حذر رئيس حزب الامة القومي، الصادق المهدي، من ان اجراء الإنتخابات في الوقت الحالي، يعني إستمرار التوتر بين النظام والأسرة الدولية، خاصة حول المحكمة الجنائية الدولية، ورأي انها بشكلها الحالي ستجعل من نتائج العملية جزءًا من مشاكل البلاد لا حلها، وبينما دعا القيادي في الحركة الشعبية ياسر عرمان الى مقاطعتها، وحذر من ان الاستمرار في اجراء العملية الانتخابية بشكلها الحالي «قد يؤدي الي مجزرة»،اكد مرشح المؤتمر الوطني للرئاسة عمر، البشير، ان الانتخابات تجري «تحت الضوء وتراعي كافة القوانين». وقال المهدي، عقب لقائه امس،الرئيس الاميركي جيمي كارتر المراقب للانتخابات ، ببرج الفاتح ،إنه شرح اسباب مقاطعة حزبه للإنتخابات، والمخاطر الحالية التي تصحبها، ولفت الي وجود إنقسام حاد حول نتائجها، ورأي ان هناك توتراً حاداً بين الشريكين -المؤتمر الوطني والحركة الشعبية- مع اقتراب موعد تقرير المصير الذي سيؤدي الى دولة عدائية، مؤكدا ان كافة الفصائل المسلحة في دارفور سترفض نتائجها لانها ستعقد سلام عملية السلام في الاقليم. واعتبر المهدي ان اجراء الإنتخابات في ظل الأوضاع الحالية «يعني إستمرار التوتر بين النظام والأسرة الدولية حول المحكمة الجنائية وستجعل من نتائجها جزءًا من مشاكل البلاد لا حلها.» وطالب المهدي، القوي السياسية التي قاطعت والتي شاركت بأن تعترف بأن مشاكل السودان ستظل باقية، بما فيها مشكلة تنفيذ إتفاقية السلام والعمل علي زيادة فرص الوحدة أو الجوار الاخوي، وطالب بمعالجة مشكلة دارفور، والحريات وضرورة إتاحتها، التعامل مع الواقع السوداني ومع الأسرة الدولية بدلا عن ما وصفه ب»الخط النعامي» ، لا بالصورة التي ينتهجها المؤتمر الوطني مع المحكمة الجنائية. من جهته، قال مرشح الحركة الشعبية للرئاسة المنسحب، ياسر عرمان، عقب لقائه كارتر امس، انه ابلغ كارتر بعمليات التزوير الواضحة التي تمت في العملية الانتخابية خاصة في الشمال، وقال انه ناشد كارتر بألا يراقب مركزه الانتخابات في دارفور، لان الوضع في الاقليم (مأساوي)، وان اهل دارفور يريدون السلام والامن قبل الانتخابات. واعتبر عرمان ان الانتخابات لن تعطي شرعية للمؤتمر الوطني ولا مرشحه للرئاسة، مبينا انها ستشهد مقاطعة واسعة، ورأي ان العملية الانتخابية «ماهي الا عملية عملت علي مقاس مظاهرة ضد محكمة لاهاي وليست كإستحقاق ديموقراطي يمكن الشعب السوداني من ان يقول كلمته، وذكر انه اكد لكارتر مقاطعة الحركة الشعبية للانتخابات في الشمال، وقال ان إنتخابات الرئاسة لن تعزز السلام والاستقرار «وهي لن تقبل من الشعب السوداني، وحذر من ان الاستمرار في اجراء العملية الانتخابية بشكلها الحالي «قد يؤدي الي مجزرة». وفي السياق ذاته، تلقى الرئيس الامريكي الاسبق جيمي كارتر، تعهدات من الرئيس عمر البشير امس، بإجراء انتخابات عادلة وآمنة ونزيهة ، وقال كارتر إنه يأمل في أن تتوافق الانتخابات تماما مع المعايير الدولية وأن تخلو من التخويف والتزوير. واحاط الرئيس البشير، رئيس مركز كارتر لمراقبة الانتخابات، جيمي كارتر، علما بأن العملية تراعي كافة القوانين، بتوزيع الفرص المتكافئة لكافة الاحزاب السياسية، كما تجرى تحت الضوء دون اجحاف لحق احد. واكد كارتر للصحافيين عقب اللقاء، جاهزية فريقه لمراقبة الانتخابات بكافة الولايات، وسيصدر بعدها بيانا عن المهمة . وقال إنه سيشرف على العملية بنفسه فيما يغادر اليوم الى جوبا، ونادى بضرورة الالتزام بالمعايير الدولية لضمان انتخابات نزيهة ،مشيرا الى تلقيه تعهدات من الرئيس البشير والمفوضية بقيام انتخابات شفافة وعادلة. وأوضح كارتر «تحدثت مع زعماء الأحزاب الأخرى بشأن الانتخابات والاستعدادات لها ويحدوني الأمل في أن تكون تنافسية تماما وملتزمة بالمعايير الدولية وآمنة وحرة ونزيهة وأن يعبر الناخبون... عن قرارهم بحرية بدون تخويف عندما يدلون بأصواتهم وأن يتم تحديد نتائج الانتخابات بأمانة ونزاهة.» ،مشيرا إلى أن مركزه سوف يصدر يوم 17 أبريل بياناً حول مراقبة الانتخابات. وقال مدير الادارة للشؤون السياسية بوزارة الخارجية السفير احمد التيجاني، في تصريحات، ان كارتر التقى عدداً من المراقبين من الاتحاد الاوروبي والافريقي ،واكد ان عمليات المراقبة ستمضي وفقا لما هو منصوص، واشار الى ان مركز كارتر بعث بنحو «60» مراقبا ينتشرون في كل الولايات خلال فترة الانتخابات فيما كان قد بعث مسبقا بنحو «130» مراقبا منذ بداية العملية.