«الحرب الدائرة في جنوب كردفان عبثية وباطلة من حيث دعاوي اشعالها ومبررات استمرارها، فالحرب أصلا لم تحقق اية مكاسب لاهل الولاية منذ إندلاعها في النصف الاول من عقد ثمانينيات القرن الماضي، بل انها جاءت بالدمار والخراب واحدثت قدرا كبيرا من النزوح للمواطنين، وقتلت المئات منهم وشردت مئات الالاف من سكان الولاية الي جهات اخري من السودان، ولكن بالعمل السياسي والديمقراطي والاستقرار حقق اهل المنطقة سابقا مكاسب مقدرة وكان يمكن ان تتضاعف لولا اندلاع الحرب الكارثية الدائرة الان» .. تلك هي رؤوس لندأءات ومحاور لرؤية جديدة اطلقها حزب العدالة بقيادة الاستاذ مكي علي بلايل في ندوة سياسية بميدان الحرية بعنوان «دعاوي الحرب وافاق السلام» بوسط مدينة كادقلي حاضرة ولاية جنوب كردفان. وقال مكي علي بلايل رئيس حزب العدالة، مخاطبا جماهير كادوقلي، ان استمرار الحرب يعني تدمير عناصر القوة الاستراتيجية والاصلية لاهل جنوب كردفان وتدمير الوجود المادي المعنوي للسكان الولاية وتعرضهم الي الخطر والي الة الحرب والكوارث البيئية المصاحبة، كما انه يوطن المجاعة والنزوح والبطالة والعطالة مايترتب عليها من اثار اقتصادية مضرة بمعاش الناس ويدفع الى استشراء الفساد في المجتمع، وهو ما يعني توسيع الهوة الاجتماعية والنفسية في كل مجتمعات الولايات ، قائلا ان الحرب واحدة من الآليات المدمرة للقوي النسائية والشبابية، وان استمرارها في منطقة كولاية جنوب كردفان يعني ايقاف كثير من الخدمات مثل التعليم والصحة والمياه في كثير من المناطق بولاية جنوب كردفان ، واشار بلايل الي انه ليس محايدا في قضية السلام والحقوق في المنطقة، فضلا عن اعاقة اكتساب التطور الطبيعي للمعرفة وتعطيل النموا الاقتصادي للشرائح الضعيفة؛ ذلك لان الحرب تعمل علي ابعاد المواطنين عن مناطق كسبهم المعيشي وتمنعهم عن مواكبة سبل الحياة العصرية . وقطع رئيس حزب العدالة على ان الحرب الدائرة في الولاية ستحويل المجتمع في جنوب كردفان الي « مجتمع مقطع الاوصال وستعطل كل برامج التنمية بحصرها وتضييقها كل دوائر النشاطات الزراعية والرعوية والتجارية التي كانت تزخر بها ولاية جنوب كردفان، واوضح بلايل « حال استمرار الحرب لفترة زمنية طويلة فمن الطبيعي ان تخلق احتكاكات بينية بين الرعاة والمزارعين، كما انها ستؤدي الي ابعاد النازحين واللاجئين عن مناطقهم واراضيهم وتحويلها الاراضي المنتجة الى اراض بور ، وربما يهيئ هذا حسبما اشار الى استغلال اخرين الفرصة لاحدث عملية احلال لعناصر في اراضي النازحين واللاجئين،وابان بلايل ان هذه ان تم ستترتب عليةا اثار بالغة التعقيد اذا لم تتداعى جهود ابناء الولاية والاطراف المتصارعة في وضع حد الي للحرب وفق اجندة جديدة تتناسب مع طبيعة حقوق اهل لولاية. وقال بلايل ان حزبه رأي ان من الافضل لاهل الولاية ان يتجهوا الى طريق ثالث للسلام يتم توجيه الدعوة خلاله الي كل المكونات الاجتماعية والسياسية بولاية كردفان الكبري من اجل توفير ارادة سياسية لوقف الحرب وتخفيف الظروف الانسانية الصعبة التي يعيش فيها اهلنا العزل في ولاية جنوب كردفان، وابان بلايل ان السلام المنشود يتطلب عملا مشتركا وارادة جماعية، وان تحقيق السلام في هذه المنطقة يحتاج الي جهد كل شخص من مواطني الولاية.واشار بلايل الى ان الحرب بكل الابعاد التي ذكرها يجب ان تتوقف، ورأى ان قرار مجلس الامن الاخير يعد ظلما لدولة السودان؛ لانه ساوي بين المظلوم والظالم ، وان حكومة السودان يمكن ان تلتف عليه ، غير انه عاد واشار الى ان العالم بكل مكوناته الدولية تحدث بصوت واحد ليعبر عن رفضه للحرب في السودان وبين السودانيين. ودعا بلايل الاطراف المتصارعة (المؤتمر الوطني والحركة الشعبية والجبهة الثورية ) الي عدم ادخال ولاية جنوب كردفان في الاجندة التي ليست لها علاقة بحقوق اهل الولاية ، واضاف ان جنوب كردفان ليست لها اية علاقة ايضا بالاجندة ذات الصلة بإسقاط النظام وفرض العلمانية علي اهل السودان، لكنها لها علاقة مع بالاجندة المباشرة المرتبطة بحقوق اهل ولاية جنوب كردفان السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية بعيدا عن الاجندة الخارجية والايدلوجية واسقاط النظام، وفرض العلمانية . ورأى بلايل ان حل مشكلة جنوب كردفان والنيل الازرق يجب ان يكون انطلاقا من البروتوكولات السياسية لحل النزاع في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق ، مؤكدا ان ذلك هو المخرج الوحيد لعملية التسوية السياسية للمنطقتين، و من حالة الحرب المدمرة التي تدور فيهما، وعتبر ان للمنطقتين استحقاقات سياسية واقتصادية وما يتصل بالخصوصية الثقافية والاجتماعية والامنية ، وان على السلطة المركزية مراعاتهما وان علي الدولة العمل على تضمينهما في الدستور علي اساس التنوع ، وطالب بلايل الدولة بأن تدفع الاستحقاقات السياسية والامنية والاقتصادية والاجتماعية لهاتين المنطقتين، فضلا عن استيعاب ابنائها في الخدمة المدنية، مؤكدا ان حزبه سيظل معارضا، لكنه قال ان حزب العدالة ظل يوجه وينصح كل اطراف الحكومة التي كانت تدير ولاية جنوب كردفان، مشيرا الى ان الحركة الشعبية ،في كاودا، صنفته كعدو اول لها ، وان الدكتور رياك مشار قال له بوضوح في مؤتمر جوبا « انت العدو الاخطر علينا في جنوب كردفان، وسنستهدفك..!» ودعا بلايل، في ختام مخاطبته لمواطني الولاية، الي مشاركة كل الوان الطيف السياسي والاجتماعي في عملية الحوار والتفاوض حتي تتم التسوية السياسية الكاملة والنهائية ، كما طالب مواطني الولاية بالعمل ، كل من موقعه، في الريف والقري والمدن والبوادي لتوصيل هذه الفكرة وان تساق الي جميع ارجاء السودان.