في مدخلنا للتعقيب نؤمن بأن لا حجر على مقترح ولا اعتراض على رأي مع احترامنا للدكتور صلاح محمد ابراهيم. ورغم تأييدنا لجزء من مقترحه بخصوص الواحة إلا أننا نعترض وبالحجة والمنطق فيما ذهب إليه في الجزء الآخر وهو موضوع مطار الخرطوم الجديد. والذي يقودنا لسرعة الرد هو الخوف الشديد من الشارع في تبني المقترحات وتنفيذها في هذا الزمان بدون النظر إلى المردود إلا بعد التنفيذ وظهور السلبيات التي يصعب معالجتها بعد الصرف الباهظ ولعل الشواهد في هذا كثيرة. يقول دكتور صلاح ومشروع مطار الخرطوم الجديد الذي تم تغيير موقعه من شرق الخرطوم الذي تم اختياره منذ العهد المايوي إلى منطقة الفتيحاب غرب أم درمان بطريقة أغفلت حقيقة عمرانية تأسست عليها الخريطة العمرانية الموجهة لولاية الخرطوم، والتي بنيت على فكرة ان واجهة الولاية ومدخلها بالنسبة للقادمين إليها عن طريق خطوط الطيران هي الأحياء التي تقع في شرقها وذكر من الأحياء المنشية والطائف والصفا والتي تمثل (الخرطوم سكاي لاين)، الحديث للدكتور صلاح. وقبل أن يحدد متى أصبحت أو اكتملت هذه المنطقة لتصبح «اسكاي لاين» مقارنة مع نشأة مطار الخرطوم الدولي الحالي، ذهب سريعاً للحديث عن التعثر في التنفيذ لأسباب تتعلق بأولويات الصرف «الشماعة التي تُعلق عليها المكامن للاهتمام بالمقترحات ومحاولة اعطائها الأولوية بل الاستعجال في التنفيذ». فالخارطة العمرانية التي يتحدث عنها دكتور صلاح قد أعطت مقصدها وأصبحت وثيقة مثبتة على الأرض وأصبحت جزءً من المخطط الهيكلي لولاية الخرطوم المجاز والذي يعتبر مطار الخرطوم الدولي بالريف الجنوبي لأم درمان والمشاريع المصاحبة له واحداً من أعمدته الرئيسية. فمشروع مطار الخرطوم الدولي الجديد مدخله واجهة كبيرة، صحيح هي في طور التنفيذ كمشروع كبري الدباسين وكرنيش النيل الأبيض ومدينة النور وطريق كبري الانقاذ الدباسين بمسافة 40 كيلومتر والطريق الدائري من الناحية الشرقية والغربية حتى جبل أولياء ناهيك عن منطقة المقرن التجارية المركزية التي بدأت ملامحها تظهر الآن إلى العيان. تظل هذه المعالم هي الواجهة الشرقية لمدخل مطار الخرطوم الدولي الجديد بما فيها المسطح المائي الضخم الذي سيتكون على امتداد منطقة المقرن وحتى جبل أولياء بعد اكتمال تعلية خزان الروصيرص وملء البحيرة الخلفية. إن الحديث عن أن البلاد تمر بمرحلة اقتصادية تقتضي إعادة ترتيب الأولويات وتخفيض النفقات هو حديث موضوعي في مشاريع قيد الدراسة وحديثة التخطيط، ولكن مشروع بحجم مطار الخرطوم الدولي والذي اقترح في حكومة مايو فهو لا يصح فيه المجال الحديث للتحويل أو الإلغاء ولكن يقبل الحديث فيه للتأجيل. ذلك لأنه مشروع اكتملت ملامحه ومقاصده وأهدافه، وبدأ تنفيذ المشاريع المصاحبة له فعلاً. وباكتماله والمشاريع المرافقة له ستصبح هنالك أكثر من «اسكاي لاين» في الولاية مع تنمية وتطور الريف. إن أية محاولة للإلغاء أو التحويل لهذا المشروع بل مجرد الحديث في هذا الجانب ستؤدي إلى اضعاف حركة النهضة العمرانية التي تبدو الآن على طول الريف الجنوبي لمنطقة أم درمان ولعل كل الشواهد تؤكد ذلك وعلى سكان الريف الجنوبي التمسك بمكتسباتهم التي دفعت إليه بها ثورة الإنقاذ وعدم التنازل عنها. والله المستعان *مواطن بالريف الجنوبي