الخرابات الأربع يعلم القاصي والداني أن مواطني جنوب السودان وبمحض ارادتهم اختاروا الانفصال، وكان التصويت للانفصال بنسبة كادت تصل إلى 100%، والجنوبيون يزعمون أن الشمال دولة مستعمرة وأنهم كانوا مواطنين درجة «زفت»، لكن المفاجأة بعد الانفصال أن ظهرت مطالبات مستميتة من حكومة الجنوب ومن المواطن الجنوبي لحصولهم على جنسية الدولة المستعمرة بعد أن منَّ الله عليهم بالاستقلال، وهذا في حد ذاته يغيظنا ويقطع «مصارينا». لكن الأدهى والأمر ما فعله وفدنا «البئيس» في مفاوضات أديس أبابا والاتفاق على الحريات الاربع، كنا نقول إن من مصلحة السودان في الوقت الراهن أن يستمر هذا النظام في الحكم لأسباب أهمها ضعف المعارضة التي نجزم أنها لن تكون البديل في حال سقوط النظام والبديل معروف، لذلك كنا نرى استمرار هذه الحكومة رغم المعاناة، لكن الآن حصص الحق ويجب على الشعب السوداني ابتداءً ان يوقف اتفاقية الحريات الاربع بكل الوسائل السلمية وغيرها، فليسقط النظام دون تنفيذ هذا الاتفاق، فحتى متى نصبر على مثل هذه الكوارث؟ كنا نعتقد والكثيرين أن هذا النظام له استراتيجيات طويلة المدى، وكنا نبرر اسقاطاته بقصر نظر فهمنا السياسي، لكن الأيام كشفت سوءته.. ولنا أن نتساءل ألا يوجد أفضل من هذا الوفد الذي طال عليه الأمد؟ إدريس وسيد الخطيب ومطرف هل هم عباقرة السودان؟ يا ناس أليس في هذا النظام رجل رشيد؟، وكما قال ضابط معاشي بأن يستقبل هذا الوفد، ومن المطار على معسكر الجيش ثم العمليات، لكن نقول لسعادتو، لا ليس الوفد وحده بل كل الحكومة، وليس لمعسكر الجيش بل الإقامة في الجنوب عشان يستمتعوا بالحريات الاربع هناك ويحسوا بفوائدها. وأعتقد أن الوفد لا يتحمل المسؤولية وحده لأن له تفويضاً محدداً ولا بد أن يرجع لقيادته للموافقة على اتفاق كهذا، وربما يكون الوفد قد زيَّن هذا الاتفاق لقادته خدمةً لأجندة كما قلنا أعتى اجهزة المخابرات تعمل لها. ونوجه سؤالاً آخر لحكومتنا التائهة: هل يستطيع المواطن الشمالي العيش في الجنوب؟ودونكم حرق سوق «كنجو كنجو» في جوبا، لأن غالبية التجار فيه شماليون.. قال الاتفاقيات الأربع !! بل هي الخرابات الأربع.