قبل أن نتحدث عن المؤيدين والمعارضين لاختلاط أنجالنا وكريماتنا في مختلف المراحل الدراسية سنبعث برسالة موجزة للسيد الامام الصادق المهدي رعاه الله، والذي نرجو له من الله سبحانه وتعالى تمام الصحة والعافية. شخصكم الكريم الذي لم يأخذ مرتبا ابان توليه رئاسة الوزراء ونحن مجموعة المقيم الراحل حسن صبري وصالح محجوب وجلال كمبال ومحمد حسن صبري وغيرهم من الذين نحترم شخصكم الكريم وأنتم بجانبكم كنتم تقومون بزيارة المذكورين بعاليه في منازلهم وهناك قصة سوف أرويها للجيل الجديد أن الامام الصادق ذهب لزيارة أحد المنتمين لحزب الأمة وكان يقطن بالشجرة وأدخل هذا الشخص في السجن ظلماً وحين طلب نجل الذي ذكرناه بعاليه قال الصادق المهدي ان تكوين المحكمة صحيح وأنا على يقين أنهم سيفرجون عنه في خلال أيام قليلة لأنه لم يرتكب جرماً على الاطلاق، وهذا يؤكد أيها السادة ان سيادته يحترم القضاء السوداني. ونطرح بعض الأسئلة فيما يلي على الامام الصادق المهدي أطال الله في عمره ومتعه بالصحة والعافية. 1- هل يعقل سيادة الامام أن نرى المشير عمر حسن أحمد البشير في قفص الاتهام في محكمة الجنايات الاستعمارية التي تستهدف زعماء وحكام الدول النامية؟. 2- سيادة الامام، هل الأخ عمر البشير هو الوحيد الذي يرى بعض الطامعين في السلطة محاكمته أمام هذه المحكمة الاستعمارية بينما أحد الذين قاموا بالانقلاب الانقاذي طلب من البشير بأن يذهب للقصر الجمهوري وأنا سأذهب إلى السجن؟. 3- لماذا لم تجرؤ محكمة الجنايات الاستعمارية على محاكمة جورج بوش الابن الذي تخطى كافة المنظمات الدولية والاقليمية وقام باحتلال العراق وتدميره بحجة وجود أسلحة الدمار الشامل؟ ويقوم حالياً بتدمير افغانستان وقام أيضاً بإشعال الحرب في اليمن وسوريا؟ يا سيادة الامام، نرى أنك تؤمن بوحدة السودان ولا تتخطى على الاطلاق الخطوط الحمراء وتضع السودان في حدقات عينيك وهذا ليس بغريب فأنت تنتمي للأسرة الأنصارية وثورة الأنصار (الثورة المهدية) التي كانت من أعظم الثورات في العالم وتركت بصماتها في داخل السودان وخارجه لذا نحن نرى أن تعمل على رفض كافة حركات التمرد في كافة أنحاء البلاد وأنتم أيضاً قد ساهمتم في اتفاقية الدوحة التي كانت تهدف لتحقيق السلام في غرب البلاد. سيادة الامام إن أحد المتمردين يقول إنه مسلم ولكن ليس عربياً ولا يؤمن بالعروبة ونقول لهذا المتمرد إن القرآن الكريم جاء باللغة العربية والمليارات من المسلمين في افريقيا والعالم لا يؤيدون ما ذهب إليه وقد لا يعلم هذا المتمرد أن 90% من الأفارقة يؤمنون بالاسلام ويعارضون احتلال اسرائيل للأراضي العربية في فلسطين، وتقوم اسرائيل حالياً بإجراء حفريات تحت المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين بحجة وجود هيكل سليمان!! وتقوم اسرائيل بفرض حصار لم تره البشرية في تاريخها وبنت جداراً عنصرياً ورفضت توصيات محكمة لاهاي الدولية وتفرض حصاراً على وصول المعونات والامدادات الانسانية لسكان غزة بالاضافة إلى تدميرها لغزة بما فيه مبنى الأممالمتحدة ولكن بكل أسف بانكي مون وغيره من الأوروبيين لم يفرضوا عقوبات عليها تحت البند السابع من ميثاق الأممالمتحدة بينما هم أصدروا قرارا من مجلس الأمن بفرض عقوبات على السودان تحت البند السابع. ليس من المنطق أن تطلب من الذي سُرق منزله بأن يحاكم تحت البند السابع وتترك الحرامي وهو يمرح؟ سيادة الامام، نحن في السودان قمنا بمنح جنوب البلاد حق الانفصال وهذا لم يحدث في التاريخ الحديث والقديم، فالولايات المتحدة لم تمنح مواطنيها من أصول افريقية الحقوق المدنية إلا عام 1964م وكانت أمريكا تمنع المواطنين الامريكان من أصول افريقية من استخدام المركبات العامة. وامريكيا تقوم بتفكيك كافة الدول العربية والاسلامية تحت شعار الفوضى الخلاقة التي ذكرتها كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية السابقة، وامريكا طبقت هذا الشعار في الدول العربية والاسلامية. سيادة الامام، محاكمة الأخ عمر حسن أحمد البشير ستكون اساءة واحتقارا للسودانيين وماذا سيقول عنا الرأي العام في الداخل والخارج وطبقاً لنظرية الديمنو فإن هذه المحاكمة الاستعمارية سوف لا تكتفي بمحاكمة المشير عمر البشير بل هناك قائمة طويلة طبقاً لنظرية الديمنو، ونقول لأولئك الذين يصرون على اشراكهم في المفاوضات التي ستجرى في أديس أبابا بينما هناك وفد حكومي رسمي يمتازون بالمؤهلات والقيم الأخلاقية ويضعون السودان في حدقات عيونهم وهم يقولون ان الحركة الشعبية وافقت على اشراكهم في المفاوضات التي تجرى في أديس أبابا ونقول لهم أيها السادة ان الحركة الشعبية هي التي خذلتكم وذهبت بمفردها للتفاوض مع حزب المؤتمر!!! بعد أن تحدثنا عن الرسالة الموجزة التي وجهناها للامام الصادق المهدي سنتحدث في ايجاز عن عنوان هذا المقال ونقول للمعارضين لاختلاط أنجالنا وكريماتنا في مختلف المؤسسات التربوية ان خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز سمح بأن يدرس الطلبة والطالبات معاً في كلية تكنولوجية ليس لها مثيل في كافة الدول العربية والاسلامية، وقام أيضاً بطرد أهم مستشاريه (إبيكان) من منصبه لأنه يدلي بتصريحات بعيدة كل البعد عن روح الاسلام، فالاسلام رسالة عالمية جاءت للبشرية في كل مكان إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها والاسلام حقق الديمقراطية وحقوق الانسان منذ 14 قرنا، وقال سبحانه وتعالى في كتابه العزيز في سورة الكافرون (قل يأيها الكافرون٭ لا أعبد ما تعبدون٭ ولا أنتم عابدون ما أعبد٭ ولا أنا عابد ما عبدتم٭ ولا أنتم عابدون ما أعبد٭ لكم دينكم ولي دين). وهذه الآية الكريمة تؤكد أن القرآن الكريم يؤمن بحرية الأديان ويحترم كافة الديانات السماوية، والقرآن يؤكد في آيات كريمة حرية الانسان سواء كان مسلما أو غير مسلم، (ولقد كرمنا بني آدم) وبعض المفكرين يعارضون الاختلاط بين البنين والبنات بينما الرسول صلى الله عليه وسلم وهو أصدق القائلين قال (خذوا نصف دينكم من هذه الحميراء) وهذا يؤكد ان الاسلام يحترم المرأة والرجل وهذا يؤكد سماحة الاسلام وديمقراطيته، ونسأل إذا مرض أي انسان في المدينة أو في القرى ولم يكن هناك طبيب بل كانت هناك طبيبة أليس من المنطقي أن يدعوا أهل المريض الطبيبة بأن تقوم بالكشف على المريض؟. عندنا في شمال البلاد حتى كتابة هذا المقال أخواتنا وأمهاتنا يعملون جنباً إلى جنب مع الرجال وهن منتجات وبعض الدول ونحن قد طبقنا هذا جزئياً في السودان في السبعينيات عن طريق الدوائر التلفزيونية المغلقة، ولكن تطبيق هذه الفكرة يتطلب امكانيات مالية ضخمة، ونرى أيضاً أيها السادة في سوداننا العزيز أن ننسى جراحاتنا وخلافاتنا في سبيل وحدة السودان واستقراره وأنا أؤيد ما ذهب إليه الامام الصادق المهدي حول أن المتمردين في كاودا قد ينجحون في القضاء على الانقاذ ولكن الحساب سيكون كبيراً وخطيراً ومؤلماً وسيكون هذا بداية لا نريدها لسوداننا حروب أهلية. والحل في رأيي يا سيدي الامام أن ننتظر لعامين وهي فترة انتهاء حكم الأخ عمر البشير وعلى كافة الأحزاب أن تعمل على توحيد صفوفها لخوض الانتخابات. والله من وراء القصد خارج النص: أيها السادة في سوداننا العزيز، ان اسرائيل تشكل خطورة لا يمكن تصورها على الأمن القومي السوداني وما تقوم به من استفزازات وضرب السيارات بحجة انها تحمل أسلحة للفلسطينيين وفرضها لهيمنة وبلطجة في المياه الدولية تؤكد انها تطبق شعارها الاستعماري (من الفرات إلى النيل) لذا أيها السادة علينا أن ننسى اطماعنا الشخصية وعلينا أن لا ننسى خطورة اسرائيل على أمننا القومي. في عام 1969م من القرن الماضي قمت بتأليف كتاب بعنوان الاعلام الاسرائيلي وكيفية مواجهته في جميع القارات عقب تخرجي في جامعة القاهرة الأم في عام 1964م كأول سوداني يحمل مثل هذه الشهادة. وكليات الاعلام لم تكن موجودة في كافة جامعاتنا ولا حتى في الجميلة المستحيلة (جامعة الخرطوم). لذا يجب علينا أن نعمل كل ما في وسعنا في سبيل تحقيق الوحدة الوطنية، هذا هو صمام الأمان لاستقرار السودان وأن اسرائيل لها بكل أسف عملاء في داخل السودان لذا يجب علينا وكما ذكرت في مرات عديدة يجب علينا أن نفرض حراسة مكثفة لحماية سدودنا ومحطات البنزين وكافة المؤسسات التربوية وقيادات الجيش. أيها السادة، رأينا في الأيام الأخيرة اشعال النار في بعض المؤسسات حتى أن النار قد وصلت إلى مصنع الذخيرة. أيها السادة، يجب علينا أن نرى الأحداث بعيون الأحياء وليس عيون الموتى. وأخيراً نرجو لبلادنا من الله سبحانه وتعالى الاستقرار والرفاهية. انه نعم المولى ونعم النصير. * ماجستير ودكتوراة في فلسفة التربية من جامعة كيندي ويسترن الامريكية