يعتبر سوق ود الحداد من أقدم الأسواق بجنوب الجزيرة، بجانب أسواق الحاج عبد الله والمدينة عرب والحوش وسنار والمناقل، وهي مراكز تجارية لجميع المحاصيل الزراعية الذرة بأنواعها والفول والويكة والثروة الحيوانية التي تغذي أسواق العاصمة وود مدني في الزمان الغابر، فكان يوجد كبار التجار للإجمالي والصادر والوارد من مدني والكاملين وأم درمان والعيلفون، حيث يتم الاستيراد مباشرة من الخارج والى مدينة ود الحداد ما تحمله قطارات السكة الحديد والتي تحمل الصادر من منتجات المدينة الى المناطق الأخرى من هؤلاء التجار عبد الرحمن جبركي واحمد النصري ومحمد علي سليمان وشركاه، وعثمان عبد الله ود الخزين وسعيد محمد الامين وخالد خضر وفقير وطه حميدة، وود يابس وعلي الطاهر من بربر وغيرهم. أما أبناء المنطقة فهناك اولاد العوض وهجو موسى وموسى نصر الدين وفضل حسن تور الدبة واحمد عليان واخوانه، ومحمد دفع الله ومحمد توم الخليل وغيرهم الكثير مما لا يسع المجال لذكرهم. ومن النساء اللائي عملن بالتجارة الحاجة أم بلينة والحاجة قمر النساء والحاجة حسنية وغيرهن ولكل منهن تجارتها الخاصة التي اصبحت في ذاكرة التاريخ الذي لن يمحي. وفي المطاعم نجد سيد وبرقو وادريس وعبده اليماني وأحمد بريمة وفضل المولى وأولاد ابو القاسم، فهؤلاء جميعاً منهم من توفاه الله ونسأل الله له المغفرة والرحمة ومنهم من هم على قيد الحياة ونسأل الله لهم طول العمر في الأعمال الصالحة. تلك كانت ود الحداد حتى قيام ترعة المناقل كانت سوقاً له سمعته ومكانته التجارية مازال في الداخل والخارج. الآن تعالوا لتعرفوا ماذا بقي من ذاك التاريخ القديم فقط لمجرد الذكريات بعد ان هاجر هؤلاء التجار الأعلام الى مواقع جديدة مساهمين في نهضة السودان الاقتصادية في مدني والخرطوم وسنار، ومازال عطاؤهم مستمراً في اقامة المصانع والمطاحن وتنوع التجارة، فقد كانوا مثالاً للصدق والامانة في أعمالهم التجارية. الآن في سوق ود الحداد حدث ولا حرج وهو يتعرض للانهيار بسبب الممارسات الخاطئة والتعدي على أراضيه المخططة والشوارع الفسيحة تحولت الى أزقة وكأنها حرب معلنة ضد مواطني المدينة، وأول هذه الممارسات تضييق الشارع الرئيسي وخاصة مدخل المدينة من كباري ترعتي الجزيرة والمناقل والتي أغلقت منافذها بالأكشاك التي تحجب الرؤية على أصحاب العربات العابرين من جميع الجهات مما يضطر السائق الداخل للزلط أن يرتكب الحوادث وقد شيدت الأكشاك على ظهر ترعة الري الذي سجل غياباً تاماً بعد أن تم الاعتداء حتى على تراب الكنار الذي ظل ممنوعاً منذ عهد الاستعمار. كذلك لغياب هيئة الطرق والجسور التي لم تقم بتنفيذ القانون وتحديد مساحة الطريق السريع، وبعده عن المباني بحيث نجد أن الأكشاك سدت الطريق الذي لا يبعد سوى ثلاثة أمتار أو أربعة. شرطة المرور السريع وشرطة المركز اللتي كان الأمل فيها تنظيم المرور وفتح الطريق أمام المارة ولكن صار همهم جمع المخالفات المرورية بغير وجه حق، وهذه المعاملة نفسها تجعل أصحاب العربات يهربون ويعرضون عرباتهم والمواطنين للحوادث كما حدث سابقاً لابننا من مزيقيلا الذي انقلبت عربته من المطاردة وأخرى تهشمت فيها عربة المرور نفسها بسبب المطاردات، بحيث نجد عربة المرور تعسكر خلف الكباري لتطارد البكاسي والعربات التي تجري على طريق التراب وقد كثرت الشكاوى منهم ولا حياة لمن تنادي. الوحدة الإدارية أو المحلية التي صار الهم الأكبر عندها جمع المال وبأية وسيلة وهم يرسلون المتحصلين عبر التذاكر ومن الفريشين وأصحاب الدرداقات والبائعين ومن غير تقديم الخدمات وتنظيم السوق أو عمل النظافة اللازمة فالسوق يعيش في ظلام دامس ليست به اضاءة والشوارع رديئة وأكياس القمامة والتبول في الطرقات والروائح الكريهة تزكم الأنوف مع العلم بأن ايرادات المحلية متنوعة من عتب ورخص وعوائد وايجارات ورسوم أخرى شهرية وهي مبالغ ضخمة لا ندري أين وكيف تصرف ولا عمال للصحة بالمدينة ثابتون. وهنا لابد من الاشادة بملاحظ الصحة عبد العزيز عثمان الذي يعمل بغير امكانية للنظافة وهي شبه الاستحالة عليه. وفوق هذا وذاك من السلبيات قيام ولاية سنار بافتتاح سوق ضرار بمصنع سكر سنار وتتوافق ايام السوق فيه بيومي الأحد والاربعاء مع سوق الحداد ونحن ننبه بأن لولاية الجزيرة من الاراضي الزراعية بمشروع سكر سنار بأكثر من 60% من الأراضي وقرى آهلة بالسكان بحاجة للخدمات وقد حرموا منها بسبب سيادة ولاية سنار على المصنع بحكم الاسم فقط وليس بالارض. ان سوق ود الحداد بهذه الممارسة الموضحة أعلاه ستكون السبب الرئيسي في موت هذا السوق وخير دليل على ذلك حادث المرور من البص السياحي يوم الاثنين 2012/3/19م والذي لولا لطف الله علينا لأدى لانفجار محطة الوقود ودمر المنطقة الا ان البص التحم بدفارين يقفان بجانب الطريق وعلى الحافة وحولهما الى خراب وخردة جراء الوقوف الخاطئ وشرطة المرور السريع والشرطة المحلية موجودة وليس لها أي عمل تجاه هذه السلبيات والمصائب وقد طلبنا سابقاً عمل تنبيهات وارشادات بجانبي الطريق ومن الاتجاهين تدعو لتهدئة السرعة وخطوط أرضية إرشادية تحذر من السرعة الزائدة مع تحديد التهدئة عند نقطة تقاطع الكباري ومدخل السوق وقد كثرت الحوادث والموت لبني البشر والحيوان في هذه المنطقة ويوميات التحري بمركز الشرطة تثبت ذلك، لذلك فإننا نأمل الاستجابة لمعالجة هذه السلبيات حتى لا تضيع ارواح العباد ويموت سوق ود الحداد الذي يعتبر أكبر مورد في الولاية يجلب الايرادات المالية في الماضي والحاضر. والحل يكمن في ازالة هذه الأكشاك التي ظلت تحجب الرؤية على السائقين الذين يرغبون في العبور لدخول السوق أو المدينة، وعندها يحدث الاصطدام وأن نرى سيادة التنظيم والنظام في السوق مستقبلاً. والله الموفق.