القوز يقرر السفر إلى دنقلا ومواصلة المشوار    لاعب منتخب السودان يتخوّف من فشل منظومة ويتمسّك بالخيار الوحيد    الدب.. حميدتي لعبة الوداعة والمكر    ⛔ قبل أن تحضر الفيديو أريد منك تقرأ هذا الكلام وتفكر فيه    إلي اين نسير    منشآت المريخ..!    كيف واجه القطاع المصرفي في السودان تحديات الحرب خلال 2025    صلوحة: إذا استشهد معاوية فإن السودان سينجب كل يوم ألف معاوية    إبراهيم شقلاوي يكتب: وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    كامل إدريس في نيويورك ... عندما يتفوق الشكل ع المحتوى    مباحث قسم الصناعات تنهي نشاط شبكة النصب والاحتيال عبر إستخدام تطبيق بنكك المزيف    عقار: لا تفاوض ولا هدنة مع مغتصب والسلام العادل سيتحقق عبر رؤية شعب السودان وحكومته    إجتماع بسفارة السودان بالمغرب لدعم المنتخب الوطني في بطولة الأمم الإفريقية    بولس : توافق سعودي أمريكي للعمل علي إنهاء الحرب في السودان    البرهان وأردوغان يجريان مباحثات مشتركة    شاهد بالفيديو.. الفنانة ميادة قمر الدين تعبر عن إعجابها بعريس رقص في حفل أحيته على طريقة "العرضة": (العريس الفرفوش سمح.. العرضة سمحة وعواليق نخليها والرجفة نخليها)    شاهد بالفيديو.. أسرة الطالب الذي رقص أمام معلمه تقدم إعتذار رسمي للشعب السوداني: (مراهق ولم نقصر في واجبنا تجاهه وما قام به ساتي غير مرضي)    بالصورة.. مدير أعمال الفنانة إيمان الشريف يرد على أخبار خلافه مع المطربة وإنفصاله عنها    وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    تراجع أسعار الذهب عقب موجة ارتفاع قياسية    عثمان ميرغني يكتب: لماذا أثارت المبادرة السودانية الجدل؟    ياسر محجوب الحسين يكتب: الإعلام الأميركي وحماية الدعم السريع    محرز يسجل أسرع هدف في كأس أفريقيا    شاهد بالصور.. أسطورة ريال مدريد يتابع مباراة المنتخبين السوداني والجزائري.. تعرف على الأسباب!!    وزير الداخلية التركي يكشف تفاصيل اختفاء طائرة رئيس أركان الجيش الليبي    "سر صحي" في حبات التمر لا يظهر سريعا.. تعرف عليه    والي الخرطوم: عودة المؤسسات الاتحادية خطوة مهمة تعكس تحسن الأوضاع الأمنية والخدمية بالعاصمة    فيديو يثير الجدل في السودان    إسحق أحمد فضل الله يكتب: كسلا 2    ولاية الجزيرة تبحث تمليك الجمعيات التعاونية الزراعية طلمبات ري تعمل بنظام الطاقة الشمسية    شرطة ولاية نهر النيل تضبط كمية من المخدرات في عمليتين نوعيتين    الكابلي ووردي.. نفس الزول!!    حسين خوجلي يكتب: الكاميرا الجارحة    احذر من الاستحمام بالماء البارد.. فقد يرفع ضغط الدم لديك فجأة    استقالة مدير بنك شهير في السودان بعد أيام من تعيينه    كيف تكيف مستهلكو القهوة بالعالم مع موجة الغلاء؟    4 فواكه مجففة تقوي المناعة في الشتاء    اكتشاف هجوم احتيالي يخترق حسابك على "واتسآب" دون أن تشعر    رحيل الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاما    قبور مرعبة وخطيرة!    شاهد بالصورة.. "كنت بضاريهم من الناس خائفة عليهم من العين".. وزيرة القراية السودانية وحسناء الإعلام "تغريد الخواض" تفاجئ متابعيها ببناتها والجمهور: (أول مرة نعرف إنك كنتي متزوجة)    حملة مشتركة ببحري الكبرى تسفر عن توقيف (216) أجنبي وتسليمهم لإدارة مراقبة الأجانب    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    ضبط أخطر تجار الحشيش وبحوزته كمية كبيرة من البنقو    البرهان يصل الرياض    ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية    قوات الجمارك بكسلا تحبط تهريب (10) آلاف حبة كبتاجون    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دخلت دارفور لقلوبها من أبوابها

تحركت رحلتنا المتوجهة لمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور حوالي الحادية عشر ونصف ظهراً وكنا على متن ناقلنا (الوطني) حتى على السفريات الداخلية..! المهم وصلنا مطارها وكانت تنتظرنا سيارات رباعية الدفع للحاق بوفد المفوضية القومية لحقوق الانسان الذي سبقنا بساعات؛توجهت السيارات نحو سجن (شالا)،ولحقنا بجولة رئيسة وفد المفوضية القومية لحقوق الإنسان الأستاذة آمال حسن بابكر التني،ونائبها مولانا جوزف سليمان؛ومعها د.عوض باماكار والسفير أبوالقاسم إدريس،والأساتذة كمال دندراوي ومريم عبدالرحمن تكس،والمربية الجليلة عائشة صبيرة والإقتصادي والخبير علي أبوزيد علي ومنى أبوالعزائم؛ومنسق الولايات بالمفوضية والعالم ببطون دارفور و(خشومها) الأستاذ محمد أحمد ود الشائب.. تجول الوفد بين زنازين وعنابر سجن شالا للوقوف حول أحوال وأوضاع المساجين،وأستمع وفد مفوضية حقوق الإنسان لشكاوى النزلاء،وألتقوا بستة من معتقلي حركة العدل والمساواة،والذين طالبوا المفوضية بإيصال شكواهم لرئاسة الجمهورية في عدم تنفيذ قرار المشير البشير باطلاق سراح جميع المعتقلين،وذلك بتجاوزهم من القرار بدافع قبلي؛في حين أطلق سراح من كان معهم...؟
إنتقل الوفد بعدها بصحبة مدير سجون الولاية لاصلاحية الأحداث المجاورة - حيطة بالحيطة - لسجن شالا،ولاحظ الوفد أن جميع الأحداث يعاقبون تحت المادة 130؛والأغرب أنهم لا يعرفون ماذا أغترفوا بحكم سنهم وبراءتهم...
جامعة الفاشر والمجتمع المدني
جمعت قاعة المؤتمرات بجامعة الفاشر منظمات المجتمع المدني والمرأة و ممثلين للمعسكرات وعدد من النشطاء في حقوق الإنسان،بالمفوضية القومية لحقوق الإنسان للتعريف بالمفوضية وعملها وصلاحياتها.
قدمت الأستاذة آمال التني أعضاء الوفد للحضور،وبعد التعارف فتحت رئيسة المفوضية الباب للحديث والاسئلة..الاستاذة مريم تكس قالت أن أعضاء المفوضية قد أدوا القسم أمام السيد رئيس الجمهورية بألا يكون هناك خوف أو محاباة..! وأن عملهم يقوم على الحيادية والمفوضية ليست جهة تنفيذية بل هي رقابية وعملها يقتصر على رفع التقارير ومتابعتها..
استقبل الوفد بقصر الضيافة نائب الوالي أبوالعباس الطيب والعميد شرطة الرشيد موسى مدير الشرطة بالولاية،ووزير الشؤون الإجتماعية خليل عبدالله والذين طالبوا المفوضية بعد الترحيب بوضع النقاط فوق الحروف،بإعتبار أن مايحدث الأن ن تدخل هو بسبب حقوق الإنسان..
مدينة الجنينة .. درا ندوكة
عند زيارة مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور وبعد اللقاء التعريفي للمفوضية بأمانة الحكومة؛توجه الوفد نحو معسكر أبازر للنازحين؛للقاء ممثلي المعسكرات،ممثل الشباب بمعسكر رياض قال أن الهلال الأحمر السوداني بالتعاون مع الأمم المتحدة تقوم بتوزيع المواد غير التموينية؛وهناك نقص كبير في المشمعات وخاصة أن الخريف على الأبواب،وأسعارها في السوق تصل ل175 جنيها،وشكى ممثل الشباب من قصور التعليم والخدمات الصحية الغير موجودة بالمعسكر وإن وجدت لا مال للعلاج وشراء الدواء.
أ.آمال التني سألت شيوخ وشباب المعسكرات عن إمكانية إنخراطهم في النسيج الاجتماعي لمدينة الفاشر..؟فأجاب ممثلهم بالأيجاب في حال لمسوا جدية من الحكومة في حل مشكلاتهم؛وطالب المفوضية بنقل واقعهم كما هو دون تحريف أو تحوير.
الشيخ أحمد ممثل الشيوخ نبه بأن الخريف قادم مطالبا بحماية الزراعة والمزارعين،قائلا :نحن نطالب الأمن بحمايتنا؛متحدثا بعدها عن التعليم وحقوقهم على السلطة الإنتقالية وحكومة السودان في التعليم والصحة.. وختم بأنهم سودانيون ولم يخلقوا نازحين..!؟
أحد الشيوخ أشتكى من عدم توفر الغذاء؛وأنهم منذ العام 2003م يعانون من ضعف الأمن،وأردف بأن هناك كثير من الوفود التي قامت بزيارتهم وهي فقط تسمع وتكتب دون أي شيئ ملموس أو محسوس...؟ وطمأنه منسق الولايات الاستاذ ود الشائب بانهم غير تلك الوفود؛وسيلمس أهل المعسكر ذلك الأمر في الأيام القادمات إن شاءالله.
مولانا جوزف سليمان عرف المفوضية بأن قيامها صدر تحت المادة 142 من قانون حكومة السودان 2005م لحماية حقوق الانسان والتعريف بها والحريات؛وهي لاتحمل أي صفة تنفيذية،ويمتلك جميع أعضائها الحصانة،وتمتد فترة ولاية الأعضاء لخمس سنوات؛كان ذلك في لقائهم بمنظمات المجتمع المدني والأحزاب والمرأة والطفل..
مريم تكس طالبت المنظمات بمتابعة حقوقهم برقابة الميزانيات الولائية،والسعي لزيادة نسبة التعليم والصحة..فضمور نسبتها يعني الانتهاك الصريح لحق الانسان فيهما.
آدم فضيل ممثل شبكات دارفور رحب بالمفوضية،وأبان أن رفض المجتمع للمنظمات والمفوضيات يأتي من تبعيتها للحكومة في الرأي والقرار..!عكس أحساسهم بالمفوضية القومية لحقوق الإنسان؛التي يعشمون أن تؤدي دورها كاملاً وأن دارفور أمامهم ليدرسوا معاناتها وأوضاعها.
ممثل الإتحادي الأصل الطيب سليمان إبتدر حديثه بالثناء على المفوضية وطرحها؛ولكنه تحفظ على مسألة تدخل منظمات المجتمع المدني في تغيير وزيادة نسبة التعليم أو الصحة في الميزانية باعتبارها تجاز عبر المجالس التشريعية والمنظمات لا تملك فيها تمثيل أو قرار..؟ الأستاذ كمال دندراوي رد على سليمان بأن ميزانية دارفور السنوية تبلغ 2 مليار دولار..! إذن فمن واجب المنظمات ان تطالب بحقها في معرفة أين تذهب أموال دارفور..؟ولكم الحق في أن تضعوا الأمور أمام وسائل الإعلام والصحافة..
تحدث أيضا ممثل المهندسين بغرب دارفور رضوان خالد بابكر؛نبه لنقطة مهمة وهي أن من اللوائح والنظم التي تحكم عمل المنظمات الدولية هي قيام شراكة حقيقية مع المنظامت المدنية،وهذا مانفتقده في دارفور..!ونقص المعينات والإحتياجات بداع الفضاء المكتسب بالجهل وعدم المعرفة في تقديم المطلوبات؛بسبب الشقة بين المنظمات الدولية والمدنية.
المفوضية على مائدة السلطان
لبت المفوضية القومية لحقوق الإنسان بكامل عضويتها ووفدها الإعلامي دعوة عشاء لاترد أو تصد؛من السلطان سعد بحر الدين سلطان عموم دار مساليت وكان بصحبته نائب الوالي ووزير الزراعة ومعتمد اللاجئين والعميد حسن نعمان رئيس جهاز الأمن بالولاية..
السلطان سعد رحب بالوفد وطالبهم بحمل الأمانة وأدائها على أكمل وجه..وقال السلطان بحر الدين بعد الشرح المسهب من الأستاذة عائشة صبيرة لعمل المفوضية وصلاحياتها؛إن دارفور عاشت في فقر ونزاعات وحروب،وأنهم في دار مساليت لم يشهدوا أي نزاع منذ العام 1996م؛وأردف ضاحكا أنه في ذلك الوقت كان صغيراً..!وأوضح أن عدد المعسكرات يبلغ 24 معسكرا داخل وخارج مدينة الجنينة..!داعيا المفوضية للمقارنة بين شمال وغرب دارفور..؟
زالنجي .. الناس والمنقة
بعد الخرطوم ووصولنا للفاشر كانت جميع رحلاتنا على متن طائرات اليوناميد؛فكانت الفاشر الجنينة على ظهر طائرة صغيرة،أما لبقية الولايات فهي على متن طائرات الفلاي(الهليكوبتر)..وهذه المرة وجهتنا حاضرة وسط دارفور مدينة زالنجي،والتي استقبلتنا بخضرة لا حد لها من أشجار (المنقة) والتي كان موسمها وعز شبابها...وكذلك كان إنسانها هاشا باشاً يستقبلنا وواليها السيد يوسف تبن الذ أحسن وفادة وفد المفوضية القومية لحقوق الإنسان؛وكان معه العميد ركن صلاح مغاربة قائد الفرقة 21 ،والعميد شرطة إبراهيم محمد المهدي مدير شرطة الولاية والعقيد عبدالباقي دراج قائد الإحتياطي المركزي؛عقيد أمن محمد المدثر مدير الأمن والمخابرات وعدد من الوزراء،تناولنا وجبة الأفطار بمنزل الوالي وتوجهنا بعدها لمبنى أمانة الحكومة للتعريف بالمفوضية وأختصاصاتها.
الوالي يوسف تبن أمن على الرجوع لدولة القانون والتي وصفها بالمطلب الأساسي،وذكر أنهم قد قدموا مذكرة لوزير العدل بضرورة دعمهم بالكوادر والمعينات القضائية والقانونية.
وزير الشباب والرياضة حسب النبي محمد حسب النبي ذكر أن تكوين الولاية صادف فترة تكوين المفوضية؛متمنيا أن تكون تلكك فاتحة خير وبداية إنطلاقة مبدأ الحريات الشخصية ونشر ثقافة حقوق الإنسان.
وكانت بعدها جلسة مع الإدارات الأهلية وشيوخ القبائل للتعريف بعمل المفوضية،وكانت البداية من الأستاذة آمال التني رئيسة المفوضية والتي تبعها بالشرح مولانا جوزف سليمان ومريم تكس ولحقهما ود الشائب ومنى أبوالعزائم وبامكار وصبيرة..
ختم وفد المفوضية يومه بمنزل السيسي بتناول وجبة العشاء؛ليستعد الوفد للسفر نحو نيالا صباحا...
نيالا المندولا ومعسكر دريج
وصلنا جنوب دارفور وعاصمتها نيالا ليستقبلنا الوالي حماد اسماعيل حماد ومفوضة حقوق الإنسان بالولاية جميلة خليل بمبنى أمانة الحكومة،ليتوجه الجميع لتناول الأفطار بمعرض المندولا لإبداعات المرأة،للنطلق بعدها نحو معسكر دريج للقاء ممثلي معسكرات النازحين بجنوب درافور.
جلس أعضاء المفوضية في مواجهة شيوخ وشباب ونساء معسكرات كلما ودريج وعطاش وجلدو؛وجميعهم شكى من نقص المؤن وتردي الخدمات الصحية والتعليمية،خضر محمد على من معسكر (كلما) طالب بتوفير الأمن؛مؤكداً أنهم تفاعلوا مع وثيقة الدوحة،ولكن تأخير إنفاذ بعض بنودها والتي تخصهم كنازحين قد تؤثر في ثقة النازح نحو الحكومة والسلطة الإنتقالية،ولهذا من الصعب عليهم العودة والاستقرار بمناطقهم الأصلية،وأرجع ذلك أيضا لإنعدام الخدمات الاساسية..آدم هرّي ممثل معسكر عطاش أمن على حديث خضر وزاد أنهم يمثلون دولة وكيان،والسلطة هي المسؤولة عنهم ويجب على المفوضية أن ترى مايحدث بعين التجرد والأمانة،وذكر أن لهم بالمعسكرات ثمان سنوات،والحال كما هو..؟!
ممثل جلدو السيد برير قال أنهم كنازحين قد فكروا مرات ومرات في طلب اللجوء السياسي؛لتردي وسوء الأوضاع،وأكد حضورهم لجميع جلسات التفاوض بالدوحة،شاكيا في ذات الوقت من عدم تنفيذ عدد من بنود الدوحة الخاصة بهم؛وأن التجاني السيسي رئيس السلطة الإنتقالية لم يقابلهم حتى الأن،وأن الستة أشخاص أو الخمسة الذين قابلهم لا يمثلونهم بأي صفة.
إتفق الجميع على إستراحة قصيرة لأداء صلاة الجمعة،وفي ذلك الأثناء قامت رئيسة المفوضية آمال التني بدخول المعسكر وتفقده من الداخل لتقييم الأوضاع الصحية والمعيشية؛وكان في الجانب الآخر الإجتماع يغلي بحضور معظم ممثلي معسكرات نيالا للنازحين...
ممثل الشباب بدريج آدم أبكر ذكر أن إتفاقية الدوحة لاتمثل مايحدث الأن ويكفي أن رئيسة وأعضاء المفوضية قد تابعوا بأم أعينهم الأوضاع الصحية السيئة والمتردية داخل المعسكر من خلال معاينهم ل100 منزل.
ممثلة المرأة من معسكر عطاش مريم حسين؛قالت أن حال المرأة لايسر،وأن عمليات الولادة تتم عبر الحبل وذلك في أوضاع صحية لاعلاقة لها بالإنسان أو مكانته..!مطالبة بمعالجة سريعة بتأمين وضع صحي جيد لحالات الولادة والعناية الكاملة بالمرأة والطفل.. وقالت ( موش نحنا سودانيين..؟وموش عندنا حقوق..؟وناس المدن والعاصمة البفرقنا منهم شنو..؟).. وطالب الجميع رئيس الجمهورية للتدخل لحل مشاكلهم..وعدا ذلك فهم باقون في معسكراتهم.
لقاء المساء كان بدار مفوضية نزع الساح والتسريح وإعادة الدمج بقطاع جنوب درافور،وتم فيه تبادل التعريف بالمفوضية القومية لحقوق الإنسان ومفوضية ال((D.D.R؛والتي أوضحت لرئيسة وفد المفوضية التحديات التي تواجههم والتي لخصت في عدم توفر شركاء وطنيين مؤهلين لتنفيذ برامج الإدماج،وتأخر برامج التسريح،وكبر عدد المستهدفين مقارنة بالإمكانيات المتاحة..
الضعين المولود الجديد..؟
ختام زيارة وفد المفوضية القومية لحقوق الإنسان كانت مدينة الضعين عاصمة الولاية الجديدة شرق دارفور،وبدأ الوفد الزيارة لمقر الحكومة ومنها لسجن الضعين والذي تبلغ سعته عدد 70 سجينا؛ولكنه يحتضن 223 سجينا و 13 نزيلة مابين منتظرين ومحكومين،وحال السجن يغني عن السؤال،فمياه المجاري والذباب والرائحة النتنة تلازمك أينما ذهبت،بسبب التكدس الغير معقول للسجن ومساحته..
بعدها كانت مستشفى الضعين؛والتي تعاني من كل مشاكل الصحة من أمراض وبائية وعدم وجود عنابر منفصلة ونقص في الكادر الطبي الموجود - رغم تفاني الأطباء الموجودون وعلى رأسهم مدير المستشفى د.جعفر - ومشهد الأطفال والبئية التي يعالجون فيها يجعلك تقسم بأغلظ الإيمان أن حق الإنسان صحياً مهضوم ومنتهك لاشك في ذلك والمسؤول الأول هو أولى الأمر فينا والمعنيون بأمر الصحة في السودان...؟!
وبعدها كان لقاء مع ممثلي معسكرات الضعين والذين طالبوا بتوفر الأمن حتى يباشروا الزراعة بمناطقهم الزراعية التي تقع شرق السكة حديد.. وتحدث عنهم الشيخ دبوك مطالبا بالعدل وأحقاق الحق فيهم،وثناه الشيخ عرمان في ضرورة توفير الغذاء والصحة والتعليم،خاصة وأن أبنائهم دون كراسي أو أسقف تظلهم والفصل به أكثر من 70 طالب،والدراسة غير منتظمة لعدم توفر معيناتها وأساسياتها.
قبل المغادرة وصل السيد والي شرق دارفور اللواء الركن محمد حامد فضل الله لمقابلة وفد المفوضية في داره،ورحب اللواء فضل الله بالوفد مؤكدا التعاون التام مع المفوضية على أساس أنهم ولاية وليدة وهمهم الأول حماية حق الإنسان وحفظها ورعاية حرياته،داعيا المفوضية لإبتعاث أي مناديب أو وفود لولاية شرق دارفور وسيجدون كل ترحاب وتقدير من الولاية وإنسانها ومسؤوليها.
مشاهدات:
أقام الشيخ عبدالله موسى حسين شيخ الطريقة التجانية وجبة عشاء فاخرة سبقها تكريم لأعضاء المفوضية والوفد الإعلامي؛ب(حي الجبل) بنيالا.
عند الترحيب بأعضاء المفوضية في مأدبة الشيخ عبدالله موسى ذكر أسم الدكتور طه بامكار بالخطأ (باب كار).. وبامكار كان فاكهة الرحلة وعنونها الرئيسي لسرعة بدهيته وقفشاته.. حتى قال عنه بعض أعضاء المفوضية بأنه ليس أدروب من شرق السودان بل أدروب من شرق آسيا..!
السفير أبوالقاسم سفير السودان السابق بهولندا وعضو المفوضية قليل الحديث ؛ولكن عندما يتحدث يلجمك تماما،وكأنك لاتدري عن اللغة والخطابة في شيئ.
أقام عبد الكريم موسى عبدالكريم نائب والي جنوب دارفور ووزير التخطيط وجبة عشاء على شرف الوفد والإعلاميين،وكان يقوم بخدمتنا بنفسه.
مولانا جوزف سليمان في وجبة عشاء عبدالكريم موسى طالب الجرسون بماء شرب،فرد عليه الصبي:حاضر يامعلم..! فضحك الحضور؛وقلت له لابد أن هذا الصبي قد علم بأنك من الذين وضعوا السلم التعليمي للسودان؛ولايعلم بأنك من وضع وراجع دستور السودان 2005م.
المفوضية إتفقت مع جميع النازحين في نفس السؤال وهو.. أين النازحون من إتفاقية الدوحة..؟ رغم مرور تسعة أشهر على توقيعها..؟
أ.آمال التني وعدت الجميع خيراً خاصة وأن هذه اللقاءات هي بداية إنطلاقة عمل المفوضية القومية لحقوق الإنسان؛وهي بمثابة امتحان حقيقي لعملهم،وأن المفوضية لن تخذلهم كما الباقين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.