أبدأ هذا الموضوع بقول الله تعالى على لسان نبيه شعيب (ان أريد الا الاصلاح ما استطعت وما توفيقي الا بالله عليه توكلت واليه أنيب). لست من مؤيدي قيام الاتحادات أياً كان نوعها، لأن بعض الافراد الذين يعملون في ادارة هذه الاتحادات يتحولون تدريجياً الى مراكز قوة والى دكتاتوريين صغار يتشبثون بمواقعهم ومراكزهم ويستفيدون من اشتراكات الأعضاء لخدمة أنفسهم وأسرهم وبهذه الطريقة تتغير سياسات هذه الاتحادات وتنحرف عن مسارها فبدلا من خدمة القاعدة العريضة من العمال او الموظفين او المعاشيين تقوم بخدمة الاداريين في هذه الاتحادات وتعمل على راحتهم فيزدادون ثراء بينما تعاني قواعدها البؤس والفقر بازدياد الاستقطاعات من المرتبات او المعاشات. اما رأيي الشخصي في اتحاد ضباط الشرطة المتقاعدين موضوع هذا المقال فانني ارى انه لم يكن هناك داع لانشائه لوجود ادارة في الشرطة تخدم المعاشيين وهي الادارة العامة للخدمات الاجتماعية وهي اكثر فعالية وافضل تعاملا، هذا بالاضافة الى ان المعاشيين الذين بلغوا من العمر الستين او السبعين عاما لا يحتاجون لمثل هذا الاتحاد وأعبائه عليهم المتمثلة في الاستقطاعات التي تتم من معاشاتهم مما يزيد حالهم سوءاً وثمانون في المائة منهم يعتمدون على المعاش فقط، في هذا المقال اريد توضيح ما يريده المعاشيون من هذا الاتحاد طالما انه اصبح حقيقة وواقعا معاشا. نشأ هذا الاتحاد قبل عشرات السنين وكان مجلس ادارته يتكون من ضباط متقاعدين يعدون على أصابع اليد معظمهم عين بواسطة مديري الشرطة السابقين. برز في هذه الفترة العيد (م) عباس فوراوي وهو رجل خير واحسان، اجاد واحسن معاملة المعاشيين. تطورت ادارة الاتحاد وتوسعت حتى أصبح عدد الاداريين عشرين تقريبا منهم تعيينات مديري الشرطة ومنهم من عين بكشوفات تأتي من معاشي وحدات الشرطة المختلفة (سجون، دفاع مدني، حياة برية)، بعد عقد جمعية عمومية وانتخابات تأتي بنفس الوجوه وهي انتخابات لا تعطي زمنا كافيا وتكون برفع اليد، ازداد عدد الاداريين وبالتالي ارتفع الاستقطاع من المعاش، وسؤالنا ماذا يريد المعاشيون من اتحادهم؟ يريد المعاشيون من هذا الاتحاد ان يكون اكثر انسانية وان يعاملهم باحسان ورفق وان يضع كشفا بأسماء الضباط المتقاعدين المرضى والعمليات والمشلولين وأسر الشهداء والمتوفين والذين اقعدهم المرض في البيوت وان يزورهم ويقدم لهم المساعدات المادية والعينية على الأقل مرتين في العام وان يتم اعفاء هذه الفئات بالاضافة الى الفقراء من الضباط من استقطاعات المعاش لأن هذه الاستقطاعات تزيدهم بؤساً وفقراً. ان يكف الاتحاد عن ممارسة التعتيم الاعلامي واسدال ستار حديدي على مشاريعه الاقتصادية وعلى امواله المودعة في البنوك ومؤسساته التي يديرها وكيفية التوظيف فيها؟ وان يجلس باخاء ومودة لتنوير هذه الفئة المسكينة كم بلغت ارباح هذه الاموال؟ وان يقوم بتوزيعها فورا لازالة الفقر والبؤس اذ ماذا يستفيد المعاشي الذي بلغ الستين او السبعين من وجود هذه الاموال وهذه المشاريع اذا لم تعد عليه بعائد او توزع عليه؟ يجب ان لا ينسى الاتحاد انه جمعية خيرية ويجب ان يتصرف مثل باقي الجمعيات الخيرية ارشاداً وتوجيهاً وتنويراً ودعماً للمعاشيين، يريد المعاشيون ان يكف الاخوة المتشبثون بمناصبهم في الاتحاد الذين اتخذوها ملاذات آمنة وان يتنازلوا لاخوة لهم يحتاجون لهذه الوظائف ليدخلوا هذه الملاذات الآمنة لأنها في النهاية وظائف خيرية، يجب تحديد عمر زمني للاتحاد على الاقل سنتين تجري بعدها انتخابات مباشرة (لا بالقوائم) يختار فيها المعاشيون مجلس ادارتهم. يريد المعاشيون ان يمارس الاتحاد سياسة المكاشفة والمصارحة والتنوير المستمر وتخصيص صندوق للشكاوى في الاتحاد ليعرف الاتحاد عيوبه. اللهم هل بلغت، اللهم اشهد. اللهم اني اشكو اليك ضعفي وقلة حيلتي وهواني على الناس. الى من تكلني، الى عدو يتجهمني ام الى قريب ملكته أمري، ان لم يكن بك غضب علي فلا أبالي. * عقيد شرطة (م) خلو طرف