الامم العظيمة عبارة عن رجال عظماء يصنعون التاريخ ويوجهون بوصلة المستقبل ويصنعون أمة، وتاريخنا السودانى ملىء بمثل هذه النماذج من الرجال الذين صنعوا تاريخنا وحاضرنا الفنى والادبى والسياسى والاجتماعى.. والقائمة طويلة اكبر مما تختزله صفحات الكتب فما بالك بعمود لا تتجاوز مساحته بعض البوصات. اتفق السودانيون على الا يختلفوا فى حفظهم الاشياء، وفى المقابل ايضا اتفقوا على بعض الثوابت التى لا تتزحزح فى مجال الفن والابداع، ويأتى الهرم الكبير الموسيقار والفنان والرجل المبدع، وأشياء اخرى لا تطولها قامة الحروف، محمد الامين «ود الأمين» مما يكفى لشرح كل ما يأتى بعده من اشياء. والانطلاقة الاولى كانت من الجزيرة التى ظلت تمنح الوطن عطاء لا ينضب من الابداع، بدأت بكاشف احوال السوء التى يرزح عندها الفن السودانى فى زمن غناء الشترة الذى لا مكان للحديث عنه عندما يكون الحديث عن قامة الابداع ود الامين. نصف قرن من الزمان واوتار عود ود الامين تحرك فى دواخلنا كافة احاسيس الفرح الذى يجعلنا نحلق فى عوالم من الدهشة اللا متناهية من الجزيرة التى تتفتق فيها لوزات القطن الابيض فرحا يكسو كل الوطن ثوبا من الابداع الموشى بالحرير، فكان هو الاول والثانى والثالث والرابع والعاشر.. ود الامين رصيد من الابداع لا ينضب واغنيات صالحة لكل زمان ومكان.. بتتعلم من الايام مصيرك بكرة تتعلم.. فكل من لم تتطور ذائقته بالاستماع الى هذا الفنان فهو فى حاجة لاعادة نظر فى مسألة تعاطيه مع الابداع.. ود الامين حلم للاماسى وفرح فى الزمن القاسى.. وعقار يعالج كل الألم والمآسى.. سنين وسنين ودرب الحب معاك أخضر سنين ونحن نريدك كل يوم اكتر.. اربعة سنين عاشوا بالحب الليلة عيد ميلادو يا قلب.. ابننا البار ابننا الحب « شامخ » ويعيش اغرب اطوار يضحك الحان بيبكى اشعار بيعزم الناس يمشوا بعد مشوار .. مشوار ود الامين هو المشوار نحو الألق والدهشة والادهاش.. ولو وشوش صوت الريح في الباب يسبقنا الشوق قبل العينين ود الامين غنى للحب والجمال، وغنى للوطن فازدادت قيمته فى نفوسنا.. غنى الحقيبة واخراج اللآلى فى بدور القلعة.. وغنى للشعب فى اكتوبر الاخضر أروع الملاحم. وتكريم ود الأمين يعتبر من الاولويات الوطنية، وذلك رداً لجمائل ناس رسخوا فينا القيم والمعانى الجميلة، ومنهم محمد الأمين الذى نختصر كل العبارات فى عبارة واحدة تقول حقا أنت زاد الشجون. [email protected]