالولاية والمحلية. ويؤكد المزارع أحمد سيد أحمد على ضرورة اهتمام حكومة الولاية بالزراعة، ويرى أنها المخرج الوحيد لنهضة نهر النيل، مطالباً بتخفيض الضرائب والرسوم الكثيرة المفروضة على مدخلات الزراعة وعلى المحاصيل.