واصل الماراثون الانتخابي مساره وسط مجموعة من العقبات في اليوم الرابع والاعتراضات من قبل القوى السياسية وعزوف من قبل الناخبين واحتجاجات على عدم توافر النزاهة والحيادية في اجهزة المفوضية القومية للانتخابات التي تضطلع بتنظيمها. وابدى المؤتمر الشعبي بولاية جنوب دارفور استغرابه للحديث عن تحول ديمقراطي حقيقي من قبل السلطات التي قامت باقتياد مرشحة في دائرة كاس للمجلس الوطني في سلوك وصفه الامين العام للحزب ابوبكر الدومة بانه يناقض كافة قيم الديمقراطية وقانون الانتخابات ويمثل انتهاكا لحقوق المواطنة من قبل اجهزة الامن التي وصفها بأنها تقوم بتوجيه موظفي الاقتراع، وكشف الدومة في مؤتمر صحفي عن وجود صناديق طائرة يتم ملؤها باوراق التصويت وفي معظم المحليات وتبديلها مشيرا لتجاوز آخر في دائرة كرتيلا التي يبلغ عدد المسجلين فيها 1500 ناخب تم تقسيمهم لثلاث نقاط ليصبح عددهم 450 ناخبا في نفس الدايرة حيث يتم التصويت ثلاث مرات واضاف ان الحبر المستخدم في العملية خال من المادة المثبتة وتتم ازلته في نفس اللحظة، وتم ضبط مجموعة من الناخبين صوتوا ثلاث مرات تمت بمركز هارون الرشيد وامام مرآى ومسمع المفوضية، وقال ان المؤتمر الوطني كون غرف عمليات لتسجيل الناخبين والحاقهم بالكشوفات للتصويت لصالحه مضيفا انهم يواجهون اكبر عملية تزوير ويتعرضون للمضايقات من قبل السلطات مناشدا المفوضية التدخل لمنع التزوير مبديا اسفه التام لعدم تدخلها وطالبها بأن تخاف الله. من جهتها كشفت مصادر «للصحافة» ان الدائرة 14 تلس شهدت حالة من المشادات بين وكلاء الاحزاب وموظفي المركز واتهموهم بأنهم منحازون للمرشحين المستقلين على حساب الاحزاب السياسية التي اعتبرت الامر انحيازا منهم. من ناحية اخرى شهدت العملية الانتخابية حالة من عدم الاقبال من الناخبين على مراكز الاقتراع في اليوم الرابع رغم ان معظمها بدأت عملها منذ الصباح الباكر. وبرر بعض المراقبين عزوف الناخبين الى الاخبار السيئة التي تسربت عن حالات التزوير في العملية الانتخابية، وفي المقابل عزا وكلاء الاحزاب الامر لتغيير الدوائر وتحديد اماكن الاقتراع بعيدا عن التجمعات السكانية، وفي ذات الاتجاه قال المواطن احمد حسن «للصحافة» إنه قام بتسجيل اسمه لكنه لن يقوم بالتصويت بسبب بُعد مركز الاقتراع بالاضافة لايمانه التام بان الانتخابات لن تأتي بجديد، وان الوضع سيظل كما هو سواء أجاء آخرون ام بقي الذين يمسكون بمقاليد الامور في مواقعهم ولن يستفيد المواطن البسيط اي شيء من هذا النزاع في اللاشيء. حديث المواطنين عن العملية الانتخابية وعدم جدواها انطبق على واقع حال المشاركة عموما التي لم تخل من الاشكاليات الفنية واللوجستية وغياب الشفافية وبدت تلوح في الافق مشكلة العريفين الذين يمارسون تدخلا في عمل الموظفين ما ادى لاحتجاجات كبيرة من قبل وكلاء الاحزاب وتصدرت الاحتجاجات عليهم قائمة الشكاوى حيث تحولوا لموظفين اقتراع، الامر الذي اصبح مهددا جديدا يعوق سير العمل داخل المراكز، وتسببوا في حالة من الارباك، هذا غير محاولتهم المتكررة توجيه الناخبين. ارباك آخر يضاف لحالة الارباك بسبب تداخل الاسماء والمراكز، وابدى مجموعة من وكلاء الاحزاب في مراكز مختلفة احتجاجهم على الحبر الذي وصفوه بالمغشوش ويزول بمجرد غسل الايادي في عملية تفتح المجال واسعا لعملية التزوير وتسمح للشخص الواحد بالتصويت اكثر من مرة، كما ان كثيرا من المرشحين احتجوا على تجاوز موظفي المراكز في عملية وضع الحبر على ايادي الناخبين ما يعتبر تجاوزا صريحا للقانون. وكشفت غالية محمود مرشحة المجلس الوطني عن تجاوز تم في الصناديق بمركز عثمان دقنة حيث تم اغلاق صندوق باللون البرتقالي وآخر باللون الاخضر. وابدى رئيس المركز عدم المامه بالذي حدث وطالبت باغلاق الصناديق مرة اخرى وامام وكلاء الاحزاب من ناحية اخرى خرجت مجموعة من العريفين من مراكز الاقتراع احتجاجا على عدم التزام المفوضية ماديا تجاههم وعدم صرف النثريات والحوافز وهو الامر الذي كان مثار احتجاج من قبل وكلاء الاحزاب السياسية على الاوضاع السيئة التي يعيشون فيها من عدم توافر مياه الشرب وصرف استحقاقاتهم وعدم اهتمامها بتنظيم مراكز الاقتراع وتوفير المقاعد التي يجلسون عليها وظلوا يجلسون على الارض داخل مراكز الاقتراع. يوم آخر للاقتراع ومجموعة من المشاكل التي تعترض العملية وعزوف من قبل الناخبين واحتجاجات من قبل المرشحين وارتفاع نبرات التزوير التي ربما تؤثر على آخر خطوات العملية الانتخابية في آخر ايامها