اعتبرت بعثة جامعة الدول العربية، الانتخابات السودانية خطوة كبيرة يحتذى بها، وان كانت لم تصل الى مستوى المعايير الدولية في النزاهة والشفافية ، ورأت انها افضل انتخابات تجرى على مستوى الدول الافريقية، بيد انها قالت ان هناك بعض الخروقات والتجاوزات اللوجستية التي شابت العملية، غير انها لا ترقى الى التأثير على النتائج النهائية للانتخابات. وكشف تقرير اعدته بعثة المراقبة التابعة للجامعة، عن ارتفاع نسب التصويت بمدن دارفور الى 60% فيما وصلت داخل المعسكرات الى 50%، الامر الذي أعدته الجامعة بأنه يحتاج لمعالجة لوضع الاقليم الخاص، وذكر ذات التقرير ارتفاع نسب الاقبال لما يتجاوز 70% في المتوسط. ولفت رئيس بعثة المراقبة مندوب الجامعة العربية السفير صلاح حليمة خلال مؤتمر صحافي عقده امس، الى وجود مفارقات خلال سير العملية الانتخابية بين مختلف القطاعات ،حيث اختلفت في دارفور نسبة لوضعها الخاص والظروف الامنية داخلها ما تسبب في تعذر وصول فرق المراقبة الى بعض مناطق الاقليم، في حين سارت العملية بسلاسة ويسر بالشمال الامر الذي عزاه حليمة الى تقليص حدة المنافسة نتيجة انسحاب عدد من الاحزاب الرئيسة، فيما اشار الى الهيمنة الحزبية داخل مراكز الاقتراع بالشمال والجنوب، حيث تم رصد حالات تدخل من قبل ممثلي الاحزاب على الناخبين. وعدد مندوب الجامعة العربية جملة خروقات تم رصدها خلال العمليات الانتخابية بالمراكز تمثلت في الاخطاء الفنية بسجلات الناخبين وبالرموز، الى جانب تأخر وصول بعض المواد المهمة الى مراكز الاقتراع، وعدم ثبات الحبر المستخدم، وعدم كفاية التدريب لاعضاء المراكز، تعدد وكثرة بطاقات الانتخابات، الوعي المحدود للناخبين، عدم توفر السرية للعملية بحيث تتم في مناطق مكشوفة وغير مؤمنة، عدم دراية المواطنين بالعملية بوضع ورقة التصويت داخل الصندوق غير المخصص لها، تعذر دخول المراقبين الى المناطق النائية وعدم وجود نموذج خاص بالشكاوى داخل المراكز. وقال السفير حليمة انه على الرغم من تلك التجاوزات الا انها لن تؤثر على النتائج الاخيرة للعملية، مؤكدا عدم وجود اية حالات للتزوير، وتابع «نعترف بأخطاء وعيوب وتجاوزات لكنها لن تؤثر في النتائج الاخيرة، كما اننا لم نر تزويرا وعلى كل لا نستطيع ان نأخذ قرارا مبكرا الآن، لكن ما رأيناه خطوة متقدمة تستحق الاشادة». واعتبر ان «هناك توافقا في الرأي بين كافة المراقبين بأن ما تم في السودان افضل مما تم في دول افريقية اخرى، ويعتبر ان السودان تقدم خطوة كبيرة الى الامام ونتمنى ان يكون مثالا يحتذى من الدول الافريقية والعربية»،ورأى ان كون الانتخابات لا تتفق مع كل المعايير الدولية « لا ينتقص من تجربة السودان بحكم الظروف التي يمر بها من تحول ديموقراطي»، معتبرا ان النظام الذي يحكم السودان منذ 21 عاما قدم «مساحة من الديموقراطية يجب الاستفادة منها». وفي المقابل، ذكر حليمة ان هناك بعض الايجابيات التي تمتعت بها الانتخابات ابرزها تعاون رؤساء المراكز مع وكلاء الاحزاب وتسهيل مهامهم، وتواجد الوكلاء والمراقبين بالمراكز مع الاقبال الكبير للناخبين خاصة النساء والشيخ وذوي الحاجات الخاصة، والامن والاستقرار خلال العملية بكافة الولايات، واصفا العملية بأنها الافضل على مستوى الدول الافريقية ، مشيدا بالمفوضية. واعرب عن امله ان تتم عمليات اعلان النتائج في اطار الشفافية والنزاهة، داعيا الاحزاب السياسية للتوحد وصولا لحلول جذرية للقضايا العالقة، منبها الى ان التغيير يتم عبر المشاركة لا المقاطعة.