٭ يتمتع السودان بثروة سمكية ضخمة جداً، فهناك اكثر من 250 نوعاً من الاسماك البحرية اهمها القرش وابو قرن والناجل والجمبرى والاستاكوزا، اضافة الى عدد كبير جداً من أسماك النيل مثل سمك العجل والبلطى والبياض والقرقور وخشم البنات وأم كورو وبت كوية وغيرها، وقدرت الثروة السمكية بطاقة انتاجية في حدود 110 آلاف طن فى العام. ٭ وتعد الأسماك فى السودان مصدراً للبروتين الحيوانى خاصة فى المناطق القريبة من النيل وروافده وشواطئ البحر الاحمر، ويتم استهلاك لحومها طازجة وتجفف وتستخدم «شرموط» او «كجيك» ويصنع منها الفسيخ والملوحة. ٭ تداول وتناول هذه الاسماك بطريقة عشوائية وغياب الرقابة مباشرة والفحص بعد الصيد وقبل البيع واثناء التصنيع، قد يؤدى الى انتقال بعض الامراض من الاسماك الى الإنسان. ٭ والاسماك تصاب بامراض كثيرة جدا منها الامراض البكترية والفيروسية والطفيلية والفطرية، منها المعدية وغير المعدية، على سبيل المثال داء الفطور الجلدية والجدرى والتسمم بالمبيدات الحشرية وغيرها. ٭ وعرف الانسان حتى الآن اكثر من اربعين طفيلا تكون الاسماك فيها عائلا وسيطاً، وتتسبب فى نقل الامراض الى الحيوانات آكلة الاسماك النيئة والانسان، حيث تعيش هذه الطفيلات فى كبد الانسان او أمعائه او فى القناة الصفراوية، واحيانا توجد فى الرئة والقلب والمخ ايضا. ٭ ومن الامراض البكتيرية: ٭ سل الأسماك ويسبب هذا المرض ميكروب Mycobacterium fortuitum «في المياه العذبة»، Mycobacterium marinum «في المياه المالحة والعذبة أيضاً»، يظهر في الأسماك في صورة تقرحات جلدية قد تصل إلى العضلات منفجرة للخارج مع فقد القشور، التواءات وتشوهات في العمود الفقري والرأس، جحوظ العينين مع وجود مناطق مصابة بعقيدات بيضاء إلى رمادية اللون في الأعضاء الداخلية والعضلات. كما يلاحظ وجود انتفاخ وتورم في الكلى الخلفية بالإضافة إلى تلون المثانة الغازية باللون الأبيض، وتكون غالبا مليئة بكمية كبيرة من السوائل، مع إصابة المناسل وعدم نضجها. ومن الممكن أن ينتقل سل الأسماك إلى الإنسان عن طريق اختراق الجلد «جروح قديمة أو حديثة» وذلك أثناء التعامل مع الأسماك، من خلال تنظيف الأحواض السمكية أو السباحة في المياه العذبة أو المالحة. ميكروب M. marinum لا يسبب عدوى داخلية في جسم الإنسان، حيث أن درجة الحرارة الداخلية «37 درجة مئوية» تقتل الميكروب، ولكنه في نفس الوقت يتحمل درجة حرارة أطراف الإنسان التي تكون أقل في درجة الحرارة. كما يظهر المرض في صورة عقد وأورام بنية أو حمراء ذات قروح مركزية مستديمة في مناطق الإصابة على الجلد بمفصل الكوع، الركبة، الأيدي، الأصابع، الرسغ الأقدام، وهذه الإصابات غالبا ما تختفي في غضون أسابيع قليلة بدون الحاجة إلى علاج، وذلك في الأفراد الأصحاء المصابين في ما يسمى Self limiting إلا إذا كان هناك نقص في مناعة الإنسان «AIDS» المصاب فإن الحالة المرضية قد تتحول إلى التهاب شديد في المفاصل والتحول إلى عدوى داخلية. ٭ الفيبريو «الكوليرا» Cholera يحدث المرض في الإنسان نتيجة لتناول الأسماك والصدفيات «shellfishes» نيئة أو غير مطهوة جيداً والتي قد تحتوى على أنواع من ميكروب الفيبريو كوليرا Vibrio cholera بأنواعه المختلفة، وهى غير مهاجمه للأمعاء بل تفرز سموماً معوية، وهذه السموم تتأثر كثيراً بالحرارة العالية. وجدير بالذكر أن عزل هذه الميكروبات من الإنسان لا يكفي لإثبات أن هناك مرض الكوليرا، بل يجب التعرف على سمومها أيضاً. ٭ من أهم الطفيليات: ٭ دودة القط الكبدية (epithorchis felineus) وتكثر فى أسماك المياه العذبة وتصيب الكلاب والقطط والخنازير والإنسان. ٭ الدودة الكبدية الصينية (Opithorchis sinensis) وتوجد فى القناة الصفراوية فى الكلاب والقطط والخنازير والإنسان. ٭ الهتروفيس (Hetropyes hetrophyes) تكثر فى أسماك نهر النيل ويعيش احد اطوارها ويسمى الميتا سيركاريا حياً فى الاسماك المملوحة «الفسيخ» لمدة سبعة ايام، وينتقل الى الامعاء الدقيقة فى الكلاب والقطط والانسان. ٭ (Metagouimus yokgawi) تنمو هذه الديدان داخل الأسماك، وبعد أكل الأسماك نيئة تنتقل هذه الديدان وهى مكتملة النمو إلى الامعاء الدقيقة فى الكلاب والقطط والخنازير والإنسان. ٭ دودة الرئة (Paragonimus westermain) وتوجد فى الرئة وخلايا المخ والنخاع الشوكى فى القطط والكلاب والخنازير والماعز والابقار، ويصاب الانسان بعد أكل الأسماك النيئة او القشريات مثل ابو جلمبو، وقد انتشر هذا المرض بين الجنود النيجيريين اثناء حرب بيافرا عندما كانوا يأكلون القشريات داخل الغابات. ٭ الوقاية من الأمراض التي تنتقل بين الانسان والاسماك تتم بالحرص في التعامل مع الأسماك عند الفرز أو التنظيف أو الكشف البيطري والتشخيص المبكر لأمراض الأسماك وعلاجها، وعدم تناول كبد الأسماك، وينصح بارتداء قفازات جلدية أو بلاستيكية وذلك حماية من نقل بعض الميكروبات عبر الجروح القديمة أو الجروح المستحدثة، وطهي الأسماك طهياً جيداً، وعدم استعمال طرق التمليح الخفيف أو الشواء في وجود الأحشاء، وإقامة برامج للتوعية الصحية لكل العاملين في مجال الأسماك عن طريق التثقيف اللازم لبيان طرق العدوى والوقاية.