وصل كبير وسطاء الاتحاد الأفريقي ثابو أمبيكي ليل امس للخرطوم في محاولة لدفع مفاوضات أديس ابابا بين السودان وجنوب السودان التي علقت في مارس الماضي اثر اندلاع القتال على حدود الدولتين، ويتوقع أن يزور امبيكي جوبا بعد ذلك، أعرب رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت عن خيبة أمله في شأن عدم الدعم الاقليمي لبلده في النزاع مع السودان. وطالب مجلس الامن الدولي امس في قرار مدد فيه نشر قوات الاممالمتحدة في أبيي، من السودان «ان يسحب فورا وبلا شروط» قواته من منطقة أبيي. واشاد اعضاء المجلس في القرار بانسحاب قوات جنوب السودان من المنطقة. وسيلتقي امبيكي خلال زيارته الخرطوم التي تستمر يومين الرئيس عمر البشير والنائب الاول علي عثمان محمد طه ومسؤول العلاقات الخارجية بالمؤتمر الوطني ابراهيم غندور، ليناقش معهم تفاصيل المفاوضات وتاريخ استئنافها وبرنامج العمل خلال زيارته الحالية. ودعا القرار البلدين لان ينجزا في اسرع الآجال اقامة ادارة منطقة أبيي خصوصا من خلال تجاوز الخلاف بشأن تعيين كبار المسؤولين». وبموجب اتفاق في يونيو 2011 تختار الخرطوم من ثلاثة مرشحين تعرضهم جوبا مدير المنطقة في حين تختار جوبا من ثلاثة مرشحين تعرضهم الخرطوم نائب مدير منطقة أبيي. وجدد مجلس الامن مطالبته البلدين بسحب قواتهما من جانبي الحدود وتفعيل «الآلية المشتركة للتثبت والمراقبة» للحدود المتنازع بشأنها. واضاف القرار ان مهمة القوة الدولية في أبيي وقوامها 3700 من القبعات الزرق من اثيوبيا «سيعاد النظر فيها بعد فترة من اربعة اشهر» وذلك من اجل ان يؤخذ في الاعتبار التطبيق المحتمل للبلدين لتعهداتهما. وقال مسؤول العلاقات الخارجية بالمؤتمر الوطني ابراهيم غندور في تصريحات صحفية بمطار الخرطوم عقب وصول أمبيكي، ان وفد الوساطة الأفريقية سيلتقي ضمن زيارته الي الخرطوم بالرئيس عمر البشير والنائب الاول للرئيس علي عثمان محمد طه، كما يلتقي ووفد التفاوض ثم ينتقل منها الي عاصمة جنوب السودان جوبا لاجراء ما يلزم من تشاور مع قادة الجنوب حسب رؤية الاتحاد الافريقي. وقطع غندور بان تقديم الملف الامني علي بقية الملفات ليس شرطا وانما هو قرار من الاتحاد الافريقي ومجلس الامن الدولي، مؤكدا ان السودان ملتزم باجندته التفاوضية تجاه المباحثات القادمة. من جانبه أعرب رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت عن خيبة أمله في شأن عدم الدعم الاقليمي لبلده في النزاع مع السودان وقال أن بلاده تكافح توسع الأيدلوجيات الاسلامية في الدول المجاورة. وقال كير الذي كان يخاطب احتفالا بمناسبة مرور 29 عاما على تأسيس «الحركة الشعبية لتحرير السودان»أن:» الدول الصديقة خلفنا تعتقد أن الحرب التي نخوضها ضد السودان شأن يخصنا» وزاد:» قالت حكومة الخرطوم مرة إننا عقبة أمامها وحال ما تتم هزيمتنا ستوسع عملية الأسلمة والتعريب حتى جنوب إفريقيا». واتهم سلفاكير الخرطوم بإلاخفاق في جعل الوحدة جاذبة خلال الفترة الإنتقالية.، موضحا ان حركته تدعو إلى دولة علمانية تعامل فيها الأديان والقابئل والأقاليم بالسوية من دون تفضيل دين أو قبيلة أو إقليم على الآخر لأن الدين لله والوطن للجميع». وشجب كير التصريحات غير المبررة الصادرة بعض الدول الغربية رداً على سيطرة جيش جنوب السودان على منطقة هجليج النفطية وقال أنها جاءت رداً على الهجمات الاستفزازية على مناطق وصفها بأنها في عمق أراضي جنوب السودان،وقال أن» بعض الذين لا يعرفون أين تقع حدودنا مع السودان إندفعوا في اتخاذ قرارات غير مسؤولة والإدلاء بتصريحات غير مبررة تتهمنا بتخطي حدودنا والدخول الى الحدود السودانية، ولا ندري ما هو أساس إدانتهم لنا». وتابع قائلاً « لهذا السبب كان إنسحابنا ضرورياً وليس لأننا معتدون». وأشار كير إلى أن الحكومة السودانية تستحق الشكر لسماحها بترحيل الجنوبيين الذين تقطعت بهم السبل في ميناء كوستي ، وقال: « هذا أحد أنواع التعاون الذي نتطلع إليه دائما لأن لدينا الكثير المشترك لنتقاسمه مع بعضنا البعض».