الثابت أن الحلو غادر جوبا إلى نيروبى مستشفيا ولكن ما زالت الأنباء تتضارب حول نوع مرضه وما درجة خطورته وتأثيره على أداء الحلو سياسيا وعسكريا، يقول مقربون من عبد العزيز آدم الحلو نائب رئيس الحركة الشعبية الشمالية والقائد الميدانى لتحالف الجبهة الثورية إن حالة قائدهم الصحية قد تدهورت وأصبحت تسوء شيئا فشيئا ،وتفيد مصادر أن الحلو نقل إلى نيروبى ومنها إلى ألمانيا مستشفيا وفى حالة (ليست جيدة) إلا أنها مهما كانت فهى حالة مرضية إن كانت بالسودان أو جوبا أو نيروبى أو ألمانيا أو غيرها فكما يولد المرء ويعيش فإنه يمرض ويموت وهذه سنة الحياة فلا جدال فيها وتؤكدها الكثير من آيات القرآن الكريم (لا حول ولاقوة إلا بالله ) ولأن الحلو ظل قائدا لحركة لعبت وتلعب ادوارا في منطقة مهمة من السودان يكون الاهتمام بما يحدث له امرا لازما لانه يتعدى الخاص الى العام . يقول مراقبون إن غياب الحلو سيترك فراغا وتأثيرا قويا على كافة الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية ، سيما وسط قوات الحركة الشعبية الشمالية وتحالف الجبهة الثورية فضلا عن تأثيره على وضع المقاتلين من أبناء النوبة، ، ولكن دعونا اولا نتساءل عن صحة هذه المعلومات حول مرض الحلو ؟ وهل هى مكيدة أم حقيقة ؟ تأكد فعلا وصول عبد العزيز آدم الحلو نيروبى وربما يغادر إلى ألمانيا لإجراء عملية جراحية ،فيما كشف مصدر موثوق ل(الصحافة) أن الفحوصات التى أجريت للحلو بمستشفى جوبا العسكرى أثبتت أنه مريض ب (سرطان الكبد) أدت إلى إجراء عدة تعديلات تراتيبية فى سفره من كمبالا إلى نيروبى ومنها إلى ألمانيا أو بريطانيا ، عقب تدهور حالته الصحية ،يرافقه كل من الرائد يونان موسى مدير مكتبه والمكلف بعمل الترتيبات والحجوزات اللازمة ومبارك عبد الرحمن رئيس إتحاد شباب السودان الجديد ، فيما شككت ذات المصادر أن يكون الحلو مريضاً ب(الإيدز) ، إلا أن مصادر (خاصة بالصحافة) تؤكد بأن الحلو ظل طيلة الفترة الماضية يعانى من عدة أمراض منها (بواسير ) حادة فشلت كافة الأدوية البلدية فى علاجه لأنه أصلا يعانى من إرتفاع فى ضغط الدم ومرض السكرى ، ويقول آخرون إن الحلو أصلا يعانى مشكلة فى السمع منذ وقت بعيد ،ويقول ل(الصحافة) اللواء الركن أحمد خميس بخيت نائب والى جنوب كردفان كنا نرصد تحركات الحلو بطبانيا ، ونحن على علم بمرضه ،وقد تم إجلاؤه بطيارة إلى جوبا (رفض الكشف عن هويتها) ، وتؤكد مصادر (خاصة) بالصحافة أن الحلو يعانى أصلا من مرض السرطان منذ فترة ليست بالقصيرة وقد ظل ذلك محل سر وكتمان تعلمه زوجته وقليل من المقربين إليه . إذن ما تأثيرات مرض الحلو على مجريات الأحداث ؟ وعلى وضعية أبناء جبال النوبة بالحركة الشعبية والجيش الشعبى ؟ وعلى تحالف الجبهة الثورية ؟ يصف خبراء عسكريون الحلو بأنه قائد عسكرى فذ مهما قلل خصومه من مقدراته ، ويقول ل(الصحافة) الخبير الأمنى والإستراتيجى الفريق شرطة جلال تاور كافى إن الحلو قائد لجماعته وقد إختارته بمؤتمر بكاودا من بين ثلاثة وهو خريج جامعة الخرطوم ،وله أنصاره وأتباعه ، إلا أن تاور يعتقد أن مرض الحلو سيكون له آثاره المباشرة على المقربين منه وعلى أبناء النوبة بالجيش الشعبى والحركة الشعبية ، فيما يقول نائب لوالى جنوب كردفان ياسر كباشى وآخرون ل(الصحافة) إن الحلو عمل منذ البداية على إقصاء أبناء جبال النوبة الأقوياء أمثال تلفون كوكو وآخرين ،وقرب إليه اللواء جقود ،اللواء عزت كوكو ،العميد إبراهيم ملفحة ،كوكو الجاز،الحمرى ،كمال النور ويطلق عليهم (عيال الحلو) ويقول خميس إنهم يأتمرون بأوامر الحلو ولا يخالفونه الرأى وهم غير مؤهلين لخلافته ،وزاد أنهم لا يجدون قبولا لدى تحالف الجبهة الثورية ، مما يؤكد بأن تأثير الحلو سوف يكون كبيرا على مسارح العمليات سياسيا وعسكريا . والحال على هذا النحو يكون السؤال حول من سيخلف الحلو مشروعا؟ ويبدو ان أسهم تلفون كوكو المعتقل فى سجون دولة الجنوب الاعلى من بين أبناء النوبة فى الداخل والخارج، فقد حمل ثلاثى قيادات النوبة بأمريكا إبان زيارتهم السودان توقيعات (39) ألف شخص من مختلف ولايات السودان تطالب الجهات الدولية والعدلية والقانونية المساعدة فى فك أسر القائد تلفون كوكو ،فيما يقول رئيس المجلس التشريعى بجنوب كردفان إبراهيم بلندية وياسر كباشى وآخرون إن الحلو إنتهج ذات سياسة جون قرنق ظل طيلة فترته دون تسمية نائب أو خليفة أو تقريب أية شخصية مؤثرة ،ويقولون إن غياب الحلو سيترك فراغا كبيرا، إلا أن جميعهم يقولون إن تلفون كوكو الخيار الأول لأبناء النوبة ، ومن ثم خميس جلاب ، ويضيف آخرون العميد سايمون كالو ،اللواء عزت كوكو ، العميد نيرون فيليب ،العميد سليمان جبونا ، إلا أن كباشى يعتقد أن أحمد بلقا أقرب الشخصيات سياسيا وعسكريا، فيما يصفه بلندية بالشخص العدوانى ، ويقول إن فيه نزعة عنصرية، وعن اللواء جقوت يقول بلندية وصلاح بريمة وآخرون إنه شخصية عسكرية لا غبار عليها ولكنه ليس ذا عقلية سياسية تستطيع أن تتفهم الأدوار والأبعاد الدولية وعلاقة الشيوعية بالحركة الشعبية وتحالف الجبهة الثورية وغيرها ، إلا أن القيادى بالمؤتمر الوطنى رئيس المجلس الأعلى للشباب بولاية الخرطوم المكلف الطيب حسن بدوى يقلل من أهمية من سيخلف الحلو ويقول ل(الصحافة) إن صحت المعلومة أن أصحاب الأجندات الذين هم خلف الحلو يستطيعون إنتاج العشرات من أمثال الحلو ،ويقول إن معركتنا كدولة وحكومة سودانية وأصحاب مشروع تحررى من التبعية الغربية والصهيونية ليست مع الحلو (المواطن السودانى) ولكنها مع أصحاب المخططات الأمريكية والصهيونية ومن خلفهم دولة الجنوب . إلا أن خبراء عسكريين أجمعوا أن غياب الحلو سيسبب إنهيارا وسط الحركة الشعبية الشمالية كما يعقد وضعية أبناء النوبة بتحالف الجبهة الثورية وسيفتقد تحالف كاودا الأرض والسند القوى.