كشفت مصادر ان مصر ابدت رغبتها للسودان وجنوب السودان في التوسط لنزع فتيل الأزمة بين البلدين وتجنيبهما خطر الانزلاق نحو الحرب الشاملة، واعلنت جوبا استعدادها لاستئناف التفاوض مع السودان في اي دولة لحسم القضايا العالقة بين الدولتين ، واشترطت ان تتبع آلية التفاوض للامم المتحدة او مجلس الامن مباشرة بجانب اعادة المناطق الحدودية المتنازع عليها والتي يسيطر عليها السودان، وجددت جوبا في بيان صحفى امس استعدادها الكامل للانسحاب من هجليج بشرط نشر قوات دولية بدلا عن قواتها بالمنطقة. وابلغت مصادر موثوقة «الصحافة» ان مصر ترتب حاليا لعقد محادثات مشتركة بين الخرطوموجوبابالقاهرة والدفع بمقترحات عملية للطرفين لحل الأزمة في وقت اكدت ذات المصادر عن اتجاه قوي لانهاء عمل فريق الوساطة الافريقي برئاسة ثامبو امبيكي وتكوين فريق جديد للدفع بعجلة التفاوض. وحذر وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو من تدويل الأزمة الحالية بين دولتي السودان وجنوب السودان، وطالب بحل الأزمة بين البلدين في الاطار الأفريقي. واضاف عمرو «ان تجارب التدويل كلّها غير سارة» واكد في حوار مع «الحياة» اللندنية ان الوفد المصري الذي انهى زيارة للخرطوم وجوبا وجد استجابة من الطرفين للعب مصر دورا في تقريب وجهات النظر واشار الي حرصهم على التنسيق مع الاتحاد الافريقي لتحقيق نوع من التكامل في أداء الأدوار، وزاد «اذا كانت مصر قادرة على الاسهام ولو بدور صغير، فاننا نعتبر ذلك شيئاً جيّداً» ، وابدى مخاوف من تدويل الأزمة بين الخرطوموجوبا، واشار للتجارب السالبة لها ، وشدد على ضرورة حل القضية في الاطار الافريقي. واكد ذات المصادر ان هناك تحركات محمومة لاعادة ملف التفاوض بين شطري السودان لمنظمة الايقاد مع الابقاء على وساطة الاتحاد الافريقي بعد تغييرها، واشارت الى ان الخطوة جاءت نتيجة لاستنفاد امبيكي لكافة المقترحات واوراق الضغط على الطرفين بجانب تزعزع ثقة الطرفين في الرجل لا سيما دولة جنوب السودان واعتبرت ادخال الايقاد تم لوصول الأزمة بين البلدين لوضع خطير. ورجحت ذات المصادر ان يتم اعلان حل لجنة امبيكي مطلع الاسبوع المقبل والكشف عن الوساطة الجديدة، وذكرت ان الضغوط الدولية ما زالت متواصلة على الدولتين للوقف الفوري لاطلاق النار وانسحاب الجنوب من هجليج والعودة لطاولة التفاوض. في السياق ذاته، ذكرت مصادر ان الوفد المصري بقيادة وزير الخارجية محمد كامل عمرو والذي انهى زيارة للخرطوم وجوبا اخيرا شدد على حرص القاهرة لعب دور الوساطة بين البلدين لوضع حد للحرب، وقالت المصادر ان الوفد وجد وعدا من الدولتين بالرد على مقترح مصر لاحقا. من جانبه، أعلن الأمين العام للحركة الشعبية الحاكمة في جنوب السودان، باقان أموم، استعداد بلاده للعودة الى طاولة المفاوضات، ورهن ذلك بعودة منطقتي كفيه كانجي وحفرة النحاس، الى حدود الجنوب، بعد أن قال ان السودان يسيطر عليهما. وقال باقان في خطاب له أمام مسيرة نظمها شباب جنوب السودان للتضامن مع جيش الجنوب واعلان التعبئة العامة وسط الشباب، ان الجيش الشعبي دخل الى هجليج دفاعاً عن سيادة جنوب السودان بعد أن اتخذتها الخرطوم قاعدة للهجوم على دولته -حسب تعبيره. وأوضح أن بلاده تسعى منذ انفصالها الى خلق علاقات حسن الجوار مع الدول المجاورة خاصة السودان، وأن استراتيجيتها هي ارساء السلام في المنطقة من أجل بناء الدولة الوليدة. ودعا باقان لنشر قوات أممية في المناطق المتنازع عليها والاحتكام للمحكمة الدولية للفصل بشأنها، وقال: «يجب تطبيق قرار محكمة لاهاي فيما يختص بأبيي وأن يصوت أبناء أبيي فقط وهم دينكا نقوك لأنهم أصحاب المنطقة».وطلب باقان من المؤتمر الوطني توفير الحماية لأبناء الجنوب في السودان من حملات التعبئة. وأضاف: «حماية أبناء السودان في جنوب السودان مسؤولية حكومة وشعب الجنوب». وأشار الى أن من مسؤولية الحكومة السودانية والمجتمع الدولي والأمم المتحدة المساعدة في عودة أبناء الجنوب المقيمين في السودان الى ديارهم.