٭ ما زلت مع المقالة التي كتبها دكتور غازي صلاح الدين بصحيفة الانتباهة عدد الثاني والعشرين من ابريل بعنوان خمسة مباديء استراتيجية ضرورية كي نكسب حرباً. وبالامس قلت اني سأقف مع بعض هذه الخمسة مبادئ مع قراء صدى للوقع الطيب الذي احرزته المقالة في نفسي. ٭ وحد جبهتك الداخلية واخترق جبهته الداخلية.. يقول صن شو: والآن فلكي يقتل العدو يجب ان يثار غضب جنودنا ان الميزة العليا هى كسر مقاومة العدو من دون قتال وان افضل شيء في فن الحرب هو الاستيلاء على بلاد العدو تامة ومتمامسكة فلا جدوى من تقطيعها وتدميرها وكذلك فان الاستيلاء على الجيش كافة افضل من تحطيمه. ٭ كي ما يقاتل شعب يجب ان يغضب لحقه وفي ذات الوقت الذي يجب ان يفور غضب شعبك ينبغي ان تكسر المقاومة المعنوية لشعب عدوك وجيشه. ٭ كي ما تحقق النصر ينبغي ان نتخذ الاجراءات كافة التي توحد شعبنا خلف قضيته وهذا يتطلب سعة سياسية ورحابة افق والنظر الى المآلات البعيدة لا المكاسب القريبة وهذا ينبغي ان ينعكس في افكارنا وخياراتنا الاساسية ويظهر في تعبيراتنا واحاديثنا ومخاطباتنا. ٭ وبنفس المقدار الذي نجتهد فيه لتوحيد شعبنا يجب ان تتعاظم جهودنا لشق صف عدونا وتوهين جبتهته الداخلية وتدمير ايمانه بحقه وقضيته ولكي نفعل ذلك لا ان نكون انسانيين في طرحنا لا عرقيين ولا جاهليين لأنه لا سلوك يوحد خصمك ويدعوه لأن يصمد في وجهك مثل السلوك الذي يستفزه ويشعره بالدونية هنا ستدفعه غريزة البقاء لأن يتوحد ضد ذلك العدو الذي لا يميز. ٭ لذلك يدعو صن شو الى ان نتجنب ان نضع العدو في موقف المستميت. ٭ فعندما تطوق جيشاً فدع له مخرجاً ولكن لا تسمح له بالهروب واجعله يظن ان لديه سبيلاً للنجاة.. كي نمنعه من القتال بشجاعة اليائسين.. لا تطبق على عدو بائس باحكام هدفك ينبغي الا يكون تدمير العدو. ٭ عندما لا يميز خطابنا الاعداء الحقيقيون واولئك المحمولون على عدائنا بالتضليل والكذب فان جيش العدو وشعبه سيستميتان في قتالنا بينما هدفنا هو ان نفرز الغلاة من اعدائنا لنهشم رؤوسهم ثم لنأخذ مدن العدو كاملة بشعبها وناسها وحصونها. ٭ اعرف عدوك واعرف نفسك. يقول صن شو.. اذا كنت تعرف العدو وتعرف نفسك فلا تخش عاقبة مائة معركة.. اذا كنت تعرف نفسك ولا تعرف العدو فكل نصر تحرزه في معركة يقابله هزيمة في معركة اخرى اذا كنت لا تعرف العدو ولا تعرف نفسك فانك في كل معركة تهزم. ٭ معرفة العدو اول مبدأ يحترم في الادارة الاستراتيجية للحرب وبينما ستكون كل جهودنا اثناء الحرب مصوبة نحو إضعاف العدو وسلبه ميزاته الحرجة فانه لا غنى لنا عن تقدير اولي دقيق لامكاناته البشرية والمادية.. لابد ان تعلم اقصى حجم للقوة يمكنه ان يستنفرها في شعبه لابد ان يكون لدينا تقدير دقيق لتماسك تلك القوة لأن العدو ليس هو المحور الاقصى للقوة قد تكون القوة العددية كبيرة لكنها فزعة وغير متماسكة وقد تكون قليلة لكنها متحمسة ومتماسكة ولابد من تقدير الثبات المعنوي ودرجة الايمان بالقضية لدى الجند الآخر. ٭ لابد من تقدير الموارد المتاحة فوراً للعدو كما لابد لنا من ان نقدر الموارد التي يمكن ان يستحضرها على التراضي. ٭ يقول صن شو ان القائد الماهر في الهجوم هو الذي لا يعرف خصمه عمن سيدافع وان القائد الماهر في الدفاع هو الذي لا يعرف خصمه ماذا سيهاجم. لابد من تقدير قوة الخصم وضعفه من حيث حلفائه ومساندتهم له قد يكون العدو محدود الموارد لكنه يعتمد على موارد اعدائه وإسنادهم. ما ينطبق على تقدير موقف العدو من حيث الضعف والقوة ينطبق على موقفك بذات المعايير وفي النهاية كما يقول صن شو.. ٭ يفوز من يعرف متى يحارب ومتى لا يحارب.. يفوز من يعرف كيف يدير قوات متفوقة او قوات متدنية.. يفوز من تسكن روح واحدة في جميع مراتب جيشه.. يفوز من هيأ نفسه ويتربص ليهاجم والعدو غير مستعد. هذا مع تحياتي وشكري