التعليمات التى أصدرها رئيس الجمهورية لوالى ولاية النيل الأبيض يوسف الشنبلى خلال مخاطبته الاحتفال بافتتاح المرحلة الأولى لمصنع سكرالنيل الأبيض الأربعاءالماضى ،كانت صريحة وغاضبة فى نفس الوقت، وكشفت دون أدنى شك عن عدم رضا الرئيس والحكومة المركزية عن أداء حكومة الولاية فى التنمية الزراعية، حيث قال رئيس الجمهورية موجها كلامه للوالى :( الأخ الوالى أنا عايز رؤية واضحة جدا وخطة واضحة جدا لتجميع مشروعات النيل الأبيض ولكهربة مشروعات النيل الأبيض عشان إضافة مشروعات إضافية ،لأننا عايزين نزيد الإنتاج ). لقد وضع الرئيس بتوجيهاته الصارمة هذه النقاط فوق الحروف فى أن ماظل يردده المسؤولون بالولاية فى الفترة السابقة عن التنمية الزراعية غيرحقيقى، وأن ماوقعته من عقودات بخصوص تجميع مشاريع النيل الأبيض وكهربتها قبل حوالى العام كان على الورق فقط ،كما أنه عضد من تقارير سابقة ل (الصحافة) من أن خطط حكومة الولاية لتطويرالزراعة غيرجادة، وأن معظم المشروعات تعانى من الإهمال وتعطلت فيها عجلة الإنتاج. (الصحافة) ولكى تؤكد ماذهبت إليه قامت بجولة ميدانية على مشاريع محلية أم رمتة (شمال الدويم ) قبل زيارة الرئيس للولاية وبرفقة الأستاذ مصطفى البر رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة السابق والمكلف بتفقد مشاريع المحلية وعددها حوالى العشرة ، و تزرع فى أغلبها بمحصول الذرة، حيث وقفت الصحيفة على المعوقات التى أدت لفشل بعض المشاريع فى المواسم الماضية ،ولاحظت أنها فى أغلبها معوقات بسيطة ماكان لها أن تكون إذا توفرت إرادة قوية وإخلاص فى العمل . المزارعون لم يتردد بعضهم فى مهاجمة سياسات حكومة الولاية وإتهموها بالتقصير وإهمال مشاريع المحلية، رغم تأكيدات الوزير للمزراعين بأن حكومة الولاية جادة فى معالجة القصور،وهذامما سهل من مهمته ،وقد أكد للمزارعين بأن الزراعة تمثل الآن أولوية لحكومة الولاية وأن هذه الزيارة الهدف منها تلمس المشاكل التى تواجه الزراعة لحلها،وأضاف بأن كل المشكال سترفع لمجلس الوزراء لمعالجتها بأسرع مايمكن حتى يبدأ الموسم الصيفى فى موعده. معتمد المحلية أحمد إدريس قال إن المحلية يعتمد سكانها إعتمادا كليا على الزراعة إضافة للمواشى والتى تعتمد أيضا على الزراعة ومخلفاتها، وأشار إلى أن هناك عددا كبيرا من المشاريع والمساحات الصالحة للزراعة تحتاج إلى توفيرالمياه أولا ثم مدخلات الزراعة، وقال إن تكليف الأستاذ مصطفى البر بتفقد مشاريع المحلية يمثل بداية الطريق لحل المشاكل التى تواجه المشاريع . المهندس محمود محمد حسين من إدارة الرى بالدويم قال إن هناك مشكلة فى قلة الكوادرالزراعية التى تعمل فى المشاريع، وقال إنه تم تقليص عددهم من ثمانية إلى أربعة ، وأكد أن المشاكل التى تعانى منها البيارات والوابورات فى معظمها بسيطة، مشيرا إلى أنه رفع الكثير من الميزانيات لتوفير قطع الغيار وآليات لتنظيف القنوات ومواد لتشييد حيضان الرمى لبعض المشاريع،إلا أنه شدد على ضرورة الإسراع فى حل هذه العقبات حتى ينجح الموسم الصيفى. يعتبر التمويل معضلة كبيرة للكثيرمن المزراعين وقد أكد عبدالمحمود محمدأحمد عبد الله مديرالبنك الزراعى بالدويم بأن بعض لجان المشاريع عليها مدينوية للبنك ،وأنها لن تجد تمويلا هذه المرة إذا لم تسدد ماعليها ، إلا أنه أكد أن معظم لجان المشاريع سددت ماعليها ،وقال إن البنك جاهز الآن لتمويل العروة الصيفية حتى ينجح الموسم . المزارعون بمشاريع الرهوات والسميح والصوفى والخنجر وبشرى وأبقر(شيخ المشاريع) طرحوا قضاياهم التى تتعلق فى معظمها بالمياه ،حيث ذكروا أن البيارات والوابورات تعانى من مشاكل تتعلق بعدم توفير قطع الغيار وأخرى برداءة نوعية الوابورات وعدم قدرة بعضها على رى المشاريع بالصورة المطلوبة ، كما اشتكى بعضهم من التقصير فى عملية تحضيرالأرض بسبب تأخر وصول الآليات فى الموعد المحدد، حيث ذكر أحد المزراعين أنه فى الموسم الماضى إنتظر وصول (الكراكة) لحواشته إلا أنها لم تصله وضاع عليه موسم كامل ، وكشف أحدهم عن عدم تنظيف القنوات بصورة سليمة مما يضيع كمية كبيرة من المياه تذهب بعيدا عن الحواشات ، وهناك من طالب بإجراء عمرة كاملة للوابورات الموجودة وعدم اللجوء للحلول النصفية، وهناك من طالب بتغيير مواسير السحب لتآكلها ،وقد أقر مهندس الرى بعدم جدوى الحلول الوقتية، مشيراإلى أنها إستنفذت غرضها ، بينما شكا البعض كما فى لجنة مشروع السميح من تضررهم من عدم وجود حوض (الرمى ) لتراكم الطمى وصعوبة نظافته بعد تدفق المياهة من الوابورات . لجان بعض المشاريع لم تسلم من الإتهام بالتقصير فى واجبها تجاه الوابورات وإنتظار أن تحل الحكومة كل مشكلة تواجههم ،إلا أن الكثير من المراقبين يرون أن حل معظم مشاكل الزراعية بمشاريع النيل الأبيض يكمن فى تجميعها وكهربتها كما ذكر رئيس الجمهورية ،وأنه لن يتغيرالوضع إلا بهذه الخطوة ،فهى الوحيدة التى ستنعش الزراعة وتحدث إستقرارا يغنى المواطن عن الهجرة إلى الخرطوم لبيع المياه وغسل العربات على حد قولهم.