قلل وفد السودان المفاوض في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا من شأن مسودة اتفاق قدمها كبير مفاوضي الجنوب، باقان أموم، لحل خلافات «القضايا العالقة» المتمثلة في النفط والحدود ومنطقة أبيى المنتازع عليها، قائلاً إنها مواقف سابقة ،»وهو في واقع الأمر تجميع لمواقف سابقة في وثيقة واحدة وهو اجترار لمواقف سابقة ولا تحمل جديداً». وطرح أموم في مؤتمر صحافي بأديس ابابا أمس ورقة اسماها «اتفاق التعاون و العلاقات الاخوية»، وقال ان الاتفاق يهدف الى التوصل الى سلام دائم والاستقرار والامن والرخاء لشعبي البلدين،ورأى انه اذا ما تم قبولها من قبل الخرطوم فإن ذلك سينعش ليس فقط اقتصاد الدولتين،وانما سينهي العدائيات بينهما الى الابد ويدفع بعلاقات تجارية وتبادل منافع ويفتح صفحة جديدة،باعتبار ان الاتفاق عادل ومتوازن ويضم المقترح «11» بندا ،ابرزها اعلان جنوب السودان التزامه بوقف كل اشكال العدائيات ،وقبوله غير المشروط بالخريطة التي تقدمت بها لجنة امبيكي رفيعة المستوى،لانشاء مناطق عازلة دون تأخير وتنشيط كل الآليات الامنية،كما اقترح اللجوء الى التحكيم الدولي لتجاوز قضايا مناطق النزاعات الحدودية،سلمياً وودياً،واجراء استفتاء دولي بإشراف الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي في ابيي قبل نهاية العام الجاري،بمشاركة دينكا نقوك واولئك الذين يعيشون لثلاث سنوات بصورة مستمرة في المنطقة بعد التاسع من يناير 2005. وتضمنت الورقة مقترحاً بحماية مواطني البلدين لدى الآخر،كما تؤكد حق الرعاة والعرب الرحل في التنقل بحثا عن الماء والكلأ في المناطق التقليدية لها واعلن الجنوب بموجب المقترح استعداده لدعم اية مفاوضات بين السودان والحركة الشعبية قطاع الشمال بالولايتين،للتوصل الى اتفاق سلام شامل. وفي الجانب الاقتصادي، يعلن الجنوب استعداده البدء في ضخ نفطه عبر خطوط انابيب الشمال فوراً،مقابل تكاليف نقل عادلة،كما ان الجنوب مستعد لاعفاء مبلغ 500 مليون دولار على السودان ،تمت مصادرتها من قبل، مقابل عبور نفط، واقترح تسعة دولارات وعشرة سنتات لعبور كل برميل من بترول شركة النيل الكبرى ( جانبوك) وسبعة دولارات وستة وعشرين سنتاً لعبور بترول بترودار إلى جانب تحمل الديون. كما اكد المقترح استعداد الجنوب لدفع مبلغ (8.213) بليون دولار للسودان في شكل مساعدات اقتصادية(وهذا يمثل 75% من الفجوة الناتجة من انفصال الجنوب والمقدرة بنحو«10.4» بليون دولار. بيد ان عضو الوفد المفاوض، الدكتور مطرف صديق، اعتبر في مؤتمر صحافي أمس، ما طرحه وفد الجنوب «هو في واقع الأمر تجميع لمواقف سابقة في وثيقة واحدة وهو اجترار لمواقف سابقة ولا تحمل جديداً»، واقر صديق بوجود اشكالات في خارطة الوساطة لكنه اكد علي ان السودان قبل بالخارطة بنسبة 95 %، لافتا الي ان ضم منطقة 14 ميل هو الازمة الحقيقية. وحول اسعار النفط المقدمة من جنوب السودان قال صديق ان الجنوب يريد ان يعامل وكأنه جزء من السودان، لكن مايراه السودان هو ضرورة معاملته وفق طريقة جديدة تعطي السودان ارباحا افضل وفق مطالباته واحتياجاته الاقتصادية. وعن ابيي اعتبر ان الجديد في الامر هو تحويل الحق المحلي في تنظيم الاستفتاء واعطاؤه آخرين هم المجتمع الدولي «وهو تجاوز للجنة استفتاء ابيي وقانون استفتاء المنطقة المتفق حوله»، وقال ان السودان يرغب في حلول بالتوافق وان لم تتحقق يمكن اللجوء الي التحكيم لكنه ليس الخيار المطروح الان . وأوضح صديق أن المفاوضات كانت تسير على تناول جميع هذه القضايا وفقاً لاستراتيجية شاملة وأنه عندما يأتي التفاوض حولها فسيوضح السودان موقفه تجاهها، لكنه قال إن الانطباع الأول حول ما اقترحه وفد جنوب السودان هو أنه لا يحمل جديداً.