اكد الممثل الخاص المشترك لدارفور،البروفيسور ابراهيم قمباري،ان الاشهر الاخيرة شهدت انخفاضاً في وتيرة الصراع والنزاعات القبلية،بجانب انخفاض الأعمال الاجرامية ضد المدنيين، بما فيها أعمال النهب والاختطاف ما عدا قليلا من الهجمات التي شُنت على قوافل المساعدات الانسانية،وعزا ذلك لزيادة البعثة لدورياتها الى معدل 160 دورية يومياً، ودعا دولة الجنوب الى الكف عن دعم المتمردين، مبيناً ان مثل هذا الدعم يشجع الحركات الرافضة لعدم ترك السلاح كما يشجعها على المواجهة. واعلن قمباري في مؤتمر صحافي أمس، عن عودة «109» آلاف نازح ،بجانب عودة «31» ألف لاجئ من تشاد الى مختلف محليات ولاية غرب دارفور، وذلك وفقاً لاحصاءات مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية ،مبينا ان «يوناميد» قامت بتقديم الدعم اللوجستي والأمني لوكالات العون الانساني التي تساعد هؤلاء العائدين. وكشف رئيس البعثة عن تنفيذ عدد 500 مشروع عائد صغير حتى الآن، وهنالك أكثر من 100 مشروع تحت التنفيذ. ورغم تأكيده تحقيق العديد من المكاسب على الارض، الا أن قمباري عاد وقال ان هنالك الكثير من التحديات التي مازالت تواجه البعثة مثل فرض قيود على حركتها، مما منع قوات حفظ السلام من حماية المدنيين،وقال ان هذه المسألة ظلت عقبة دائمة في منطقة جبل مرة وكتم،وذكر ان قوات حفظ السلام تعمل في ظروف صعبة للغاية، ودفع العديد منهم ثمناً غالياً ،وكشف عن مقتل «6» من افراد يوناميد خلال الستة أشهر الماضية أثناء أدائهم لعملهم في الدوريات،وقال ان البعثة فقدت حتى الآن «73» من قواتها. وعلى الصعيد السياسي، شدد قمباري ان هناك تقدماً ملحوظاً على وتيرة ثابتة منذ التوقيع على وثيقة الدوحة في 14 يوليو 2011،وكشف عن بدء البعثة لعملها في تنفيذ مفوضية وقف اطلاق النار، حيث أجرت آلية المراقبة والتحقق التي يترأسها قائد قوات اليوناميد خلال الشهر الماضي عمليات تحقق من مواقع حركة التحرير والعدالة في دارفور، وعلى الرغم من وجود بعض العوائق الا أن العملية صارت بصورة مرضية،وقال انه تم تدشين اللجنة المشتركة في شهر ديسمبر وذلك بهدف تسوية النزاعات التي تحيلها اليها لجنة وقف اطلاق النار،مبينا ان البعثة استضافت في يناير الاجتماع الثاني لآلية متابعة التنفيذ والتي تعني بمراقبة تنفيذ وثيقة الدوحة للسلام في دارفور،ورأى ان تدشين سلطة دارفور الاقليمية اتاحت فرصة جديدة للبعثة للمساعدة في تحقيق مكاسب سلام حقيقية لأهل دارفور. واعتبر قمباري توجيهات مجلس الأمن، بتخفيض قوات «يوناميد» دليلا على تحسن الأوضاع الأمنية في العديد من مناطق دارفور، كما تعكس الاحتياجات والأولويات المتغيرة للعاملين في المجال الانساني وزيادة المشاركة الايجابية لحكومة السودان والحركات المسلحة. وقال ان تفاصيل نتائج عملية المراجعة لم يتم الانتهاء منها بعد ،مؤكدا أن البعثة سوف لن تتواني عن تنفيذ التزامها تجاه أهل دارفور. وناشد قمباري الذين لم ينضموا بأن يلحقوا بركب السلام، واعتبره المخرج الوحيد «ولن يكون الفشل بأي حال أحد خياراتنا». وبشأن نشاط الجبهة الثورية ودعوتها لاسقاط الحكومة، قال ان مثل هذا الحديث خارج عن تفويض البعثة ،لكنه اشار الى ان دارفور يجب ان تكون جزءا من الحل بين السودان وجنوب السودان وليس سببا في الصراع «لذلك دعوت قيادات دول الجوار» لاقناع الحركات الرافضة للالتحاق بعملية السلام. ودعا قمباري دولة الجنوب الى الكف عن دعم المتمردين،وقال ان كل الشركاء الدوليين ،وليس يوناميد وحدها، طالبوا جوبا مراراً بوقف دعمها للمتمردين ، لان ذلك يصب في صالح الوضع في دارفور،ورأى ان مثل هذاالدعم يشجع الحركات الرافضة لعدم ترك السلاح كما يشجعها على المواجهة. واعرب قمباري عن اسفه لارتفاع حدة التوتر بين السودان وجنوب السودان ،وقال انه من الافضل ان يركز الطرفان على تطوير العلاقات الاقتصادية،مؤكدا ان اللجنة الافريقية رفيعة المستوى برئاسة ثامبو امبيكي والامم المتحدة تعملان على تهدئة الاوضاع بين البلدين.