كانت مدينتا نيالا والضعين المحطتين الاخيرتين لجولة المفوضية القومية لحقوق الإنسان باقليم دارفور، حيث كثف وفد المفوضية القومية من لقاءاته في اكثر من مدينة في الاقليم مثل «الفاشرالجنينةزالنجي» وشملت اللقاءات حكومتي الولايتين واجراء لقاءات مطولة مع قادة النازحين الذين يمثلون القيادة العليا لاكثر من عشرة معسكرات للنزوح في الولايتين، وقد تفقدت المفوضية القومية لحقوق الإنسان سجن الضعين الكبير ووقفوا من خلال الزيارة علي احوال المحكومين والمنتظرين والمعتقلين وزيارة مستشفى الضعين. حكومة جنوب دارفور في نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور كان فاتحة لقاءات وفد المفوضية بحكومة الولاية بامانة الحكومة وفي قاعة الخليفة عبدالله التعايشي قدم وفدالمفوضية رؤية كاملة اوضح خلالها العضو كمال الدين دندراوي ان المفوضية القومية لحقوق الإنسان هي مفوضية قومية محايدة ومستقلة مهمتها الاساسية مراقبة حقوق الإنسان في السودان عن كثب والعمل علي الحد من وقوع انتهاكات جديدة في حق البشر وصيانة المجتمع وتضمين هذه المبادئ في المناهج التعليمية ونشر ثقافة حقوق الإنسان بين المواطنين، مؤكدا ان السودان تأخر كثيرا في انشاء هذه المفوضية ولكنها الان اصبحت واقعا. ومن جانبه، تعهد والي جنوب دارفور حماد اسماعيل حماد بالتزام حكومة ولاية جنوب دارفور بتنفيذ موجهات المفوضية القومية لحقوق الإنسان ، واوضح حماد ان ولايته متقدمة عن غيرها من ولايات السودان وذلك بانشائها مفوضية لحماية حقوق الإنسان منذ العام «2005» ، مشيرا الي ان ولايته تهتم بحماية حقوق الإنسان لانها واحدة من اسس ومبادئ الدين الإسلامي وشريعته السمحاء، لافتا الي ان مفوضية ولايته قطعت شوطا كبيرا في مجال حقوق الإنسان. ومن جانبها، اعتبرت الاستاذه جميلة خليل حسن رئيس مفوضية حقوق الإنسان بالولاية زيارة المفوضية الي دارفور معززة للعمل المشترك موضحة ان مفوضيتها قدمت الكثير من الاعمال في مجال حقوق الإنسان متمثلة في الاستشارات القانونية الي بعض من وقعت في حقهم بعض التجاوزات ، ودعت جميلة المفوضية القومية الى تقديم الدعم الفني والمادي والتنسيق لتقديم اعمال كريمة وجليلة في خدمة حقوق الإنسان، مبينة ان حقوق الإنسان تأتي في مقدمة اوليات مفوضيتها في الفترة القادمة. لقاء قيادات النازحين بعسكر دليج وفي لقاء جمع كل قيادات معسكرات النازحين العشرة بولاية جنوب دارفور بالمفوضية بمعسكر دليج للنازحين شمال شرق مدينة نيالا وكان اللقاء حاشدا جاءت اليه قيادات النازحين من كل ارجاء ولاية جنوب دارفور ورتب بدقة فائقة وقد فرض خلاله النازحون نفوذهم واشترطوا علي وفد المفوضية الاستماع اليهم، وبدأت فعاليات اللقاء الجامع تحت راكوبة حيث قالت العمدة مريم ابراهيم من معسكر عطاش ان المعسكر يضم اكثر من «54» ألفا من النازحين ولاتوجد به ولا قابلة لتوليد النساء وتساءلت الا يعتبر هذا انتهاكا لحقوق الإنسان، وقالت: نريد من من المفوضية ان تنظر في هذا الطلب وتعمل على تحقيقه، مبينة ان كل النساء في المعسكر لايجدن فرص عمل حتي في عمل اليومية اصبحن لايستطعن ان يخرجن للاحتطاب واذا خرجن تتعرض حياتهن للخطر ، واوضحت العمدة ان كل رجال المعسكر ليست لهم وظيفة وطالبت المفوضية بان تعمل علي مكافحة عمليات المحاباة في التوظيف وبان تطوف بداخل المعسكر لمشاهدة الاحوال المعيشية التي يعيشون فيها ،واستجاب وفد المفوضية وطاف داخل معسكر دليج للنازحين. واعتبر العمدة صلاح الدين عبد الله رئيس مكتب تنسيق معسكرات ولاية جنوب دارفور وكبير عمد معسكر كلمة ان مشاركة النازحين في تكوين وتأسيس مفوضية ولائية لحقوق الإنسان سيدعم العدالة ويحد من الانتهاكات التي تضرر منها النازحون، وطالب النازحون بايصال معاناتهم الي كل الجهات المسؤولة ، واكد صلاح ان النازحين سيشاركون ويدعمون المفوضية بقوي تمثل اكبر فائدة لها في عملها. سجن الضعين الكبير وتفقد وفد المفوضية القومية لحقوق الإنسان برئاسة مولانا جوزيف سليمان خليل والوفد المرافق له سجن مدينة الضعين الكبير وبحثوا احوال الموقوفين والمنتظرين والمحكومين واستمعوا الي شكاوي المساجين، وكشف مدير السجن الضعين الكبير الذي يضم في داخله «236»مسجونا ومسجونة ان كل هذا العدد الكبير من البشر محبوسون في مساحة ارض لاتزيد عن «800» متر مربع بها ثلاثة عنابر بالية وبعضهم يفترشون الارض، وهم محكومون بجرائم مختلفة من بينهم عشرة معتقلين ومنتظرين ، قال ان الاحوال الصحية سيئة للغاية وعدد منهم مرضي اتخذوا من المصلي عنبرا لهم ، وانه لاتوجد اي عناية صحية تذكر حيث لا دواء ولا رعاية صحية والغذاء بسيط لايسد الرمق، وقال بعض المنتظرين ان وجبة الغذاء داخل السجن تتكون من العصيدة وملاح «ام بلط ». و يعتبر سجن الضعين واحدا من اكثر السجون المزدحمة بالبشر ، وطالب المساجين المفوضية بالتدخل لاطلاق سراح من هم موقوفون والمعتقلون حتي يجدوا حقهم الإنساني. حكومة شرق دارفور اعتبر والي ولاية شرق دارفور وصول وفد المفوضية القومية لحاضرة ولايته مدينة الضعين بانه دليل كبير علي ان المفوضية القومية قادرة علي النهوض بمبادئ حقوق الإنسان في كل السودان، واكد اللواء معاش محمد حامد فضل الله في لقاء جمعه بمنزله بوفد المفوضية القومية لحقوق الإنسان التزام ولايته بالمحافظة علي حقوق الإنسان وصيانة كل الحقوق الاساسية المتمثلة في حق حرية التعبير لكل القوي السياسية الموجودة في ولايته وحق التملك والتنقل والتقاضي بين الناس، موضحا انه في ولايته سيطبق قاعدة لا كبير علي القانون والكل سواسية امام القانون ، وتعهد بانه سيعمل علي تنفيذ موجهات حقوق الإنسان وفق موجهات المفوضية وسيأخذ للضعفاء حقهم من الاقوياء مهما كانت مكانتهم، وطالب محمد حامد فضل الله بتكوين مفوضية خاصة بولايته ، واعتبر وصول وفد المفوضية القومية لحاضرة ولاية شرق دارفور دليلا علي كبير اهتمام المفوضية وكان وفد المفوضية عقد اجتماعا مع الوالي بالانابة العميد شرطة داؤد حامد قبل وصول الوالي من الخرطوم، رحب بالمفوضية القومية لحقوق الإنسان وطالب بقيام مفوضية خاصة بولاية شرق دارفور ،واوضح داؤد ان حقوق الإنسان هي من صميم الدين الاسلامي وانتهاكها من المسلمين يمثل واحدا من ابواب المعصية وسلطة التعدي علي حقوق العامة، مؤكدا ان المسلمين اذا لم يلتزموا بقواعد دينهم سيسلط الله عليهم الاخرين يتدخلون عليهم بهذا الباب، مبينا ان وجود مفوضية لحقوق الإنسان بولاية جنوب دارفور يراقب ويدعم ويدحض الشائعات التي تطلقها الجهات الغربية علي السودان،و قال ان وجود مفوضية في الولاية تراقب حقوق الإنسان سيكون عملها جيدا وتستطيع ان تنقل الصورة عن قرب ولذلك نحن نطالب بان تكون لنا مفوضية خاصة بولاية شرق دارفور تراقب حقوق الإنسان في هذه الولاية عن كثب وتعمل علي توعية سكان الولاية بمضامين حقوق الانسان عامة. من جانبه قال محمد أحمد ود الشايب ان زيارة الضعين قصد منها استكشاف واقع الناس والاطلاع علي ارائهم . من جانبها قالت الاستاذة عائشة ابوبكر صبيرة « نحن ادينا قسم ولنا حصانة ونقف علي مسافة من كل الاطراف السودانية وسنعمل علي ابرار القسم الذي اديناهو». نازحو معسكر النيم بالضعين جلس وفد المفوضية واستمع الي نازحي معسكر النيم الذين تضرروا من الحرب واشتكوا من النقص الحاد في الغذاء ، و قال الامين الصديق وادي ان معسكر النيم يضم أكثر من«16»ألف نسمة ، وان الخريف علي الابواب في حين لاتوجد معينات للعودة ،مبينا ان الحصص الغذائية قد تقلصت وانهم بحاجة الي تأمين مواقعهم وتوفير بعض الاساسيات المتمثلة في «المشمعات» وان المدارس فتحت ابوابها في حين لا يوجد شئ من الكتب ولا فصول معدة اصلا، موضحا ان كل هذا العدد في المعسكر يشرب من 3 آبار، وقال الامين انهم قد سئموا التواجد داخل المعسكرات التي ساهمت في اتفاق الدوحة ، مشيرا الى ان تاج الدين نيام زارهم مع الوفد القطري، الا ان ذلك لم يحقق شيئا، قائلا «نحن والله نحس باننا اذلاء من خلال العيش في هذه المعسكرات ويمكن تكون خطوة خير إن شاء الله وبالتالي نريد ان نعود الي قرانا بأي شيء» وطالب بان توصل المفوضية شكواهم هذه الي رئيس السلطة الاقليمية حتي يكون علي بصيرة ويعمل علي وضع اولوياتهم ضمن اولوياته، واشار الي انهم شاركوا في صناعة وثيقة الدوحة التي نعتبرها افضل الاتفاقيات وما جاء بها اذا نفذ سيحل مشاكلنا «ولكن حتي الآن لم نر شيئا من خيرات الدوحة الا هذه المفوضية»، مبينا ان القري التي نزحوا منها بدأت جماعات اخري تستولي عليها وبدأت في تغيير معالمها الاساسية وقطع كل اشجارها وزراعتها الامر الذي جعل عودتهم الي مناطق زراعتهم في خطر موضحا ان النازحين يواجهون انتهاكات كبيرة في مجال حقوقهم العامة، موضحا ان السلطات في الضعين كانت قد اعتقلت مجموعة منهم لمجرد انهم استقبلوا المبعوث الامريكي لدارفو ر« دان سيمث » ولم يطلق سراحهم الا بعد تدخل المبعوث الامريكي نفسه. من جانبه، قال الاستاذ علي ابوزيد علي ان المفوضية ستعمل علي رصد كل هذه المشاكل التي تواجه النازحين وستعمل علي تمليكها الي الجهات المسؤولة و متابعة حلها بشكل جذري، واكد ابوزيد للنازحين انهم يعملون من اجل صيانة حقوق الإنسان بشكل يتسق مع كرامة الإنسان في دارفور. مستشفى الضعين الكبير تفقد وفد المفوضية القومية لحقوق الانسان مستشفى الضعين الكبير للوقوف علي الخدمات الصحية بالمستشفى والمرضى ومن خلال الطواف وجدوا البنية التحتية للمستشفى منهارة تماما حيث لاتوجد عنابر للمرضي ولا أسرة للمرضي والخدمات الصحية منهارة تماما ، وقال جعفر محمد أحمد لوفد المفوضية ان السبب في تردي الخدمات الصحية الاساسية وضعف الخدمات الصحية في المستشفى سببه وقف الدعم الاتحادي للمستشفى، موضحا انه بعد تقسيم ولاية جنوب دارفور لم يصلهم اي دعم من الحكومة الاتحادية ، مشيرا الي انعدام أنواع كثيرة من الادوية ونقص كبير في عدد الاطباء ، موضحا ان المستشفى بها اربعة تخصصات رسمية وهي الجراحة والاطفال والنساء والتوليد والباطنية فقط ، مبينا ان مستشفى الضعين هو المستشفى الوحيد بولاية شرق دارفور الذي يتكون من تسع محليات، وكشف جعفر ان والي الولاية الجديد محمد حامد فضل الله اتفق معهم علي خطة اسعافية وخطة خمسية لدعم وتمويل المستشفى سيبدأ العمل في تنفيذها في القريب العاجل. ومن خلال الطواف بالمستشفى اتضح ان عدد المرضي كبير جدا حيث لا توجد عنابر لايواء المرضي وأسرة التي ينام عليها المرضي بالمستشفى بالية متهالكة. فيما ابدي وفد المفوضية القومية لحقوق الإنسان عدم رضائهم عن الحالة الصحية لاحوال المرضي والبيئة وقالت الاستاذة مريم عبدالرحمن تكس ان البيئة الصحية والبنية التحتية بمستشفى الضعين بحاجة عاجلة لعمل ينقذ المرضي ويجعل المستشفى قادرا علي تقديم خدمات صحية ، ودعت تكس ابناء كل الخيرين الي تقديم العون اللازم الي المرضي بمستشفى الضعين مبينة ان المفوضية ستعكس حالة المستشفى للمسؤولين في الدولة لايجاد معالجات بديلة عاجلة للاحوال العامة بمستشفى الضعين.