بعد اكثر من ثلاثة عقود ونيف من الفرقة والشتات اجتمع شمل الدفعة (1979) بمعهد التأهيل التربوى بكسلا مره اخرى، فتداخلت الذكريات مع عظمة الموقف واللقاء الذى احتشد بالعناق والسلام الحار فكان المشهد مهيباً ومؤثراً ، إلتقوا طلاباً فى العام 1979 تجمعوا من شتى بقاع السودان تألفوا وتداخلوا وسهروا وتسامروا وعاشوا اجمل الأيام، الا ان سنة الحياة كعادتها فرقت شملهم وتشتتوا فى شتى بقاع السودان رسلاً للإنسانية شموع تحمل مشاعل العلم والمعرفة تحترق لتقهر الجهل وتضئ دروب تلاميذ السودان. كان ملتقاهم الأول فى عروس القاش واميرة التلال كسلا الخضراء التى ضمتهم خاصة ان بعد التخرج تقطعت بهم السبل والأسباب وظروف العمل وانقطعت الأخبار بينهم الا ان الحنين لم ينقطع وظل حديث الذكريات يورث لأبنائهم الذين اذهلتم حكايات تلك الأيام الخوالى بأرشيفها الجميل والصور الفتوغرافية التى ظلت شاهدة على نضار تلك الأيام وعنفوان الشباب. وبعد اكثر من 30 عاما من الشتات إلتم الشمل مرة اخرى فى منزل الأستاذ صديق عبد الله العامر وعندها نبعت الفكرة فى يوم 27 رمضان بأن يصبح اللقاء سُنة دورية لدفعة (79) لتمتد حبال التواصل وعميق الصلات بين «اولاد الدفعة» ضاربين المثل فى الوفاء، فكان الملتقى الأول بادرة فى طريق لم الشمل، والملتقى الثانى ب «سنار التقاطع» بإعتبارها محطة وسطى وزاد العدد من (27 84)،شخصا وزاد العدد فى الملتقى الثالث فى منطقة ديم المشايخة ووصل الى (87)، وفى ملتقى مدينة القضارف بلغ العدد (187) شخصا وظلت ذات الروح التواقة للتواصل تنشد الوصول فى ملتقى ولاية الجزيرة بمدينة مهلة، وكان الملتقى الاخير في كسلا تطبيق لمقولة «البشرب من موية القاش برجع تانى» فكان الملتقى نوعياً تعدى روح التواصل بين ابناء الدفعة ليثمر عن نقاش مستفيض وهادف عن قضايا التعليم فى البلاد بحضور عدد من المهتمين والدستوريين وعميد المعهد الذى ما زال بذات العطاء. وقال الأستاذ محمد رحمة الله جادين الأمين الإعلامى للدفعة وشريان التواصل الرابط بين ابناء دفعة (79) ان الملتقى القادم حدد له العاشر من شهر مايو بمدينة سنجة و يتوقع له نجاحاً منقطع النظير في تعزيز التواصل و مناقشة قضايا التعليم مع تقديم عدد من اوراق العمل من بينها «التسرب والتعليم قبل الأساسى» يقدمها وزير التربية والتعليم بولاية سنار الدكتور احمد رمضان، وورقة الإشراف التربوى فى السودان يقدمها الاستاذ صديق عبدالله محمد على، وايضا ورقة بعنوان «التعليم العام فى السودان» يقدمها الأستاذ محمد توم احمد ابراهيم، وورقة تتحدث عن تعليم الكبار والرحل فى ولاية سنار يقدمها الأستاذ هجو الصاوى محمد ادريس.