أكد رئيس حزب مؤتمر البجا موسى محمد أحمد ان الحوار هو السبيل الوحيد للخروج بالبلاد من أزماتها الراهنة، وكشف من خلال ندوة سياسية اقامها حزبه بالقضارف بحضور والي القضارف والقوي السياسية وتحت عنوان «قضايا السودان بين الحلول الاسعافية والسياسات الاستراتيجية «،عن تحديات كبيرة تواجه البلاد بصورة عامة والشرق على وجه الخصوص، مؤكدا ان مجابهتها تحتم وحدة الصف الوطني والسعي الجاد لحل كافة مشاكل السودان، مشددا علي ان اطروحات حزبه تركز بشكل اساسي علي استدامة السلام. استهل رئيس حزب مؤتمر البجا حديثه بسرد خلفية تاريخية عن التطور السياسي في الدولة السودانية منذ بواكير حركة الاستقلال، متناولا بالتفصيل مراحل مؤتمر البجا في العام منذ تأسيسه سنة 1958م، قائلا ان الحزب اتخذ النضال السلمي آلية للمطالبة بتنمية الشرق ، وتحسين الخدمات خاصة الصحية والتعليمية والمياه ،مبينا ان اعتماد الكفاح المسلح آلية بديلة للنضال السلمي فرضتها ضرورة محددة زالت مسبباتها ،وقال ان الكفاح المسلح طويت صفحته بتوقيع اتفاق سلام الشرق في العام 2006م ،كاشفا عن ان الاطار العام للاتفاقية في ملفاتها المختلفة جاء اسعافياً يهدف لسد الفجوة بين الاقليم في الشرق والاقاليم الاخرى ،مضيفا:الاتفاقية كفلت انشاء وتمويل صندوق لاعمار الشرق ،وضع القائمين علي امره ميزانية لانفاذ المشروعات المختلفة بغلت 600 مليون دولار، هذا بجانب مشاركة اهل الشرق في السلطة الاقليمية والمركزية ودمج ابناء الشرق في القوات النظامية والخدمة المدنية، وكان الهدف من الصندوق والمشاركة في السلطة و الحفاظ علي السلام ومنح الشرق جزءا من حقوقه. واكد مساعد رئيس الجمهورية ان مخرجات انفاذ الاتفاقية جاءت دون مستوي الطموح وذلك بعد ان فشلت الحكومة المركزية في التزامها بتوفير الدعم المخصص لصندوق اعمار الشرق وقال: لم يتجاوز ما قدمته الحكومة 75 مليون دولار ، وبخلاف هذا القصور الكبير لم يتم اكمال اهم ملفات الاتفاقية وهي المتعلقة بالنظام الذي يدار به السودان والذي جاء غير متسق في مستوياته المختلفة، وذلك بعد ان خصص للجنوب حكم الاقليم قبل الانفصال ولدارفور سلطة اقليمية لتبقي بقية انحاء السودان ولايات لا يجمع بينهما الا المادة «26» من الدستور، وقال موسى بان حزبه كان بصدد انعقاد مؤتمر جامع لمناقشة قضايا الحكم الفدرالي للوصول لصيغة اكثر ايجابية لحل لقضايا السودان حتي يحقق الحكم أعلي درجات الرضا والمشاركة لكل المواطنين، مبينا ان تنفيذ الاتفاقية لم يشمل ملف الخدمة المدنية حتي تتجسد معاني المساواة في الحقوق والواجبات بين المواطنين وذلك بعد ان اوضحت الدراسات التي أجريت لحال أبناء السودان في الخدمة المدنية ضرورة وجود قسمة حقيقية تتماشي مع معايير عدد السكان مع التركيز علي المناطق الاقل نموا لتنال حظها كاملا في التعيين بالخدمة المدنية ، ومضي موسى في حديثه مؤكدا بان تجربة اتفاقية الشرق جاءت مثمرة مشيدا بتضحيات جبهة الشرق وسعيها من اجل ايجاد حلول تنهي مشاكل السودان عامة وتعالج قضايا الشرق ،مؤكدا ان ذلك اسفر عن سلام حقيقي لم تطلق طلقة واحدة منذ توقيع الاتفاقية ،وقال ان المشروعات التنموية التي شهدتها ولايات الشرق الثلاث من كهرباء البحر الاحمر وسد سيتيت والطرق الزراعية والمرافق الصحية والتعليمية كانت من نتائج الاتفاقية، مؤكدا ان انفاذ هذه المشروعات ساعد كثيراً في ازالة التهميش والغبن وذلك لان مجتمع الشرق يختلف عن بقية اجزاء السودان وهو يعمل وفق نسيج مترابط . وكشف مساعد رئيس الجمهورية ورئيس مؤتمر البجا خلال حديثه في الندوة السياسية عن حسم ملف المسرحين بتكوين لجنة من حزبه واشراف ولاة الولايات الثلاث لدمجهم في المجتمع، كاشفا عن قيام مؤتمر قومي جامع لتقييم تجربة الحكم اللامركزي بغية الوصول لوفاق مشترك حول القضايا التي يحويها الدستور لرتق النسيج الاجتماعي في ظل الاستقطاب السياسي الحاد بعد ان تحولت السياسة الي سلعة. من جانبه اشاد والي القضارف كرم الله عباس الشيخ بالدور الذي لعبه مؤتمر البجا ومساعد رئيس الجمهورية في الطرح السياسي وتبني قضايا الشرق والعمل علي معالجتها في الحوار العريض مع المركز واشراك المانحين في انفاذ العديد من المشاريع ، مبيناً ان اتفاق سلام الشرق من أقوي الاتفاقيات التي سعت لخدمة المواطن وتحصين البوابات الشرقية من التفلتات الامنية بعد ان عمل علي تعزيز علاقة الجوار مع الدول الصديقة اثيوبيا وارتريا، ومضي الشيخ في حديثه مشيرا الي ان مشاركة احزاب الشرق في الحكومة العريضة اضاف الكثير من الرؤي السياسية والتنفيذية، وقال ان هنالك توافقا بين المؤتمر الوطني ومؤتمر البجا في اعادة الدمج للمسرحين بعد ان تبنت حكومة ولاية القضارف معالجة قضايا المسرحين لمنحهم أراضي زراعية وتوظيفهم وقال ان الجهود السياسية التي بذلها مؤتمر البجا في قضيتي حلايب والفشقة تدعم اكمال ملف ترسيم الحدود واعادة تحرير أراضي الفشقة بعد ان وضعت حكومة الولاية بالتعاون مع المركز وفق اتفاق الدولتين برنامجاً لاعادة ترسيم الحدود للحد من أطماع بعض الشعوب المجاورة، وقلل كرم الله من ترسيم الحدود السابق لوجود بعض الاشكاليات الفنية والهندسية بعد ان تم ترسيمه عبر أجانب اصحاب رؤية خاصة وأجندة ذاتية ،وكشف الشيخ ان الايام القادمة ستشهد توقيع الاتفاقيات الحدودية والامنية والسياسية بين ولايات الجوار والاقاليم الاثيوبية لتحديد مواقع فصل التداخلات حتي يستقر مزارع القضارف ويتمكن من زراعة الاراضي التي تم التغول عليها.وخلال حديثه في الندوة السياسية اعلن والي القضارف كرم الله عباس الشيخ عن مشاركة مؤتمر البجا في الحكومة العريضة بمنحهم منصبي مستشار لحكومة الولاية ومعتمد شئون الرئاسة وذلك حسب الاتفاقية التي تمت بين حزبه ومؤتمر البجا في شراكة حكومة القاعدة العريضة ، مؤكدا انه بمشاركة مؤتمر البجا يرتفع عدد احزاب الحكومة العريضة بالولاية الي أكثر من خمسة عشر حزبا تعمل وفق انسجام سياسي وتنفيذي مشددا علي قدرة حزبه علي ادارة حوار سياسي عريض واجراء تفاهمات سياسية لإشراك المؤتمر الشعبي والحزب الشيوعي والامة القومي في حكومته.