يشكل انقطاع الامداد الكهربائي مهدداً للسلام الاجتماعي للمدينة التي يحولها الظلام الدامس الى قرية تحفها الأفاعى والذئاب من كل ناحية، كما ترتفع نسبة التعرض لحوادث النهب بسبب الظلام الدامس. ولكسر جدار الخوف يعمد البعض إلى جلسات السمر التي باتت وجهة شريحة فقراء المدينة وذوي الدخل المحدود الذين تراهم مشغولين برصد اخبار سوق نيالا الكبير وسوق أم دفسو التى كان كل مرتاديها يخرجون وهم محملون بأكياس الفواكه والخضر، غير أن سوقي المدينة الشهيرين قد قلبا ظهر المجن لزبائن الأمس من المساكين الافندية والغلابى، وأصبح السوقان محل مرور وفرجة واستطلاع أنواع الخضروات والفواكه المعروضة التى تفوق اسعارها حد الخيال. ارتفاع جنوني شهدته اسواق نيالا فى أسعار المحاصيل، اذ وصل سعر جوال الدخن الى «350» ج بدلاً من «250»ج مقارنة بالعام الماضى فى نفس الوقت. وكشف التاجر مرسال صغيرون بسوق المحاصيل أن الكمية الموجودة بالسوق قليلة والمخزون يوزع للمواطنين «بالملوة» والمخزون غير كافٍ لجهة أن الفتريتة ارتفع سعرها بصورة كبيرة جداً، اذ وصل سعر الجوال «210» جنيهات بدلاً من «180» جنيهاً، وارتفع سعر عينة الذرة طابت من «290» إلى «300 » جنيه، والقمح «300» جنيه، وقمح الاغاثة «260» جنيهاً. ومن جانبه شكا التاجر محمد مليجى من ارتفاع اسعار التوابل والبهارات، حيث وصل سعر قنطار الويكة إلى «550» جنيهاً بدلاً من « 200» جنيه، والصلصة من «150» جنيهاً الى« 400» جنيه، وقنطار الشطة من «600» جنيه إلى «1100» جنيه، وقنطار السمك من «900» جنيه الى «1500» جنيه، والكول من «300» ج إلى «1100» جنيه. ومدينة نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور التى يتباهى بها ساكنوها ويسمونها مدينة البحير اوشكت على الانهيار التام بسبب رداءة الطرق والجسور والشوارع المسفلتة، فمعظم شوارعها عبارة حفر ملأى بالأتربة الجانبية التي تتجمع حولها الركشات والمارة ذوو الوجوه التي يبدو عليها السخط الناجم عن عدم الاهتمام بالمدينة الثانية بالسودان، وكانت مدينة نيالا قد شهدت انقطاعا تاماً للتيار الكهربائى الأمر الذي شكل اختناقاً في إمداد المياه استمر لثلاثة ايام متواصلة. وبانعدام الماء والكهرباء انقطعت سبل كسب العيش وتوقفت الحركة التجارية، ووقف جزئياً العمل بموسسات الدولة لعدم توفر المستلزمات الرئيسة، الأمرالذي حدا بالعديد من المواطنين للخوف على مستقبل مدينتهم التى تعتبر من أهم وأكبر المدن السودانية. عدد من المراقبين اشاروا الى ان مدينة نيالا مدينة تجارية حدودية تربط بين السودان ودول غرب افريقيا، وكان يجب أن تحظى بإقامة معرض تجارى كبير رغم الظروف، ولكن استمرار الحالة السيئة التى تعيشها نيالا يهدد بفقد هيبتها، خاصة أنها مدينة تفتقر إلى الطرق والتخطيط السليم. وتحتاج المدينة حسب رأي الكثيرين إلى مدير لبلديتها يفهم معنى المدن الكبيرة ومعنى حياة المدن، وتفتقر نيالا للمتنفسات والميادين العامة والمتنزهات، وهنالك تغول على الميادين العامة، ونيالا تحتاج الى إعادة تخطيط للشوارع العامة، وتحتاج إلى التشجير على الطرقات، فضلاً عن تأهيل غابة النيم وبعض الحدائق، حتى يتحسن وجه المدينة. وعلى الرغم من ارتفاع الأسعار التى أثقلت كاهل المواطن ورمت به فى نار الأسعار التى لا ترحم، فإن أهل مدينة نيالا ومحبيها يتمنون لها مستقبلاً واعداً حتى تكون من أرقى المدن، ويطالبون حكومة الولاية بإعطائها أولوية والاهتمام بها باعتبارها قبلة لكل أهل الولاية.