* لم يكن الذين يعيبون على الإنقاذ من أهل المعارضة والماركسيين «منفكين» حتى يأتيهم الإنفصال والذي كان هو الهدف الأوحد «لكل الجنوبيين» منذ إنطلاقة التمرد الأول ،ولم يشذ عن هذه القاعدة إلا المنفستو الذي أطلقه جون قرنق عندما إدعى تحرير السودان «كخيار إستراتيجي لحل مشكلة السودان وليس «مشكلة جنوب السودان» لقطع الطريق أمام المحاولات المختلفة التي تقوم بها الأنظمة السياسية المتعاقبة في الخرطوم لبناء دولة إسلامية عربية آحادية مع إقصاء وإستبعاد كل مكونات التنوع السوداني الأخرى .. لذا فإنَّ مشروع السودان الجديد يظل هدفاً واقعياً يمكن تحقيقه». * يقول د.لام أكول في كتابه الثوره الشعبية لتحرير السودان «ثورة أفريقية».. مكتبة مدبولي 2009 ترجمة اسماعيل آدم وبشرى آدم .. يقول د. لام أكول «دعوة الجيش الشعبي لتحرير السودان.. إلى سودان موحَّد أدهشت الكثيرين من الجنوبيين والذين ظنَّ معظمهم بأن الجيش الشعبي سيواصل الحرب التي أشعلتها الأنيانيا!! ومثل هذا الإفتراض يتجاهل التطورات المهمة التي طرأت منذ ذلك الوقت خاصة في ما يتعلق بالعلاقات الجنوبية - الجنوبية بعد عام 1972م .. جنوب الستينيات «الموحد» لم يكن من الممكن طرحه عام 1983م حيث يقوم الجنوبيون بطرد بعضهم البعض من أقاليمهم بينما يظل الشماليون في كل هذه الأقاليم ينعمون بالإستقرار !! الذين إعتقدوا بأن هذا الأمر وضع مؤقت مخطئون بكل تأكيد.. وهذا لا يعني بأن عدم توحد الجنوبيين هو الذي دفع بقادة الجيش الشعبي لتحرير السودان لإيجاد ملجأً في وحدة البلاد .. بالطبع لا .. فالوحده بطبيعتها إذا كانت بين الجنوبيين في ما بينهم .. أو بين الجنوبيين والشماليين يجب أن تكون لهدفٍ ما .. وهي أي الوحده» دائماً مشروطة بالقبول من الأطراف المشاركة فيها كافةً .. ببساطة لا يمكن تحقيق الوحده لأن شخصاً ما يدعو لها .. أو هو مصممٌ على فرضها!!! يجب التأكيد على أن الموضوع الجوهري هو قيام تنظيم سياسي يضمن مشاركة الجماهير في النضال.. ومن المهم أن يُؤسَس ذلك النضال على أهداف واضحة ومحددة .. ولكن من الممكن «مراجعة» هذه الأهداف من فترة لأخرى بواسطة التنظيم على ضوء الحقائق السائدة وظروف النضال .. وإلا ستصبح هذه الأهداف أصناماً تُعبد دون إعمال الفكر .. إذ لا يوجد في الثورات متسعٌ للإيمان الأعمى» .. إنتهى . * فلو كان هناك تنظيم حقيقي يُسمي «الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان» خاصة بعد موت ديكتاتوره المتفرد بالقرار عليه مراجعة أهدافه التي قام عليها على ضوء الحقائق السائدة على الأرض .. كما يقول د. لام أكول .. إذ لا يعقل أن يصر قادة الحركة الشعبية الذين وجدوا أنفسهم فجأة أمام مسئوليات القيام بحكم دولة كاملة السيادة شعبها جائع ومريض وجاهل ومفتقر لأبسط مقومات الحياة الكريمة .. ويصرون على مناطحة الصخر والدفاع عن مواطني دولة أخرى جارة لهم ويطالبون نيابة عنهم بحقوق سياسية كأن يتحدثوا عن المشورة الشعبية في جبال النوبة وجنوب النيل الازرق .. «يا أخي إنتو مالكم» .. وهنا نفتقد لرأي سديد وقول رشيد كان يصدع به د.لام أكول. وقرنق في كامل جبروته .. مشكلة الجنوب قد وجدت حلها الذي ظلَّ حلماً يراود معظم الجنوبيين «الإنفصال .. أو الإستقلال .. وبناء دولة خاصة بهم .. وتحقيق الأمن والرفاه لشعب جنوب السودان الذي عانى وسيعاني أكثر لو إستمرت عصابة جوبا تحكمه بعقلية .. الغوريلا» في ختام كتابه المشار إليه يقول د. لام أكول «لقد قيل الكثير .. وكُتب أكثر في محاولة للتقليل من شأن إتقافية السلام الشامل كأن يقال إنها إتفاقية ثنائية وصفقة شراكة بين حكومة السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان .. وإنها أمَّنت على إنفراد الطرفين .. وغيره لكن المطلب الأساسي لجنوب السودان كان هو الحصول على حق تقرير المصير .. وما كان من الممكن أن يقبل الجنوبيون أية إتفاقية سلام لا تقر بهذا الحق .. وما كان من الممكن الوصول إلى إتفاق بدون إرادة الأطراف السودانية لإحلال السلام. * أين أنت يا لام أكول قول لجماعتك «مهما يكن رأيك فيهم أو إنسلاخك عنهم» أعرفوا مصلحتكم وين وأمشوا إلى المفاوضات الأمنية بقلوب مفتوحة وعقول حاضرة لا تسكرها خمرة السلطة ولا الخمور المستوردة. وهذا هو المفروض