عملا وايمانا بحرية الرأي نفسح المجال اليوم لتعليق الاستاذ هشام حيدرعلى ما سبق ان تناولناه هنا تحت عنوان الاخوان اضاعوا الثورة ونعني الاخوان المسلمين المصريين والثورة المصرية مع احتفاظنا بحقنا في التعليق على التعليق ... شن الاستاذ محمد وداعة الله في مقاله بصحيفة الصحافة بتاريخ 20يونيو2012 هجوماً شديداً على الاخوان المسلمين في مصر مدعياً أنهم التحقوا بالثورة بعد اندلاعها والذي يتابع كيف كانت تسير الحياة السياسية في مصر لا يمكن أن يقول بهذا القول الكاذب فالاخوان المسلمون تواجدوا من أول يوم من أيام الثورة وما كان للثورة أن تنجح بعد توفيق الله ثم بحماية ودعم الاخوان لها وهذه حقيقة قال بها أعداء الاخوان في مصر قبل أصدقائهم، فالاخوان جماعة منظمة ومرتبة وهي القوى الفاعلة حقيقة في المجتمع المصري وهم في تلاحم دائم مع الشعب المصري والمواطن البسيط فهو يعرفهم قبل غيرهم يقفون معه في كل محنة ودونك الزلزال الذي حدث في مصر في التسعينيات، فقد وصل الاخوان للمتضررين وآووهم في الخيام وقدموا لهم الغذاء والدواء والكساء قبل أن ترتب الحكومة نفسها لإغاثتهم ،والذي يقول بغير ذلك لا يعرف حقيقة ما يجرى في مصر سابقاً والآن صحيح أن الاخوان أعلنوا أنهم لن يرشحوا أحدهم للرئاسة ولكنهم رأوا أن الثورة تسرق من بين أيديهم لإعادة إنتاج النظام السابق وكل الذين تقدموا في الساحة لا يستطيعون مواجهة المجلس العسكري وفلول النظام السابق فتقدير الترشح لرئاسة الجمهورية تقدير سياسي وبالطبع فالسياسة معطياتها في تغير دائم مما يخيل للبعض الذين لا علم لهم بالسياسة أن الآراء متضاربة والقرارات متناقضة وهي ليست كذلك، فتقدير الاخوان عدم الترشح في ذلك الوقت كان صائباً مائة بالمائة وهذا ما يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أنهم لا يريدون الاستحواذ والتكويش على السلطة كما وصفتهم بذلك في مقالك ، فأرادوا اتاحة الفرصة لمشاركة الجميع وقالوا بالنص إن الاخوان وحدهم لايستطيعون تحمل هذا العبء الثقيل والنهوض بمصر بمفردهم وهذا ما اضطرهم لعدم الترشح في ذلك الوقت ثم كان قرار ترشيح الشاطر والدكتور محمد مرسى احتياطياً صائباً مائة بالمائة كذلك فكل قرار سياسي يتخذ له حيثياته والظرف الذي يتخذ فيه بالتأكيد لا يشابه الظرف الذي إتخذ فيه غيره. وقولك إن جماعة الاخوان فتحت مواضيع لا طائل من ورائها مثل (الحجاب والفن والسياحة والخلافة الاسلامية )اتهام غير صحيح فهل من الحكمة وأنت صحفي تعرف من الذي يفتح مثل هذه الموضوعات إنهم الصحفيون والاعلاميون فتوجهوا بالسؤال للاخوان فجاءت اجابات الاخوان حول الحجاب وعلى لسان الدكتور مرسى إننا لن نفرضه على أحد وفي سؤال لأحد النواب السلفيين عن الحجاب أيضا قال بالنص إننا لن نفرض الحجاب على أحد إلا إذا نزل المواطنون الى ميدان التحرير مطالبين به وهذه اجابة في منتهى الروعة سمعتها من هذا الرجل السلفي ووالله ما كنت أتوقع أنهم وصلوا الى هذه المرحلة المتقدمة من التعاطي مع الواقع في تنزيل النصوص الشرعية ، أما الادعاء بأن الناخب المصري لم يصوت للجماعة فلمن صوت إذن ولماذا جاءت نتائج الجولة الاولى لصالح مرسي ؟!!!! ولم تكن لصالح حامدين صباحي أو أبو الفتوح ؟!! أما التحليل بأن شعبية الاخوان قد تراجعت من 47% في انتخابات مجلس الشعب الى 24% في انتخابات الرئاسة فمقارنة غير صحيحة بدليل أن النتائج الاخيرة حسب منطقك في تحليل هذه النتائج والذي لا أتفق معك فيه جاءت النسبة فيه 52% للدكتور مرسي مقابل 48% لشفيق أليس هذا تقدم مع إننى أعلم أن مقارنتك للنتائج وتحليلك غير صحيح ، أما عن سؤالك عن رأى الاخوان في مشكلة حلايب فالاخوان في السودان سودانيون ووطنيون حتى النخاع ويجهرون بالصوت العالي أن حلايب سودانية ولكنهم يعلمون جيداً أن الذي رسم الحدود بين البلدين هو المستعمر ورسمها بدهاء شديد لتكون قنبلة موقوته يفجرها بالرموت كنترول متى شاء هو وعليه فإن الاخوان ينادون بأن تكون هذه المنطقة منطقة تكامل بين الشعبين الشقيقين ومنطقة تبادل منافع لا منطقة نزاع وقتال وتشاحن لتعكير صفو العلاقة بيننا وبينهم، هذا ما لزم للرد على المتحامل على الاخوان المسلمين الذي لا يرانا إلا بالمنظار الاسود والذي ينصحنا الامام حسن البنا ويرشدنا بأن نقاتله بالحب.