لم يكن اللقاء سهلاً أوميسورًا... لانشغال الرجل بهذه المهمة الصعبة الا وهي تأمين الانتخابات التي حدثت بعد عشرين عاماً، فهي انتخابات غير مسبوقة وبهذه الاهمية قامت وزارة الداخلية بتكوين لجنة عليا لتأمين هذه الانتخابات التي ترأسها سعادة اللواء احمد التهامي ومساعد المدير العام لهيئة المباحث والامن، فهو بين اجتماع وبين حديث بالتلفون. وقدحاورتهما في عدد من النقاط عن تأمين مراكز الاقتراع بالخرطوموالولايات الاخرى ومناطق التماس خاصة الجنوب ودارفور، وعن خطة الشرطة لتأمين الانتخابات لتسير سلميا دون عنف. لتأمين الانتخابات في مراكز الاقتراع بولاية الخرطوم وولايات السودان المختلفة نحن قمنا بالاستعداد الكامل منذ مارس 2008م، بخطة كاملة في وزارة الداخلية.. وهذه الخطة التفصيلية تبدأ من قسم الشرطة ثم المحلية ثم الولاية ، ثم جميع الولايات بكامل المعينات والمعدات من القوى البشرية والآلية، وذلك لمجابهة عملية الانتخابات خاصة انها انتخابات غير مسبوقة منذ عشرين عاما؛ لذلك تحتاج لتأمين عال المستوى. لذلك قامت اللجنة العليا بتكوين لجان فرعية لتعزيز التأمين ولجان بالولايات برئاسة مديري الشرطة بالولايات والتي كونت من قبل رئاسة الشرطة. كذلك قمنا بالتنسق الكامل مع مفوضية الانتخابات منذ التسجيل والحملات الانتخابية ومرحلة الاقتراع التي تبقى لها يوم.. كذلك استطعنا نحن في اللجنة العليا بالخطة التي وضعناها ان نأمن هذه المرحلة والتي مرت بسلام ولم يحدث شئ وتبقت لنا مرحلة الاقتراع والنتائج. ايضا نحن ضمن الخطة قمنا بزيادة عدد القوات لهذه المرحلة ونعتبرها كافية لتأمين الانتخابات. الشرطة في الفترة الاخيرة قامت بمشاركة المجتمع المدني مما أدى لرفع الحس الامني بين المواطنين ويشهد للسودان طيبة الاخلاق وعدم العنف ومهما تحدث الناس عن العنف اثناء اقتراع المواطنين للانتخابات فإن السودانيين مشهود لهم بالاخلاق العالية الرفيعة التي تنبذ العنف ونؤكد ان الشرطة موجودة ولسوف تقوم بتسهيل الانتخابات ووصول المقترعين الى مناطق الاقتراع. سعادة اللواء، هناك تخوف من المواطنين من بعض الاحزاب التي اطلقت شائعات بأنه سيكون هناك عنف اثناء اقتراع المواطنين فما قولكم؟ كما قلت ان الشرطة موجودة وجاهزة وسوف تسهل للمواطنين وليس هناك تخوف، ونحن نعمل وفق القانون وهو يعطي الحق القانوني والدستوري للمواطن ، كما ان الشرطة مشهود لها منذ اكثر من مائة عام فهي تتعامل مع المواطنين سواء.. ونحن في هذه السانحة نطمئن المواطنين بأن الانتخابات سوف تسير على ما يرام ان شاء الله. ٭ قالت الاممالمتحدة هناك مواقع حددتها سيشتعل فيها فتيل العنف مثلا كالجنوب او دارفور او المناطق الحدودية بحسب التقارير التي وصلت لهم وقالت انها ستتدخل عسكريا في هذه المناطق ما قولكم؟ المراقبون والمنظمات يعملون وفق قانون بين حكومة السودان ومفوضية الانتخابات ونحن لا نتدخل ولا نسمح لأحد ان يتدخل في عملنا، ولا نسمح لأحد ان يملي علينا املاءات لتأمين بلدنا ، كما ان الشرطة لم تفشل في تأمين المواطنين. نحن مع ثقة المواطن فينا وثقتنا فيه بحسه الامني ونبذ العنف كما حدث سابقا باتصال المواطنين انفسهم بالشرطة. كما ان الشرطة تملك الآليات والمعدات الحديثة والنجدة ... إلخ وعلى المواطنين اذ احسوا بأن هنالك اي خلل عليهم الاتصال بالنجدة 999. وهذه الآليات والمعدات المقصود بها تأمين المرشحين والانتخابات والمواطنين وحتى يشهد العالم كله بتنظيم هذه الانتخابات وتأمينها بهذه الصورة الحضارية. وهذا التأمين بهذه الصورة سيكون فيه تحد للأحزاب وللأجهزة الامنية وللمواطنين،ونحن نطمئن المواطن مرة اخرى بأن هذا الاستنفار قصد به تأمين المواطن، وسوف تستمر هذه الخطة بعيدة المدى لتشمل كل المرافق الاستراتيجية في الدولة ولقد اتصل بنا العديد من المواطنين واشادوا بهذا العمل المنظم الحضاري لحماية المواطن مهما انتشرت الشائعات. ٭ ما هو تقييمكم لدرجة الخطة من اي جهة لعمل تفلت امني؟ نحن سنتعامل بحسم وفق القانون، والشرطة تقوم بأي رصد لأية جهة - حزب او شخص - او اية جهة او التعدي على حريات الغير او تجمعات غير مشروعة تخل بالامن فإننا سنتعامل بحسم مع اي موقف مُخل بالامن وطمأنينة المواطن، وسنقابلها بحسم. اكرر قبل ان تولد فتنة او شرارة ولدينا اجهزتنا لجمع المعلومات ونحن الآن في وضع تأمين مراكز الاقتراع للانتخابات التي ليس لها مثيل في الخرطوموالولايات، واننا سنزيد من عددية هذه القوات حماية للارواح، وممتلكات المواطنين وحماية للبلاد من اي متربص يريد ان يخلق، فتنة او يتصور بأنه سيحدث فوضى كما يحدث في كثير من دول العالم. فالشرطة امام تحد كبير لذلك قامت بعمل استباقي ومنعي ليطمئن المجتمع السوداني المسالم والذي عنده صفات لا تتوفر في كثير من شعوب العالم ويشهد على ذلك الاجانب المتواجدون بالسودان. وعلى عكس ما يتصور البعض فإن الشرطة لها جاهزيتها للتعامل مع بعض الولايات ونحن حددناها ووضعنا تحسباتنا لها. ونتمنى من فئات المجتمع كافة ومنظمات المجتمع المدني والإعلام ان يتجاوبوا معنا في بسط الامن والطمأنينة ودحض الشائعات التي لا تفيد شيئا، وقد تخلق جوا من عدم الطمأنينة.