إن تاريخ الجماعات الانسانية تنقسم الى ثلاث مراحل هي: ماضي، حاضر، مستقبل فحينما نسلط الضوء على الوقائع التاريخية هي لأسباب حضارية ثقافية من تاريخ وأدب ولغة حتى يتمكن الجيل الحالي للتعرف والمحافظة على هذه المكونات الثقافية القومية. نعود لأهلنا الداجو بجبال النوبة: بعد انهيار مملكة الداجو في دارفور في جبل (ام كردوس) شرق نيالا وقيام مملكة (الكيرا) الاسلامية بدارفور سنة 1640 الى 1680 وسبق ان تحدثنا في مقال ما ان اول من اسس مملكة الكيرا في دارفور هو احمد ابن ابي سفيان وهو من قبيلة بني هلال بتونس، حيث قيل ان سبب نزوحه هو نشب خلاف بينه وبين شقيقه الاكبر وكان سبب الفتنة زوجة اخيه الاكبر (تدعى جميلة) فأخذ اخوه الاكبر سيفاً وقطع عرقوب أخيه احمد ابن ابي سفيان وسمي (احمد الماغور) وحملوه اعوانه واتجهوا الى جبل مرة بينما حراس سلطان الفور كانوا في رحلة صيد فوجدوا احمد الماغور واعوانه في هذه الحالة المرضية الحرجة ورجعوا للسلطان فقد حضر السلطان واشفق عليهما وقام بعنايتهم. ويقال في فترة جلسته مع السلطان لاحظ سلطان دارفور في ا ثناء حل بعض المسائل التي تنشب في القبيلة ووجد ان احمد الماغور كان دائما يرشد السلطان بطريقة ايجابية في حل مشاكل القبيلة ووجد ايضا ان (الماغور) رجل يمتاز بالحكمة والحنكة الادارية فكان السلطان دائما يشاوره في القرارات التي تصدر فاعجب به سلطان الفورفقام بتزويجه على احد الميارم جمع ميرم يعني بنت السلطان وهي لها مكانة خاصة عند اهلنا الفور وهي (خيرة) بمعنى (كيرة) فانجب احمد الماغور من خيرة (سليمان سلوقو) اي بمعنى العربي عند اهلنا الفور فصارت هذه الملكة الاسلامية حتى 1918.. منذ ذلك الزمن نزح الداجو من دارفور بعد ما انهارت مملكة الداجو التي كانت بقيادة احمد سليمان الداج البدري (يسمى كسفور) الذي كان يحكم مملكة الداجو بجبل ام كردوس بنيالا وهناك بعض القصص الاسطورية تشير الى هذا السلطان بينما يوما وهو في زفة السلطان يقال جاءت اليه احد النساء تدعى (حليمة) يقال انها تزوجت من قبيلة (التاما) فلذا لا يوجد دم بين التاما والداجو مثل ما لا يوجد دم بين النوبة والداجو وقال ان حليمة في يوم ما وهي امرأة حكيمة قالت لهذا السلطان كيف يا سلطان انت تركب الحصان والحمار انت زيك وزي المساكين بتاعنك من المفترض تركب شيء يختلف عن قومك عشان انت سلطان.. فقالت له لازم تركب التيتل فأمر السلطان فورا الى حراسه بأن يحضروا له هذا التيتل فاحضروا التيتل فقاموا بذبح ثور وربط السلطان بجلد الثور على ظهر هذا التيتل فانطلق التيتل حتى وصل تشاد، في كل قرية يقال تسقط منه لحمة من جسده تبنى فيه قرية حتى وصل في تشاد في منطقة (منقو) و(قوز بيضة) بقيادة السلطان احمد بشارة .. اما هجرتهم الى جبال النوبة حيث استقروا اولا بمنطقة ابيي وتزاوجوا مع قبائل السقوري والقوري ثم نزحوا الى منطقة لقاوة حيث تصاهروا مع قبائل لقاوة والكجورية.. (ان الطروج) هم خليط بين الداجو وكمدا، فان الكجورية هي معقل كابتن المريخ صديقنا / بلة جابر.. فان الداجو في جبال النوبة لهم بطون كثيرة نذكر منهم جيزا، مابر، دنقلاويات، وفرسقي، ومن الرقصات الجميلة لديهم رقصة الكسوك والكمبلا.. قبائل الداجو لها العديد من القيادات منهم دكتور/ مصطفى عبدالله حامد ، اكاديمية العلوم الصحية الخرطوم، العمدة/ بابكر موسى مطر والمطربة الاستاذة/ هاجر كباشي. (ان سردنا لهذه القبائل التاريخية هي سرد ثقافي حضاري حتى يحافظ هذا الجيل على المكونات الثقافية القومية ولا اكثر من ذلك)... خالص تحياتي لأهلنا الفور والداجو بجميع انحاء السودان.