اخفقت دولتا السودان وجنوب السودان في التوقيع على اتفاق لوقف العدائيات امس بسبب تحفظ الخرطوم على نقطتين في مسودة الاتفاق الذي صاغته الوساطة الافريقية والمتعلقتين بالدعوة للحوار السياسي بولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق، ومفاوضة الحركات المناوئة للدولتين ومساهمة كل طرف في ذلك بجانب تكوين الية مشتركة بين الاتحاد الافريقي والاممالمتحدة لمراقبة الحدود بين الدولتين. وغادر وفدا البلدين اديس ابابا امس واعلن رئيس الوساطة الافريقية ثامبو امبيكي رفع المفاوضات لمدة عشرة ايام وكشف عن تحركات ماكوكية يبتدرها اليوم بجوبا لحث الطرفين على التوقيع على اتفاق وقف العدائيات. ودعت الولاياتالمتحدة، الخرطوموجوبا الى «وقف المعارك». وقال امبيكي في مؤتمر صحفى باديس ابابا امس انه سيتوجه اليوم الى جوبا ومنها الى الخرطوم لعقد اجتماعات مع رئيسي البلدين سلفاكير ميارديت وعمر البشير لحث الطرفين على توقيع الاتفاق، واكد ان وفد الخرطوم طلب مهلة عشرة ايام لمشاورة القيادة حول مسودة الاتفاق وقطع بموافقة دولة الجنوب على التوقيع. وابلغت مصادر موثوقه من مقر المفاوضات «الصحافة» ان امبيكي سلم الطرفين في اجتماعين منفصلين صباح امس مع وزير الدفاع الفريق اول عبدالرحيم محمد حسين وباقان اموم ورقة توفيقية تحمل رؤى الطرفين بشأن كيفية تنفيذ اتفاق وقف العدائيات واكدت ان الورقة حملت جملة من النقاط على رأسها الوقف الفوري لاطلاق النار ووقف التصعيد الاعلامي بين الدولتين بجانب تكوين الية من الاتحاد الافريقي والاممالمتحدة لمراقبة الحدود ورصد اية خروقات او توترات فيها، واضافت ان الورقة طالبت بالحل السياسي للمنطقتين ولقضية الحركات المسلحة وشددت على اهمية الحوار وان تسهم كل دولة في مساعدة الاخرى للوصول لاتفاق سلام ينهي الحرب. واكدت المصادر ان الخرطوم تحفظت على النقطتين الاخيرتين وتمسكت بضرورة اعتراف الجنوب بإيواء ومساعدة الحركة الشعبية قطاع الشمال والحركات الدافورية عبر اقرار مكتوب واوضحت انها تحفظت على آلية مراقبة الحدود لاسيما فيما يتعلق بمشاركة الاممالمتحدة فيها. من جانبه، قال وزير الدفاع لدى وصوله الخرطوم امس انه طلب مهلة من الوساطة لمناقشة النقاط الخلافية مع الرئيس عمر البشير واوضح «نحن نريد اتفاق ينزل على الارض وما يكون هش» واكد انه والوفد المفاوض سيعودون لاديس ابابا متى ما طلبت الوساطة ذلك وشدد على اهمية اقرار السودان وجنوب السودان بصورة واضحة بإيواء الحركات المناوئه حتى يبنى التفاوض على الصدق والشفافية. لكن كبير مفاوضي الجنوب باقان اموم اتهم وزير الدفاع بإجهاض المفاوضات وقال في مؤتمر صحفى امس «نأسف لانه في الوقت الذي وافقنا فيه كدولة على توقيع اتفاق وقف العدائيات ينسحب وفد الخرطوم» ووصف الخطوة بالامر المفاجئ واكد ان هناك عمليات قصف لمواقع بالجنوب تمت من قبل الجيش السوداني اثناء الانسحاب من المفاوضات، ما اعتبره دليلا على عدم رغبة السودان في السلام وطالب باقان وفد الخرطوم بالعودة لطاولة المفاوضات ومواصلة الحوار للوصول لحل سلمي واكمال التفاوض حول بقية القضايا العالقة تمهيدا لعقد القمة المشتركة بين رئيسي البلدين عمر البشير وسلفاكير ميارديت. وقال بيان لوفد الحكومة امس إن وفد السودان أبدى خلال المفاوضات بعض الملاحظات تتعلق بتوضيح الحدود التي سيتم بموجبها تطبيق اتفاق وقف العدائيات في ظل رفض حكومة جنوب السودان لكافة المحاولات السابقة للآلية السياسية الامنية المشتركة لاعتماد خط حدود الاول من يناير 1956 الموروث من الاستعمار والذي أقرته اتفاقية السلام الشامل. وتضمنت ملاحظات السودان، وفقا للبيان، ضرورة فك الارتباط ، عملا وليس قولا، بين الجيش الشعبي لحكومة جنوب السودان، والجيش الشعبي - قطاع الشمال، ووقف كافة أشكال الدعم له ، وأن يحترم الاتفاق خصوصيات كل دولة وسيادتها ولا يتيح للدولة أية ذريعة للتدخل في شؤون الدولة الأخرى، وأن يسبق التوقيع على الاتفاق، الذي يشتمل على خطوات عملية فورية، عمل تحضيري مكثف لتشكيل آلياته وتحديد نطاق عملها، ما يتطلب اتاحة الفرصة لكل جانب للاعداد لذلك. وفي هذه الاثناء، دعت الولاياتالمتحدة، الخرطوموجوبا الى «وقف المعارك» واستئناف المفاوضات التي انتهت امس في اديس ابابا دون التوصل الى اتفاق رسمي لتهدئة التوتر بين البلدين. وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية مارك تونر للصحافيين «اننا قلقون جدا» حيال الازمة الجارية بين السودان وجنوب السودان، داعيا البلدين الى «ضبط النفس». واضاف «نناشد الطرفين بوقف المعارك وضمان سلامة المدنيين اولا، ثم حل خلافاتهما برعاية الاتحاد الافريقي».