حدث طارئ سمعت به يوم الإثنين 2012/6/4م فذكرني بحدث حدث في اليابان. فكان التفكير في كتابة هذه الكلمة تحت هذا العنوان وارسالها لعمودك المعهود (صدى). فأرجو التكرم بنشرها ولا غاية غير عموم الفائدة والعظمة. لا المقارنة كما قد يتبادر إلى ذهن البعض لسبب أو آخر. وقديماً قيل (الحكمة ضالة المؤمن يأخذها أنى وجدها). كالقبض في الصلاة: شاهد سيدنا عمر الفرس يقبضون أياديهم أمامهم عند مقابلتهم له. فسألهم لماذا؟! فقالوا: هكذا نفعل لإكبار ملوكنا. قال: الله أولى بإكبارنا له من ملوككم. فقبض. وبقى القبض إلى اليوم مظهر إكبار في الصلاة وسنة حميدة إلى اليوم. وبعد: حدث باليابان قرأت كتاباً عام 1997م بليبيا عن الحرب العالمية الثانية مترجم لكاتب أمريكي. لفت نظري فيه حديثه عن تدمير اليابان للأسطول الأمريكي بخليج (بيرهاربر) وقوله بعد وصفه للخليج والأسطول الأمريكي والضربة المحكمة له، التي لم تبق ولا تذر أو تبق نفاخ النار كما يقول السودانيون للتعبير عن استئصال شأفتهم، أو قطع دابرهم. بعد هذا الوصف قال: مكان العجب أن لا أحد كان يعلم بهذه الضربة إلا الطيارين وقيادة الأركان. طوال 4 أشهر ومع ذلك لم يتسرب الخبر بثرثرة أو لغو سكر لا تصريحاً ولا تلميحاً قصداً أو عرضاً. هذا ما أدهش الكاتب وأدهشني. لهذا علق بالذهن دون سواه. وأهم من هذا إلى هذا المستوى يرجع انتصار اليابان في الصناعة، والاقتصاد، والتطور بعد الحرب العالمية على أوربا وأمريكا معاً المنتصرة على اليابان في الحرب العالمية الثانية. رغم فقرها المدقع في الجغرافية الطبيعية. أين قادتنا نحن منهم لا نحن. حقاً (الانسان أعظم رأس مال) كما قال كارل ماركس بحق في كتابه (رأس المال). ولهذا يعمل أعداء السودان بدأب على تدمير مقومات التربية السودانية من عادات وتقاليد. بحجة الضارة. والحقيقة النافعة بحجة الضارة. ومحمية الدندر بحجة الزراعة، وغابة الفيل بالقضارف بحجة اقامة مطار كأنما أرض المليون ميل مربع ضاقت على اقامة مطار بسعة 2*2 ميل 2=4؟!. هذا موضوع طويل حسبي منه هذه الاشارة. حدث بالسودان علمت اليوم الإثنين 2012/6/4م أن 7 من ضباط الجيش السوداني بعد أداء واجب الخدمة الميدانية بجنوب كردفان أبيدوا بكمين أعده الجيش الشعبي في طريقهم الخرطوم. فأسفت وأسف مخبري. فلما سألت: أحقاً هذا أم مجرد سماع؟! قال: هذا دربي من بيت العزاء بداهة هم ليسوا بكثيرين على فداء السودان لكن لولا هذا الفارق بين السودان واليابان لما كانت هذه الخسارة. وأبعد من هذه كتب الفريق ركن ابراهيم الرشيد بجريدة الانتباهة بتاريخ الأحد 2012/6/3م تحت عنوان (الانسحاب من أبيي واعادة الانتشار) مقالاً جاء فيه (أصدر الرئيس نميري أمراً واضحاً بضربة قوية للمتمردين بقيادة فرن في منطقة بلقام آخر معاقله تشترك فيها القوات الجوية بصفة رئيسية. لكن القوى السياسية بالخرطوم تراخت في التنفيذ بل وضعت العراقيل. أ.ه مكان الشاهد في المقال. وبذات العدد وعدد الثلاثاء 2012/6/5م أوضح د. الحاج آدم أن القيادة السياسية أعادت ذات التجربة بعهد الانقاذ. كيف؟ قال: لم يبق للتمرد حول قرن غير ناملولي في عام 1994م. وقد رأت القيادة العسكرية استئصاله. لكن القيادة السياسية بالخرطوم تراخت بحجة الدعوة إلى السلام. وكانت نيفاشا عام 2005م وفصل الجنوب لا انفصاله. وما نحن فيه الآن من احتلال لجنوب كردفان والنيل الأزرق. بالفرقة التاسعة والعاشرة وانسحاب الجيش السوداني من الجنوب بل أبيي اليوم مايو 2012م بلا مقابل بل حرق مخازن الذخيرة بالخرطوم. بذات الشهر كما شاهد الناس وأشار د. الحاج آدم بالحلقة الثانية بل ونشر موقع القوات المسلحة بالانترنت بحينها قبل حذفه فيما بعد. بل أعظم من كل هذا ما يقوله الجنود العائدون عن اختراق الأعداء للجيش السوداني بهجليج؟! ومعنى هذا ان السلطة السياسية بيدها الأمر في الخرطوم. والسلطة العسكرية العالمة بالأمر في الميدان. لولا هذا التباين لما كانت مشكلة الجنوب ولا مشروع الجزيرة. والسودان غني بأبنائه واقتصاده الطبيعي (أرض وماء وبشر) لكن المشكلة في ولاة أموره منذ الاستقلال عدا فترة الرئيس عبود لا في أهله كفرنسا اليوم بعهد هولاند غيرها بعهد الذي صار كوزي. وكالاسلام بعهد عمر وحفيده عمر خامس الخلفاء الراشدين والأيوبي والسلاجقة والمماليك. غيره بعهد غيرهم. اللهم أهد الجميع من أجل الأحفاد وتراث الأجداد والآخرة خير وأبقى. آمين يا رب العالمين.. والله من وراء القصد بروفسير عبد الله عووضه حمور