* زعم وزير الكهرباء والسدود.. وليس إسمه الفرذدق.. بأن وزارته ستصل بالقطوعات الكهربائية لكل القطاعات إلى «ربع ساعة» في العام.. أو خمس عشرة دقيقة.. أي دقيقة وشوية في الشهر .. وتحديداً دقيقة وربع (1.25).. أي صفر فاصلة صفر أربعة من الدقيقة في اليوم (0.0416666) .. وكان نهار الخميس 31/5/2012م «أربعاء وعقاب شهر» يتمتع دون سائر الأيام بصيف غائظ.. وهجيره تَقْلِي الحبة.. وانقطعت الكهرباء وحصل Blackout إظلام تام لمدة ثلاث ساعات «في المتوسط» نسبة لعودة التيار تدريجياً للقطاعات المختلفة في العاصمة والولايات.. ولما كانت الساعات الثلاثة تحتوي على «إتناشر ربع ساعة» فقد إستنفدت وزارة الكهرباء حصتها من القطوعات لمدة «إتناشر سنة قادمة» وعليه فلن تقطع الكهرباء من الآن وحتى عام 2024م «الله يحيينا» بأمر الوزير .. وإلَّا.. ولما كان البرلمان قد أحيط علماً بخطة الوزارة وصفَّق نوابه لهذا الإنجاز الباهر .. فإنَّ السيد الوزير لا تثريب عليه لو إنقطع التيار لظروف خارجة عن الإرادة وتأثرت قطاعات سكنية واسعة وخرج المواطنون إلى الشوارع وقطعوا الطرقات بالإطارات المحترقة.. وأضطرت الشرطة إلى تفريقهم «بالبمبان».. لأن الناس ديل مستعجلين مابيصبروا.. ثمَّ إن نسبة السكان المستفيدين من التيار الكهربائي لا تتعدى «ثلاثين بالمائة» وهم بذلك أقلية لا يحق لها ديمقراطياً الإحتجاج والتعبير بإسم الأغلبية التي تبلغ «سبعين بالمائة» لا يعرفون هل الكهرباء تُؤكل أم تُشرب!!. * منذ أن غادر مكاوي آخر مدير لآخر هيئة للكهرباء مثله في ذلك مثل غورباتشوف آخر رئيس لآخر إتحاد سوفياتي. لا يصح أن نقول عنه «الرئيس الأسبق للإتحاد السوفياتي» ببساطة لأنه لم يعد بعده إتحاد ولا سوفيت.. وقد كان مكاوي دقيقاً مع صحيفة ألوان التي أجرت معه لقاء ووصفته بالمدير السابق للكهرباء فقال أنا «آخر مدير» لأن بعدي اتفرتقت الهيئة..آه ومنذ مغادرة مكاوي وإزاحة اللوحة التي تحمل إسمه من قاعة إجتماعات الهيئة!!.. ظلت وزارة الكهرباء تعيش في حالة إحتفالات بإفتتاحات لمواقع عديدة كان مكاوي صاحب القرار بقيامها.. بل وأعيد إفتتاح بعض هذه المواقع للمرة الثانية.. سمعنا بإعادة إنتاج الأزمة.. لكن إعادة الإفتتاح دي ما أدونا ليها!!. * لما كانت وزارة الكهرباء والسدود تملك الإدارة والإرادة والمال وتتمتع بغطاء قانوني ورضاء سيادي.. وتستطيع أن تقيم السدود وتُشيِّد الطرق والجسور.. والمطارات.. والمستشفيات.. والكليات العالية.. والمزارع.. والمصانع.. والدواجن.. والأسماك.. وتبني المساكن.. وتشق القنوات.. وتستحوذ على مساحات شاسعة من الأراضي ما يُساوي ولاية بكاملها.. وتجلب القروض وتفتح الأبواب للمستثمرين.. وتجنب الإيرادات.. وتطبع الدوريات والمجلات والكتب.. وتموِّل القنوات الفضائية.. فإنني أقترح وفي إطار خفض الصرف الحكومي وتقليل عدد المناصب الدستورية أن تُنشأ وزارة واحدة بإسم وزارة المالية.. والري .. والكهرباء.. والسدود.. والزراعة.. والصناعة.. والتعليم العالي.. والتعاون الدولي.. والصحة.. والطرق والجسور.. والنقل الجوي.. والأراضي.. والثروة الحيوانية والسمكية.. والإعلام.. وتخفيفاً على آذان المستمعين وعيون المشاهدين.. وترفقاً بموظفي المراسم.. ومصممي اللافتات.. والمحامين والموثقين وعموم القانونيين يمكن إختصارها بإسم وزارة الوزارات الخدمية والإقتصادية العظمي ووزيرها من فصيلة السوبرمان. * منذ قيام شركات الكهرباء غاب التقرير ربع السنوي الذي كانت تقدمه الهيئة لوزارة المالية مثلما غابت الإعلانات التحذيرية التي كانت تنبه المستهلكين بأسباب القطوعات حتى لو كانت بسبب كديسة!! لإتخاذ الحيطة اللازمة عند القطوعات وهو الإجراء الذي أودى بمكاوي وهيئة الكهرباء معاً.. وهذه الشركات أزيح عن كاهلها عبء ألف وثمانمائة موظف كبير أصبحت مرتباتهم على وزارة المالية!!.. والتي تشتري الوقود وتسدد القروض كذلك!!.. وقد إرتفعت مديونية شركات البترول!!.. في ما تجاوز إيراد الكهرباء في العام المنصرم عن طريق عدادات الدفع المقدم «الجمرة الخبيثة» تريليون وستمائة مليار جنيه «بالقديم» فيما بلغ صرف الشركات نصف هذا الدخل فأين ذهب النصف الباقي «المطلوب الشفافية فقط» بواسطة الوزارة أو أبو قناية «بدون قناية!!» .. وأين ذهبت الدراسات والتوصيات التي قال بها المدير الأخير للهيئة أمام المجلس الوطني بإنخفاض سعر متر الكهرباء إلى عشرة قروش «بالأرقام» بعد دخول كهرباء سد مروي يعني أقل من نصف التعريفة الحالية والذي اعتبرناه «بصدق» الحاجز بيننا وبين الفقر!! هي مجرد أسئلة تحتاج لإجابات غير متشنجة. * أنا لست من أنصار عودة الهيئة التي لن تعود ولكنني ضد كنس آثارها مثل آثار مايو.. وطريقتها الساذجة!!.. أسوار مبنى مجلس الشعب القومي أو المجلس الوطني بأم درمان كان مكوَّناً من عشرين عمود قصير تليها خمسة أعمدة طويلة نسبياً ثم عشرين فخمسة وهكذا في إشارة إلى خمسة وعشرين مايو .. فقامت لجنة كنس آثار مايو بقطع رأس عمود من الأعمدة الطويلة كنساً لآثار مايو فأصبحت النتيجة (21+4=25) بدلاً من (20+5=25) يا للعبقرية. وهذا هو المفروض