*الفوز الكبير والساحق الذى حققه المريخ أمس الأول على الأمل عطبرة فى أول مباراة له فى الدورة الثانية للممتاز هو بمثابة زاد اضافى له قبل سفره « فجر اليوم الى جنوب أفريقيا » لأداء مباراة الاياب أمام الفهود والمقرر لقيامها عصر يوم الرابع عشر من هذا الشهر وسيغادر المريخ بروح جديدة ومعنويات عالية و يحمل معه آمالا عريضة بعد أن جدد الأمل فى نفوس أنصاره وأزال التشاؤم الذى « عشعش» فى دواخلهم والاحباط الذى سيطر على أجوائه العامة بعد التفريط الذى حدث فى اللقاء الأفريقى الأخير والذى كلف المريخ كثيرا ذلك بالانتصار الكاسح الذى أنجزه عشية أمس الأول ومن المؤكد أن تفرض ثلاثية عطبرة وجودها فى جوهانسبرج. *الأخبار الواردة من عطبرة أفادت أن نجوم المريخ أدوا المواجهة بروح قتالية عالية وبتركيز وهدوء واستغلوا خبراتهم ومهاراتهم لصالح الفريق ونجحوا فى وضع منافسهم فى منطقته وتفوقوا عليه بالايقاع السريع واللعب باللمسة الواحدة والضغط المتواصل واجباره على الانزواء فى منطقته حيث ظل المريخ يتقدم باستمرار وقاد هجمات منظمة ووصل لمرمى الأمل كثيرا وكان بامكانه مضاعفة النتيجة التى انتهت عليها المباراة من واقع السوانح السهلة التى تهيأت للاعبيه. *الجديد فى المريخ هو مشاركة اللاعبين الثلاثة الذين تم تسجيلهم قبل أقل من شهر وهم « قلق - رمضان عجب - الطاهر الحاج » يضاف اليهم الحارس أكرم الهادى الذى غاب عن الملاعب طويلا اضافة للبرازيلى ليما الذى شارك فى الجزء الأخير من المباراة بمعنى أن المريخ لعب بتشكيلة مختلفة ضمت خمسة من اللاعبين الذين غابوا عن اخر تشكيلة منهم ثلاثة « جدد» يلعبون لأول مرة معه اضافة «لأكرم وقلق » وبحسب الافادات فان جميعهم كانوا عند حسن الظن بهم وقدموا المطلوب وادوا الواجب على أكمل وجه وبالطبع فهذا هو الوضع المتوقع فالثلاثى « رمضان - الطاهر - قلق غنيون عن التعريف و يعتبرون مكسبا كبيرا للمريخ واضافة فعلية لفريقه فأى منهم له مزاياه وكل منهم يعتبر نجما فضلا عن ذلك فهم فى كامل الجاهزية البدنية والفنية والنفسية من خلال مشاركتهم مع المنتخبين الوطنيين الأول والثانى . * بالنسبة لبدر الدين قلق فهو ليس غريبا على فريق المريخ وجماهيره وهو من أعمدة الفريق وقد غاب لستة أشهر وعاد وهو أكثر قوة ، أما عن الطاهر الحاج فيستحق لقب لاعب المهام الصعبة والمتعددة فهو يجيد القيام بالأدوار الدفاعية وله قدرة على دعم الهجوم يلعب بدرجة تركيز عالية ومن ايجابياته أنه يجيد الانقضاض واستخلاص الكرة من الخصم ويعرف متى يتقدم وأين يقف ومتى يدافع غير ذلك فهو يلعب بروح قتالية عالية وجدية متناهية. *رمضان عجب والذى دشن مشواره مع المريخ من أول سبع دقائق له مع الفريق باحرازه للهدف الأول فى مباراة أمس الأول فهذا اللاعب يعتبر الأن هو الأفضل فى السودان والأكثر تميزا حيث تتجمع فيه كل المواصفات المطلوبة فى اللاعب النموذجى « ما شاء الله » فهو نجم من ذهب يجيد اللعب فى منطقة الارتكاز ويعرف صناعة اللعب وله قدرة فائقة على احراز الأهداف - نشيط - حركته متواصلة - يطبق كل مبادئ اللعب الحديث خاصة فى الضغط على الخصم والتمرير والرقابة - ليس غريبا أن يتألق ويحرز هدفا وينال النجومية فهو الأفضل ونتوقع له أن يسحب النجومية من كل زملائه . *سعدنا من الأعماق لتألق اللاعب أحمد الباشا وتجاوزه لأحداث المباراة الأفريقية الأخيرة بسرعة وهذا يؤكد على أنه لاعب كبير فعلا فقد جاء مردوده أمس الأول جيدا واستطاع أن يؤمن النتيجة باحرازه للهدف الثالث ليصالح أنصار فريقه ويهديهم هدفا جديدا . *أما عن الأحداث التى صاحبت المباراة والمتمثلة فى تعدى بعض المحسوبين على فريق الأمل على نجوم المريخ واصابتهم للاعب الطاهر الحاج مما استدعى نقله للمستشفى واجراء عملية له فهذا التصرف الشائن والقبيح ليس جديدا بل هو عادي ولا غرابة فيه وظل يتكرر فى كل مباراة تجمع بين الأمل وأى فريق اخر ولكنه يتضاعف مع المريخ وان جاز لنا أن نحمل المسئولية فنرى أن المخطئ الحقيقى والفاعل والمحرض الفعلى على انتشار هذه الظاهرة هو اتحاد كرة القدم السودانى وذلك بتهاونه ومجاملته وعدم جديته فى حسم ظاهرة الشغب وردع المتسببين فيها فبدلا من أن يضع القوانين التى من شأنها أن تقضى على هذه الظاهرة الخطيرة جدا فهو « يتراخى ويراعى ويخشى ويخاف » وعادة ما تأتى عقوباته فى مثل هذه المخالفات برغم خطورتها ضعيفة ومضحكة وتجلب عليه السخرية وتجعل حتى المخطئين يتهمونه بالجبن ويرونه أضعف من أن يعاقب أو يردع . *لقد سبق وأن طالبنا الاتحاد بأن يضع عقوبات قاسية على أى فريق تثير جماهيره الشغب واقترحنا أن تكون العقوبة « خصم ست نقاط وحرمان الفريق من اللعب وسط جماهيره لخمس مباريات على أقل تقدير وفرض عقوبة مالية عليه تصل لأكثر من ربع مليار » ولكن لأن هناك مراعاة وخوفا واعتبارا لأندية بعينها ولشخصيات بالاسم فقد وضع الاتحاد عقوبة ضعيفة لاتناسب الجرم الشئ الذى شجع المشاغبين على ممارسة الفوضى والخروج عن المألوف ولهذا نرى أن المتسبب الرئيسى فى هذا الظاهرة هو الاتحاد العام لأنه يشجعها بتهاونه مع الذين يثيرون الشغب والهرجلة ولا يعرفون قيمة الرياضة ولا قواعد كرة القدم. *مؤكد أنه وفى حالة تراخى الاتحاد فى وضع حد لهذه الظاهرة الخطيرة فانها ستنتشر وستأتى بسلوك متخلف وهو « الثأر ورد الاعتبار » أو لجوء الفرق لتطبيق مبدأ المعاملة بالمثل « بمثلما جمهورهم اعتدى على نجوم فريقنا فسوف نرد الصاع صاعين ونعتدى على لاعبى فريقهم » وهذا ليس صعبا ولا بعيدا ومن الممكن أن يحدث على أرض الواقع ان لم يتحرك الاتحاد لحماية الفرق ونجومها من المتفلتين والهمج. *الى متى يظل استاد عطبرة موقعا للأحداث المؤسفة؟؟؟؟؟؟؟