٭ في الآخبار أن الحكومة بصدد إنتهاج أسلوب السماسرة المعروف (طاقية دا في راس دا) وذلك برهنها لزيادة المرتبات برفع الدعم عن بعض السلع، أو بالاحرى رفع الدعم عن بعض السلع مقابل زيادة محدودة في المرتبات، ذلك لأن الدافع الاساسي لهذه الخطوة العرجاء لم يكن يستهدف بالاساس زيادة المرتبات الضعيفة لذوي الدخل المحدود من العاملين والموظفين التي لم تزد فلساً منذ أكثر من ستة سنوات. وإنما لالتماس بعض المخارج للازمة الاقتصادية الخانقة التي تأخذ بخناق الحكومة حتى لتكاد أن (تفطسها)، ولا ندري أى قيمة لهذه الخطوة إن تم تطبيقها بهذا المنطق غير أن تضاعف المعاناة وترفع سقف الغلاء اكثر مما هو مرتفع الآن، فالمؤكد أن رفع الدعم عن بعض السلع- إذا صحَّ فعلاً- إن الحكومة تدعم بعض السلع، سيؤدي الى تصاعد الأسعار كافة بشكل أكثر جنوناً مما هى عليه الآن وسيقع هذا العبء الجديد أول ما يقع على كواهل الفقراء والشرائح الضعيفة وذوي الدخل المحدود المثقلة أصلاً، وستصدق فيها أرجوزة فرقة الهيلاهوب الساخرة بعنوان ( النصّاب) التي يقول مطلعها: طاقية دا في راس دا أنا الشغّال بس كدا دا خشيت السوق قبال شهور وبقيت بالدين تاجر مشهور بكتب شيكات لى كل زول عدّمت الناس حق الفطور بس كدا دا ٭ فالنتيجة الحتمية لهذا الاجراء الحكومي إن مضت فيه أنه سيعدّم الناس حق الفطور وربما كان مردوده وبالاً عليها، إذ أن الحكومة ستغدو بهذا الاجراء المخاتل والمخادع مثلها مثل أى نصاب أو سمسار يمارس الغش والتضليل، ومن أدلة ذلك أن هناك شكاً كبيراً يحيط بدعواها عن دعم السلع الاساسية وأبسط مثال على ذلك سلعة السكر التي يعتبر سعرها الاعلى قياساً ببقية الدول من حولنا بل حتى سكرنا نفسه حين يُهرّب الى خارج البلاد ويعود اليها مرة أخرى فانه يباع بسعر أقل من الاسعار المحلية، وما ذلك إلا بسبب الضرائب غير المباشرة والمتراكبة عليه، وعلى ذلك قس بقية السلع الاساسية من أدوية وخبز وغيرها التي تنوء بحمل مثل هذه الضرائب، ولا غرابة فميزانية الحكومة تقوم بالدرجة الاساس على الضرائب غير المباشرة وخاصة على السلع الاكثر إستهلاكاً وهى بالضرورة السلع الاساسية، ثم من أوجه التضليل أيضاً أنه لا معنى ولا جدوى من أى حديث عن زيادة المرتبات اذا كان ذلك سيتم على حساب (رفع الدعم عن السلع)، فلن يكون لمثل هذه الزيادة أى اثر ملموس أو ايجابي بل العكس ستزيد طين الاسعار بلة وسيصبح المرتب مجرد ثأطة زيدت بماء، كان على الحكومة أن تكون أمينة مع نفسها وصادقة مع المواطن بأن تقول له بصريح العبارة يا حمّال الاسية وشياّل التقيلة ارجو أن تسردب اكثر وتحمل عني هذه الحمولة الثقيلة الجديدة، بدلاً عن هذه اللولوة وأسلوب الاستكراد، فإما برك المواطن وأحنى ظهره الذي أرهقه الانحناء وإما.....!!