مرض فقد المناعة المكتسبة والمعروف إختصارا ب(الإيدز) من الأمراض الخطيرة والفتاكة بالأفراد والمجتمعات على حد سواء،وذلك لطول فترة حضانته والتى قد تصل فى بعض الحالات إلى عدة سنوات ،وبالتالى فإن إنتشارالمرض يكون سريعا فى حال وجود أشخاص مصابين فهو ينتشروفى فترة وجيزة وبمتوالية هندسية ، وهذا مما يصعب من عملية حصره ومكافحته، كما أن عدم تعامل معظم فئات المجتمع معه بالصورة المطلوبة مثل عقبة كبيرة فى سبيل الحد من تمدده . وفى السودان ورغم تدنى حالات الإصابة بهذا المرض بعد إنفصال الجنوب حيث كانت قبله (1.6%) وبعد الإنفصال تدنت إلى (6.7%) حسب إحصاءات الجهات المختصة والمراكزالبحثية، إلا أنه مازالت هناك خطورة من إزدياد حالات الإصابة به خاصة فى الولايات التى تربطها حدود بدولة الجنوب ،وتأتى فى مقدمتها ولاية النيل الأبيض ذات التداخل الكبيرمع الدولة الوليدة ، كما أن عودة الآلاف إلى الولاية بسبب مايتعرضون له من قبل حكومة الجنوب سيكون له أثر سلبى على نسبة إزدياد حالات الإصابة بالمرض. وبناء على ذلك فقد حرص منسقو مكافحة مرض الإيدز على أن ينعقد الإجتماع الدورى لهذا العام بولاية النيل الأبيض ،بإعتبار أنها الأكثرتهديدا بإنتشارالمرض وأنها تمثل أكبرالبوابات التى يمكن عبرها دخول المرض وإستفحاله بالسوان عامة . حكومة ولاية النيل الأبيض أكدت وعبرممثلها فى إجتماع المنسقين دكتورعمرمحمدتوم وزيرالزراعة أكدت حرصها على التقليل من مخاطر المرض عبر التوعية والمتابعة ، والتعاون مع الجهات ذات الإختصاص لمكافحته توعويا وعمليا. دكتورإيهاب على الحسن منسق البرنامج القومى لمكافحة الإيدز أكد أهمية التوعية بمخاطرالمرض ،مشيرا إلى أنها تمثل 80% من عملية المكافحة ، وقال أن إختيارولاية النيل الأبيض أملته ضرورات خاصة بعد أن أصبحت ولاية حدودية وإحدى ولايات الحزام الإفريقى ،وأضاف بأنها ولاية حراك وعبور سكانى من معسكرات العودة الطوعية والعمالة الموسمية. من جانبها فقد ذكرت الدكتورة سهام (البرنامج القومى لمكافحة الإيدز) أن البرنامج يعنى بمكافحة المرض على كافة فئات المجتمع وأنه جسم يخطط ويضع السياسات ويتابع ويقيم أنشطة الجهات العاملة فى هذا المجال ،وقالت فى حديثها لبرنامج (حال الناس بإذاعة الولاية)، إنه يعمل فى محاورمختلفة هدفها فى النهاية السيطرة على المرض ودعم المتعايشين معه. كان هذا مايلى الجانب الحكومى والبرنامج القومى لمكافحة الإيدز ،ترى ماهو دور الجمعيات العاملة فى هذا المجال خاصة تلك المتواجدة بولاية النيل الأبيض؟ الأستاذة إبتهال الصادق مسؤولة الإعلام بجمعية أصدقاء الإيدز قالت إن الجمعية ظلت تمثل حلقة الوصل بين المصابين والمتعايشين والجهات المختصة،وقالت إن الجمعية تركز على التوعية عبرالوسائل المختلفة وفى مقدمتها وسائل الإعلام إضافة للندوات والتى تقام بالمدارس وغيرها من الأماكن العامة التى يرتادها الناس . دكتورة إجلال الماحى سكرتيرة الجمعية الإجتماعية ،قالت إن الجمعية تقدم الدعم النفسى للمرضى ،وقالت إن الكثيرمن المصابين ينكرون فى الأول إصابتهم بالمرض وذلك بسبب نظرة المجتمع السالبة لمريض الإيدز على حد قولها،وقالت إن هذا يتطلب جهداً مجتمعياً لتغيير نظرة المجتمع ، وأكدت أن الجمعية لعبت دوراً كبيراً فى هذا الصدد عبر برامجها التى تستهدف كافة فئات المجتمع خاصة الشباب من الجنسين ،وأبانت بأنه قد تم تدريب عدد من المتعايشين مع المرض عن المعلومات الأساسية وأنهم بدورهم قاموا بتوصيلها للآخرين ،و قالت إن المجتمع يجب أن يتعامل مع الشخص المريض بوعى كبير مشيرة إلى أن ذلك يمثل جزءًً من العلاج وسيكون له مردود إيجابى ومهم . دكتورة سهام عبدالله وضحت الفرق بين حامل فيروز الإيدز والمريض به،حيث قالت إن الشخص الحامل هو مريض أثبت الفحص ذلك ولكن لاتظهرعليه أعراض المرض والعلامات الكبرى مثل الإسهال ونقصان الوزن بنسبة 10% إضافة لحمى ليلية ، وقالت إن هناك علامات صغرى مثل أمراض الجهاز التنفسى وغيرها ، أما الشخص المريض فهو أثبت الفحص إصابته بالمرض وظهرت عليه العلامات الصغرى والكبرى ، وحول طريقة الفحص فى حالة الإشتباه فى الإصابة بالمرض ،قالت دكتورة سهام إن فحص الإيدز موجود بكل مستشفيات الولاية ومجانا وسرى إلا إذا رغب الشخص المصاب بغيرذلك. الكثيرمن المهتمين بمرض الإيدز دعوا إلى تكثيف الجهود لتشجيع الفحص الطوعى وسط المواطنين ، حتى يتم محاصرة المرض والحيلولة دون إنتشاره ،وطالبوا بزيادة جرعات التوعية عبرالإعلام خاصة فى المناطق الحدودية ،والتى شهدت خلال الفترة الماضية نزوحاً كبيراً من المواطنين الشماليين وبعض الجنوبيين إلى داخل حدود الولاية بمحليتى الجبلين والسلام والذين تم إستيعابهم فى معسكرات كبيرة ، وأكد البعض أن الأمريحتاج إلى التحرك السريع حتى لا تكون هنالك فرصة لإنتشار المرض وسط المواطنين .