٭ الأسبوع الماضي كتبنا هنا ان نظام الطاغية مبارك تسبب باستبداده وفساده في طرد ملايين المصريين بحثاً عن لقمة العيش التي لم يجدوها في بلادهم ، وأضفنا ان نفس هذا النظام تقاعس بشكل مشين عن نصرة أي مظلوم من الشعب المصري.. ٭ وستكون الحكومة السودانية تسير على ذات نهج النظام المصري البائد وقع الحافر بالحافر إذا سمحت بتنفيذ المؤامرة التي دبرت بليل ضد مزارعي مشروع الرهد الزراعي.. حيث علمت من قيادات تشريعية وزراعية وأهلية أن قيادات نافذة في الدولة وفي وزارة الزراعة الاتحادية قاموا بالتنسيق مع ولاية سنار لزراعة ثلاثين ألف فدان في سنار على أن يتم مدها بالري من مشروع الرهد الزراعي علماً بأنه ومنذ سنوات لم تصل المياه لكل أراضي المشروع الأمر الذي جعل كثيراً من المزارعين يهجرون أراضيهم ويبحثون عن مهن أخرى.. ٭ ان هذه المياه لا تكفي المزارعين المهجرين منذ أكثر من ثلاثين عاماً فكيف يخطط هؤلاء لشق قناة لزراعة ثلاثين ألف فدان ربما تكون مملوكة لأفراد بأصابع اليد الواحدة أو كما قيل لي في الوقت الذي نجد أن الثلاثين ألف فدان تعيش منها عشر ألف أسرة.. فأين العدالة هنا يا قادة النظام الاسلامي.. ٭ إذا تمت هذه المؤامرة فهي تعني أن الحكومة موافقة تماماً على طرد عشر ألف أسرة أو ستين ألف شخص ليبحثوا عن لقمة عيش في مكان آخر.. وإن تم ذلك فهذا يعني أن هذه الحكومة قد تقاعست بشكل مشين عن نصرة أي مظلوم من الشعب السوداني مثلما كان يمارس نظام الظالم مبارك في أيامه النهائية وهذا ما لا يمكن أن يرضاه أي حادب على مصلحة بقاء النظام. ٭ إنني على قناعة بأن المستفيدين من اقامة مشروع سنار الجديد سيجلسون مع رئاسة الجمهورية ومع مجلس الوزراء ومع المجلس الوطني ويسبكون الحيل والتقارير التي تقنع هذه الأطراف ليمرروا هذه الكارثة.. ٭ وسيقولون إن ليس هنالك مشكلة في الري بعد أن تولته كنانة ولكن هذا ليس صحيحاً المشروع عانى كثيراً من انقطاع المياه وما زال يعاني وان نفذت هذه المؤامرة ستكون بمثابة القشة التي قصمت ظهر المزارعين.. وليس هناك حكومة عادلة وراشدة ترضى ذلك لشعبها.. ٭ إن الأخذ من مياه لا تكفي المزارعين الموجودين ان تم سيكون بمثابة ارتكاب فظائع في حق مزارعي مشروع الرهد الزراعي، مما يولد الحقد ورغبة الثأر أو دعاء المظلوم الذي ليس بينه وبين الله حجاب، كما أخبر بذلك الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم.. كالدعوة التي يطلقها موظفو مراكز الأقطان لأنهم لم يصرفوا مرتباتهم منذ ابريل.. ٭ ان مؤامرة تخريب مشروع الرهد تحوى تفنن في ازلال المزارعين وفيها تخريب يهدف إلى تهجير المزارعين من أراضيهم وبالتالي فيها تخريب لنسيج المجتمعات المستوطنة في المشروع منذ عشرات السنين.. ٭ على قادة الحكومة أن يعلموا أن هذه المؤامرة تسعى لتسميم علاقات المزارعين بحزب المؤتمر الوطني وهم الذين وقفوا معه في الانتخابات الأخيرة.. ٭ نعم ان شق ترعة من الترعة الرئيسية لتذهب لولاية سنار يعد عملاً أنانياً لا يمكن أن يولد إلا روح الانتقام لأنه يؤدي لمزيد من فشل المشروع ويجعل بقاء كثير من الأسر داخل المشروع مستحيلاً لأن المياه ستنقطع من حواشاتهم ولا زراعة بلا ماء حتى إن كانت الأرض أخصب من وديان أوربا.. ٭ ان هذا العمل يعد أسوأ أنواع الانتهاكات ونحن لا نملك إلا أن نبلغ القيادة العليا حجم الأضرار التي تلحق بكثير من الأسر وسننتظر ماذا تفعل.. ٭ إنني أدعو جميع أهلي من القيادات التشريعية ومن المثقفين وجميع المزارعين لتكوين مؤتمر عام ليناقشوا ما يجري ضد وجودهم، باختصار لأن صمتهم يعني أن يستسلم الناس لهذا الظلم وهذا يعني انتصار أفراد على حساب وجود آلاف الناس.. فالتحدي أمامهم يتمثل في رفض هذه القنوات أو هذا التخريب الذي تمارسه مجموعة محدودة في حق المجتمعات أو في حق أهلنا المزارعين.. لابد من السعي الجماعي عبر هذا المؤتمر لدفع هذه المؤامرة أو الخراب بدل الصمت عليها أو التعايش معها حتى تصبح واقعاً وبعدها سيضربوا اليد على اليد لما أصابهم من خراب.. ٭ لابد من التحرك العاجل حتى لا يجد أنصار الفساد أو المصالح الخاصة ما يدعم مصالحهم ومزاعمهم الباطلة.. اللهم رب إني قد بلغت فاشهد.. ٭ آخر السطور:- ومثلما اننا نقف مع أهلنا بقوة كذلك نطالبهم بأن يلتزموا بسداد أموال البنك الزراعي لأنه بنك ساهم في النهضة الاقتصادية والاجتماعية وسط المزارعين في كل أنحاء السودان، وحتى يتمكن من مواصلة مشواره لابد أن يفي المزارعون بالتزاماتهم تجاه هذا العملاق الذي يعمل لتحويل القطاع الزراعي ليصبح قطاعاً اقتصادياً قادراً على التنافس اقليمياً وعالمياً.