للمسؤولية الاجتماعية ميدان واسع يمكن ان «تلعب» فيه دوراً قوياً و«تسدد» من خلاله «الاهداف الذهبية» بلغة المستديرة فالنشاط الرياضى والصحة والمجال الثقافى كلها تنتظر المسؤولية الاجتماعية الهادفة، واذا نظرنا لمجال او حقل التعليم مثلاً نجد أن المسؤولية الاجتماعية يمكن تلعب دوراً ودفعاً له إن توفرت «النية» فى تقديم المسؤولية بشفافية عالية للارتقاء بالعلم والتعلم وايصاله لكل فرد فى المجتمع، لتمحو هذه المسؤولية الجهل وظلامه خاصة فى المجتمعات البعيدة والطرفية، لتبدأ التفاعل مع المجتمع الذى يجد نفسه يؤطر لوداع الأمية تدريجياً وبالتالى الفقر الذى هو صنوها، لتبدأ استراتيجية التواصل فى تقديم المسؤولية الاجتماعية التى تدمغها «الايزو» دليلاً على المشاركة والنجاح، فمن المعروف أن للمسؤولية الاجتماعية مواصفة تحمل آيزو «26000 تقدم الارشادات العامة للمبادئ الاساسية للمسؤولية الاجتماعية» وهى ميزان إن صح التعبير لتحقيق تطبيق المواصفة فى المجتمع، وقطعا هناك غيرها من المواصفات لاستمرارية العمل كالمواصفة البريطانية والعالمية للاغذية وغيرها.. ويأتى على ذات مثال التعليم تحقيق المسؤولية الاجتماعية لدورها تجاه البيئة «حماية الأنظمة البيئية وادارة الموارد الطبيعية»، والتى هى جزء من مجتمع الافراد، كما تدخل تحت جناحها مشروعات وبرامج السلامة والبطالة ورعاية ذوى الاحتياجات الخاصة وغيره. ويتضح جلياً أن الهدف من سياسة المسؤولية الاجتماعية هو المواءمة والانسجام بين سياسات المؤسسة جميعها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، وذلك لما للمسؤولية الاجتماعية من قيمة حقيقية ملموسة، ولما لها من بعد جديد لمساعدة المجتمع في إحداث التغيرات الايجابية فيه والتى تتم عبر المشروعات ذات الاثر والمردود وتخدم المجتمع فى ذات الوقت. ومثلما للمسؤولية الاجتماعية ميادين متنوعة كما اسلفت، فإن لها كذلك دوراً فى تدعيم وتطوير وابراز القيمة الاخلاقية للعمل فى المجتمع، وبناء ثقافة اخلاقية تعمل على رفع كفاءة الفرد، وبالتالى تحقيق الهدف من خلال التنافس وتقديم مسؤولية اجتماعية مميزة. اذن الجانب الاخلاقى يصبح ركيزة مهمة لانطلاق هذه المسؤولية، وذلك لاهتمامه ب «خلق» بيئة أخلاقية فاعلة ومنتجة تمارس فيها هذه المسؤولية الاجتماعية، وبالتالى تتحقق فيها التنمية والثقة، كما يعد تعزيز القيم الاخلاقية «فرصة رائعة» لفتح باب التنافس والانفتاح على تحقيق الأهداف فى المجتمع واستمراريتها. وتؤدى التوعية بالمسؤولية الاجتماعية دوراً متعاظماً، وذلك بإقامة الورش والفعاليات والمؤتمرات والندوات لتفعيل اهدافها وتأكيد تلاحمها المجتمعى الذى يغرس مبادئ وقيم التضامن والتكافل، وذلك لما تحويه المسؤولية من باع طويل للتنمية المستدامة، فكيفية غرس قيم العطاء فى نفوس الافراد والمجتمع ككل يمكن ان يظهر فيها الاعلام وجوده بوصفه شريكاً ب «الترويج» والنشر والتوصيل لمفهوم المسؤولية الاجتماعية وثقافتها ومبادراتها التى تتنامى وتتزايد بالالتزام من قبل المؤسسات نتيجة للوعى الثقافى والتعليمى وامتلاك روح العمل التطوعى والخبرة وادراك احتياجات المجتمع والبيئة، فللاعلام دور حيوى فى ابراز البرامج التى تقوم بها الشركات والتى تصب فى قلب المسؤولية الاجتماعية، لذلك نجد الشركات والمؤسسات ذات البرامج المجتمعية تهتم بالإعلام باعتباره وسيلة تعكس المعلومات والانشطة التى تؤديها الشركات تجاه المجتمع، والتى تعمل على سد ثغرة او اخرى فى مجال معين من باب مسؤوليتها الاجتماعية ومسؤولية الاعلام المهنية والرسالية. برامج المسؤولية الاجتماعية برامج «طوعية» يؤديها القطاع الخاص، وهى ليست «الزامية»، كما أنها لا تدخل فى باب الهبة او التبرع، إنما بابها الوحيد هو المسؤولية الاجتماعية للتنمية المستدامة فى المجتمع. وللمسؤولية الاجتماعية سمات لا بد من توفرها لإنجاح البرامج المطروحة، ولعل أولها منهجة الخطط وتطبيق الاستراتيجيات بدقة عبر مهارات الكوادر البشرية الموجودة داخل المؤسسة مع ضمان قيام العمل بمؤسسية تامة. وأخيراً المسؤولية الاجتماعية للشركات فى السودان امام تحدٍ كبير يتمثل فى تقديم أعمال مستدامة تفى بمتطلبات الاستمرارية والنجاح والاحترام، وترتقى بالفرد فى المجتمع «المستهدف» ليتحول المجتمع بارتقاء الافراد الى مجتمع منتج يجمع فى داخله أفراداً «اكتسبوا جديداً»، وبالارادة والرغبة فى التحول من الاحتياج الى الانتاج يبدأ تسجيل ميلاد جديد للمجتمع وأفراده فى ظل العولمة والتقنيات التكنولوجية الحديثة. همسة: لا البحر أنت ولا المستحيل.. لا الشمس أنت.. عند المغيب تميل.. لا العشق.. ولا لون الأصيل..