وسط حضور شعبي ورسمي ودبلوماسي كثيف، احتفلت سفارة دولة اريتريا الشقيقة مساء الخميس الماضي بنادي النفط بشارع النيل بالعيد الحادي والعشرين لاستقلال اريتريا من الاستعمار الاثيوبي، وقال ابراهيم ادريس السكرتير الاول للسفارة في كلمته امام الحضور ان دولة اريتريا اذ تحتفل بعيدها الوطني تحت شعار ( استقلالنا عزتنا ) تعبر عن كامل شكرها للسودان وما ظل يقدمه في سبيل تمتين العلاقات، وشارك في الحفل ممثل رئيس الجمهورية وزير الداخلية ابراهيم محمود حامد حيث نقل للشعب الاريتري تبريكات وتهنئات رئاسة الجمهورية والشعب السوداني، متمنياً المزيد من التقدم لاريتريا قيادة وشعباً..ومن الواضح بحسب الشخصية الممثلة لرئاسة الجمهورية والتي تم اختيارها بعناية بحيث تكون من أبناء شرق السودان الذين يحتفظون عموما بعلاقات وطيدة مع الشعب الاريتري وتحديداً يأتي الوزير ابراهيم محمود من قبيلة ( الماريا ) التي تقطن القري الحدودية من ولاية كسلا المتاخمة للحدود الاريترية، وقبيلة الماريا من القبائل الحدودية المشتركة وبالتالي كانت لمشاركته احتفالات السفارة الاريترية بالعيد الحادي والعشرين للاستقلال دلالات متينة وإشارات إيجابية واذا اضفنا الي هذه المشاركة مشاركة السيد رئيس الجمهورية بذات نفسه في احتفالات القيادة الاريترية بالاستقلال، حيث حل ضيفاً علي شقيقه الرئيس الاريتري ولمدة ثلاثة او اربعة ايام فإن صورة العلاقات بين البلدين تبدو واضحة وتتخذ هيئة العلاقات المتينة المميزة . ولم تقتصر المشاركة علي الرسميين فقط فقد شاركت شخصيات ادبية وفنية وسياسية في احتفالات السفارة نذكر منها علي سبيل المثال الدكتور منصور خالد وزير الخارجية الاسبق والدكتور تجاني السيسي رئيس السلطة الاقليمية لدارفور والفنان حمد الريح رئيس اتحاد المهن الموسيقية السوداني، كما شارك دبلوماسيون غربيون وشارك من رموز الشرق العديد من منسوبي جبهة الشرق، كما شارك الاستاذ ابوعلي اكلاب والزميل المناضل ابراهيم الهداب وغيرهما من الشخصيات التي تتقاصر دون تحديدها المساحة . ان ذكري الاستقلال في دول القارة الافريقية خصوصاً دول القرن الافريقي لها نكهة خاصة فشعوب هذه المنطقة ذاقت الامرين طوال عقود وعهود الاستعمار واستوطن الفقر والجهل والمرض معظم هذه الاقطار بسبب سرقة المستعمر لكنوزها وسجنه وقتله لابطال ورموز هذه الشعوب ومطاردتهم في المنافي والمهاجر، ولكن الشعب الاريتري وبفضل التضحيات والمعارك التي قادتها الجبهة الشعبية ضد المستعمر كسرت حاجز الصمت وحققت استقلالها ممهوراً بدماء الشهداء، ثم انهم بعد ذلك توجهوا للبناء والتعمير فكانت اريتريا اليوم بصورتها المشاهدة عبر القناة الرسمية ..حقولا ومزارع ومدارس ومجاري مياه وكهرباء وطرقا تخترق الجبال وغيرها من مظاهر مسيرة البناء. انها مناسبة عظيمة ان يشارك الشعب السوداني الشعب الاريتري فرحته بالعيد الحادي والعشرين للاستقلال ولن ننسي ان اريتريا شاركت السودان في الوقوف بصلابة ضد حملات التركيع الامبريالية وحينما رفضت العديد من الدول استقبال القيادة السودانية علي خلفية قرار المحكمة الدولية كانت اسمرا اول عاصمة تخرج لتستقبل البشير وتسخر من القرارات الدولية ، وما يجمع الشعبين قضايا كثيرة مشتركة بيد ان اهم هذه القضايا هي الحفاظ علي استقلالية القرار وحينما ترفض اريتريا الانصياع للقرار الامريكي الاخير والقاضي بوقف المعونات الامريكية عن اية دولة تستقبل البشير فإنها لن تتأثر لانها اصلاً لا تتقبل المعونات من احد وكان موقفها الرافض للمعونات مبنياً علي رغبة رجال الجبهة الشعبية الممثلين لعزة الشعب في ان يكونوا أحراراً ولا يرهنوا ارادة البلد لاية قوة دولية ولعل هذا الموقف سبب لاريتريا الكثير من المتاعب ليس آخرها ما روجت له المخابرات المركزية الاميركية عن مرض ووفاة الرئيس أسياس..ان الامبريالية العالمية لا ترغب في رؤية افريقيا حرة ولكن العديد من دول افريقيا لا تحب الاستعباد، ولذلك نحن نعضد هذا الاتجاه ونقول العزة لافريقيا وللشعب السوداني وللشعب الاريتري الأبي . [email protected]