قال سفير السودان بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا عبدالرحمن سر الختم، امس ،ان وفد الخرطوم المفاوض سيعود لأثيوبيا لاستئناف التفاوض خلال 10 أيام، نافياً مزاعم الجنوب بانسحاب الوفد، قائلاً ان ذلك لا أساس له من الصحة، بينما حمل جنوب السودان مجموعة داخل حكومة الخرطوم بافشال الاتفاق السابق والجولة الأخيرة من المفاوضات وزيارة الرئيس البشير الى جوبا، وجزم المؤتمر الوطني بعدم فشل مفاوضات أديس أبابا ، مؤكداً عودة وفد الحكومة إلى طاولة المفاوضات خلال الأسبوع المقبل. واتهمت دولة جنوب السودان امس السودان بشن غارات جوية على الحدود بينهما عقب انهيار المفاوضات بين البلدين. وذكرت تقارير اخبارية أن الجنوب يزعم أن الشمال استأنف الغارات بعد انهيار جهود الاتحاد الأفريقي للوساطة بين البلدين في العاصمة الاثيوبية أديس أبابا. من جانبه قال الأمين السياسي للمؤتمر الوطني حسبو محمد عبد الرحمن في تصريحات صحفية أمس، ان المفاوضات لم تفشل، لكن هناك أسساً للتفاوض، تبنى على وجهة نظر كل طرف. وأضاف أنّ وفد الحكومة طالب لجنة الوساطة الافريقية بمهلة لدراسة المقترحات التي تقدمت بها اللجنة من قبل الآلية السياسية والأمنية بالحكومة، وتابع «سيتواصل الحوار بعد اكتمال استشارة الأجهزة المعنية، من ثم عودة الوفد الأسبوع القادم لمواصلة التفاوض». ونوه حسبو إلى مقترحات حكومة الجنوب بإقامة قوات دولية عازلة على الحدود بين الدولتين، وقال «إنّ آلية الرقابة هي الآلية الافريقية، والحديث كله يدور عن الوساطة الافريقية فقط». وأكد حسبو رفض الحكومة القاطع لإجراء أي حوار مع عبد العزيز الحلو أو مالك عقار ما لم يفكا ارتباطهما بدولة الجنوب. وقدم سفير السودان باديس ابابا تنويراً لوزير الخارجية الأثيوبية هيلا مريام دسالني عن آخر تطورات المفاوضات بين السودان وجنوب السودان. وقال ان وفد بلاده لم ينسحب وانما طلب من الوساطة مهلة للتشاور مع القيادة في الخرطوم. وكان رئيس وفد جنوب السودان للمفاوضات باقان أموم اعتبر طلب الوفد السوداني لمزيد من التشاور «انسحابا». وبدأ رئيس الآلية الأفريقية، ثامبو أمبيكي، كبير وسطاء مفاوضات أديس أبابا، جولة بجوبا وتنتهي بالخرطوم للقاء الرئيسين عمر البشير، وسلفاكير ميارديت. وقال امبيكي في تصريح صحافي لدى وصوله جوبا للقاء سلفاكير، انه سيزور الخرطوم ايضا لاعادة طرح فكرة عقد قمة بين سلفاكير والرئيس عمر البشير كانت مقررة في الثالث من ابريل لكنها الغيت بعد المعارك الحدودية في 26 و27 مارس. واضاف امبيكي لدى وصوله: «جئنا الى جوبا خصيصا للقاء الرئيس سلفاكير والوقوف على رأيه حول التدابير المقبلة التي يتعين اتخاذها في شأن العلاقات بين السودان وجنوب السودان». واوضح «نريد ان نناقش هذه الامور مع الرئيس سلفاكير قبل ان نزور الخرطوم في اطار الاستعدادات لهذه القمة». ويرافق امبيكي الرئيس البوروندي السابق بيار بويويا العضو في الوساطة التي تجرى باسم الاتحاد الافريقي. بالمقابل قال رئيس وفد جنوب السودان لمفاوضات أديس أبابا، ان الخيار الاستراتيجي لبلاده هو التوصل لسلام مع السودان، طالباً من الاتحاد الأفريقي الضغط على الخرطوم للتوقيع على الاتفاق الذي توصل له الجانبان في ستة بنود. وحمل باقان خلال مؤتمر صحفي عقده في جوبا امس بعد عودته من أديس أبابا ما سماه مجموعة داخل الحكومة السودانية مسؤولية افشال الاتفاق السابق والجولة الأخيرة من المفاوضات وزيارة الرئيس البشير الى جوبا. وأقر باقان بأن جنوب السودان والسودان دعما الفرقتين التاسعة والعاشرة ابان الفترة الانتقالية لاتفاقية السلام الشامل، وقال ان الحكومة السودانية ارتكبت خطأ باستخدام القوة العسكرية لتجريد الفرقتين من سلاحهما في جنوب كردفان والنيل الأزرق. وأشار الى أن توقيع الاتفاق الاطاري في الحدود والمواطنة يعتبر تقدماً لحل القضايا الخلافية.