انتقد رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت مواقف الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي في الصراع بين بلاده والسودان واتهمهم بمحاباة الخرطوم، وقال سلفاكير ان الحديث عن حدوث انقلاب لنظام الحكم في جوبا لايعدو ان يكون محض شائعات. وهاجم سلفاكير، الذي قطع زيارة الى الصين أمام حشد جماهيري مساء أمس، القيادات الجنوبية التي أدانته في الاعتداء على هجليج. وقال: «على هؤلاء أن لا يتدخلوا في مالا يعنيهم»، وقال ان قوات الجيش الشعبي حالياً تقاتل بالقوات البرية وأنه سيعمل لامتلاك طيران عسكري،ولم يذكر سلفاكير بجوبا في خطابه الاسباب التي دعته لقطع زيارته للصين. واتهم سلفاكير السودان بالعمل على انشاء أنبوب داخل ولاية الوحدة بحقول البترول لسرقة نفط الجنوب على حد تعبيره،ونفى تخريب جيشه للمنشآت النفطية في هجليج والتي زعم أنها جنوبية، وقال «هجليج جنوبية وسنذهب للقضاء لاستردادها وجميع المناطق المتنازع عليها مع الشمال». وقال ان سفره الى الصين لم يكن هروباً من الرئيس عمر البشير على حد قوله، وأضاف «ترددت كثيراً في السفر لكن القيادة العسكرية أشارت علي بالسفر»، وتابع نقول للخرطوم اننا جاهزون وقواتنا مستعدة وأثبتت أنها قوية في هجليج. بيد ان الناطق الرسمي باسم الحكومة ووزير الاعلام، المهندس عبد الله مسار ، اكد أن السودان ليست لديه رغبه في شبر من أراضي دولة جنوب السودان ،ونفى دعاويها بمساندة هجوم على مناطق بولاية اعالي النيل وقال « ليست لنا علاقة بما يدور داخل جنوب السودان » ، واصفاً ما يحدث في ولايات الوحدة وأعالي النيل بأنها خلافات جنوبية داخلية،واعتبر تصريحات رئيس حكومة الجنوب سلفاكير بان جهات اوعزت له باعتقال الرئيس عمر البشير عندما يزور جوبا كما كان مقرراً ،دليلاً على وجود نوايا مبيتة لاعتقال البشير ،وأن سلفاكير لديه علاقات مع جهات لها رغبة في ضرب الاستقرار بالسودان. ونفى مسار في تصريح «لسونا» ما يتردد عن أن السودان اعتدى وقصف أراضي جنوبية قائلاً « لو أننا نرغب في ذلك لدمرنا منشآتهم البترولية وهي مناطق قريبة» ، مشيراً الى أن السودان يميز أن خلافه هو مع حكومة جنوب السودان وليس مع الشعب الجنوبي ،مؤكداً حرص السودان علي عدم الاضرار بالمواطن الجنوبي. وقال مسار ان كل التحركات التي تتم علي الحدود مرصودة تماماً «وسنتعامل معها باعتبارها عدواناً» . واستهجن وزير الاعلام مزاعم سلفاكير عن تبعية هجليج للجنوب، مشيراً الى أن هجليج سودانية ولم تكن أبداً محل نزاع ،معتبراً ما حدث فيها اعتداءً علي البلاد وان السودان قادر علي تحرير كل أراضيه. وذكر أن ما يحدث في النيل الأزرق وجنوب كردفان بدعم مباشر من دولة جنوب السودان بالسلاح والقوات ،مشيراً الي أنه لا تزال فرقتان من الجيش الجنوبي موجودة بجنوب كردفان ومرتباتهم وتعليماتهم كلها من الجنوب. وبشأن تصريحات سلفاكير بان جهات طالبته باعتقال الرئيس البشير عندما يزور جوبا كما كان مقرراً، أوضح مسار أن هذا يدل علي أن هنالك نوايا مبيتة لاعتقال البشير ، كما أنه يدل على أن سلفاكير لديه علاقات مع جهات لها رغبة في ضرب الاستقرار بالسودان، وأيضاً هو مكان ثقة بالنسبة لها ، مبيناً أن هذا ينفى صدق دعوته لزيارة البشير باعتبارها زيارة لبحث القضايا العالقة بين البلدين بقدر ما كانت الزيارة قد تكون محل غدر وخيانة كما حدث ذلك في الاعتداء علي هجليج الذي جاء عقب زيارة باقان ووفد حكومة جنوب السودان للخرطوم . واشار وزير الاعلام الى أن ذلك يؤكد أن حكومة جنوب السودان تعتدى علي السودان بتخطيط، وسابق تدبير «لذلك صدق حدس السودان عندما أصر أنه لا بد من معالجة القضايا الأمنية ثم من بعد ذلك تتم زيارة الرئيس البشير لجوبا «. وفيما يختص بخطاب رئيس حكومة جنوب السودان أكد مسار أن حكومة جنوب السودان مستمرة في عدائها للسودان وليس هناك توقف عن ذلك، موضحاً أنه من نبرة الخطاب أنه خطاب عدائي وليس فيه اعتراف بالذنب أو سعى لحلول وهذا يستدعى جاهزية السودان وأهل السودان للدفاع عن أراضيهم وعرضهم.