تحية طيبة أرفق لك تعقيباً على ما اورده البروفيسور عبد الله عووضة حمور في عمود (صدى) بتاريخ 5-6/4/0102م والتعقيب هنا منصب فقط على ما ورد بعمود (صدى) بتاريخ 6/4/0102م أما ما اورده بتاريخ 5/4/0102م، فإنني سأعقب عليه لاحقاً، بعد الرجوع الى وثائق ومراجع محددة، بعضها مكتوب وبعضها شفاهي، والله الموفق. مختار عجوبة ٭ عندما كتبت مصوباً بعض الاخطاء التي وقع فيها البروفيسور عبد الله عووضه حمور، لم يكن القصد من كتاباتي هو النيل من معارفه، ولكن الهدف كان هو ألا تعلق هذه الأخطاء بأذهان الاجيال التي تلينا والتي نريد لها أن تلم بتاريخ بلادنا وجغرافيته، ولكن المؤسف أن المكابرة هى ديدن بعض من يسمحون لاقلامهم بالكتابة في موضوعات لم يقتلوها بحثاً واستقصاءً، ومن ذلك ما سبق أن كتبه البروفيسور حمور عن مهيرة بنت عبود وسرعان ما تراجع واعتذر عما كتب، كما اعتذر عما كتبه من هجاء الشاعر حسونة لبعض شيوخ الشايقية، على الرغم من أن الموقف ما كان يتطلب منه إعتذاراً فيما قاله حسونه وهو متداول معروف بين الشايقية. لعل البروفيسور حمور يعتمد في كتاباته على استثارة العواطف واستجداء بعض القراء، كالقول بأن هذا حفيد ذاك كما أنه يعتمد على روايات شفهية ضعيفة لاناس لا يعرفون جغرافية المنطقة (منطقة الشايقية) وخاصة تسلسل القرى التي ذكرها عن رواية احدهم بداية بكورتي ونهاية بالقرير، والمنطقة الآن ليست ببعيدة، وأنا ادعوه لزيارة المنطقة وسأعرفه بها شبراً شبراً وموقعاً موقعاً بالشياخات والسواقي والآبار والجزر ووديانها ومراعيها قديمها وحديثها - كما أنني استميحه عذراً ألا يلجأ الى العناد في تكراره لاخطاء بينة سواء فيما رواه من أشعار لحسونة، وليس (ود حسونة) كما يصر على ذلك، كما أنني أطلب منه أن يحدد بالضبط أين يقع (ضريح الشيخ الهدي) من كورتي وما المسافة التي تفصل بين (ضريح الشيخ الهدي وبين كل من الباسا واوسلي) ليحدد الى أى القريتين هو اقرب بدلاً من الاعتماد على روايات عابري سبيل ليست لهم علاقة لا بالتاريخ ولا بالجغرافيا، ومن المؤسف أن البروفيسور حمور يتمادى في اخطائه الجغرافية والتاريخية، حتى عندما يتحدث عن أشعار خليل فرح وأغانيه، فالضريح (الفات طيبه عابق) ليس بالخرطوم بحري، ولكن الخليل قصد (قبة الإمام المهدي) وعليك بمراجعة ما كتب عن أغاني الخليل، فما كتب عنه تعلمه الاجيال الحالية عن ظهر قلب، ومن المؤسف ان تحاول تضليل هذه الاجيال بمعلومات خطيرة، مستقاة من خيالنا أكثر من واقعنا المعاش، وفي نهاية هذه المقالة اشكر البروفيسور حمور، وادعوه لزيارة الشيخ الهدي في اول ايام عيد الفطر المبارك حيث درجنا منذ ما يزيد على الستين عاماً على زيارته في كل عيد، وقد كانت رفادة الزائرين وسقايتهم تقع على عاتق خيرين من أهل الباسا من مريدي الشيخ الهدي ومقدمي الطريقة التجانية في كل عام. وفي زيارته للشيخ الهدي في العيد سيكتفي بأهل (الدبيبة) وهى بالفعل جنوب مروي وقد سميت الآن بالمنارة كما أراد لها أحد ولاة الشمالية الذين لا ينتمون للمنطقة، كما اسمى (الكنيسة) بالصفا، وقد اسقطها الاخ حمور من سلسلة القرى التي تقع بين كورتي والقرير، فالدبيبة يا أخ حمور هى بلد الشيخ (الرضي) الذي تتلمذ عليه الشيخ الهدي، ولا صلة لها بالدبيبة بشرق النيل وهذا مجرد تطابق في الأسماء، وربما كانت هناك علاقة مشتركة تعزي الى هجرات مضت فكما يوجد السقاي بشمال الخرطوم يوجد الساقي بمنطقة نوري، وكما توجد الدويم بالنيل الابيض توجد الدويم بمنطقة نوري وكما توجد الباسا بالغرب من كورتي توجد الباسا بمنطقة نوري وربما كانت هناك الباسا أخرى كما أخبرني بذلك البروفيسور محمد عمر بشير، عليه رحمة الله وعليه رحمتنا أجمعين!! وجلَّ من لا يخطيء!!! فالمكابرة ليست من شيم العلماء، فالمكابرة تعمي البصائر قبل الأبصار. ٭ تصويب أخير: هناك يا دكتور حمور فرق بين الشِمال بكسر الشين والشَمال بفتح الشين، كما أن هناك فرقاً بين الغُريّبة وبين القريبة!! فالغريّبة هى بداية البديرية والباسا نهاية الشايقي. دكتور مختار عجوبة