انفضت المحادثات مابين دولتي السودان وجنوب السودان امس دون التوصل لاتفاق حول النقاط الخلافية في الترتيبات الامنية ، ورفعت الوساطة الافريقية امس المفاوضات لمدة اسبوعين، في وقت يتوجه الوسيط الافريقي ثامبو امبيكي اليوم الي نيويورك لتنوير مجلس الامن بمجريات المحادثات المنتهية باديس ابابا . وكانت الخرطوم قبلت بمقترح توفيقي دفعت به الوساطة الافريقية والخاص بالوصول لحلول لتحديد المنطقة العازلة من السلاح تضمن مقترح السودان بشأن حدود 1/1/1956 ، وفي الوقت ذاته اجاز للطرفين التوجه للتحكيم الدولي لحسم اي نزاع ينشأ بشأن الحدود ، ورفضت جوبا المقترح، واكدت انها تضم عددا من المناطق المتنازع عليها بالاضافة الي هجليج وايدت بشدة الجزئية الثانية من المقترح والخاصة بالتحكيم الدولي . وتشير «الصحافة» الي ان «خريطة» دولة جنوب السودان التي قدمتها في اجتماعات اللجنة السياسية الأمنية المشتركة ضمت «6» مناطق جديدة مما تسبب في توقف المفاوضات المباشرة بين الدولتين بعد «عشرة» أيام متواصلة صباحاً ومساءً من التباحث تحت رعاية الآلية الأفريقية رفيعة المستوى . وأعلن رئيس الآلية السياسية والأمنية المشتركة للوفد السوداني الفريق الركن مهندس عبد الرحيم محمد حسين ، رسمياً رفض «خريطة» دولة جنوب السودان التي ضمت ست مناطق جديدة تمثلت في جنوب غرب سنار «المشاريع الزراعية»، جنوب جبال النوبة «طروجي، بحيرة الأبيض، والقردود»، غرب كردفان سابقاً «هجليج، الخرصانة» بعرض «100» كيلو متر، بالإضافة إلى «أبيي»، والميرم، وشمال بحر العرب منطقة «سماحة»، بالإضافة إلى المناطق ال«4» الخلافية بين الدولتين المتمثلة في «كاكا، جودة، المقينص، حفرة النحاس» بالإضافة إلى منطقة «14 ميل» التي أضافتها مؤسسة الرئاسة مؤخراً، ووصف وزير الدفاع خريطة دولة جنوب السودان ب«العدائية» تجاه دولة السودان، ولا تُعبر عن روح الصداقة والجوار. وشنَّ الوزير هجوماً عنيفاً وقاسياً على دولة جنوب السودان واتهمها بمحاولة فرض «خريطة» جديدة، وواقع جديد، واحتلال أراضي سودانية أخرى، مبيناً أن المناطق العشر تعني استنساخ «10» «أبيي» جديدة. وقال الوزير إن خريطة دولة جنوب السودان لا تستند على مرجعية، وأكد أن وفد دولته متمسك بالخريطة التي جرت بموجبها الانتخابات، وفصل القوات، وإجراء الاستفتاء، واستخدمتها البعثات الأممية «يونميس» و«يوناميد». وأكد وزير الدفاع أن دولة جنوب السودان ليس لديها روح جادة للمباحثات، لافتاً إلى أن وفده وصل إلى العاصمة الأثيوبية أديس أبابا للوصول إلى السلام مع دولة جنوب السودان. ونوه إلى أن دولة الجنوب، عرقلت المفاوضات، وأضاف: «ماذا سنقول للرئيس البشير عند العودة إلى الخرطوم». وقال الوزير إن دولة السودان يمكنها إدعاء تبعية مدن جنوبية، كما تدعي دولة جنوب السودان بتبعية مناطق شمالية، وحول العودة إلى الحرب بين الدولتين، قال الوزير: «نسأل الله أن يجنبنا الحرب، وينعم علينا بالسلام»، وأكد أن دولة السودان لن تبدأ بالعدائيات، إلا إذا أُعتدى عليها، وأن الخرطوم لن تألو جهداً في السعي إلى السلام بكل قوة، ولن تيأس مُطلقاً في الوصول إلى السلام في نهاية المطاف، كما أكد الوزير ان دولته ستعطي الوسطاء والخبراء فرصة، رغم إصرار دولة جنوب السودان على عدم العودة إلى مفاوضات الحدود من جديد. الي ذلك ، انطلقت مباحثات أبيي، وقال الخير الفهيم ان الاجتماع الاول استعرض الاجندة، لافتا الي ان جانب السودان يسعي للوصول الي انهاء الملف العالق والوصول الي سلام.