فى زمن مضى كانت الخرطوم القديمة ترفل فى عباءة من الألق والجمال والنظافة التى ظلت تلهم الشعراء والمغنين، كان ذلك قبل ان تتوسع الخرطوم وتلقى برأسها غربا عند جبال المرخيات وشمالاً فى الصحراء وشرقاً فى سهول البطانة. وقبل ان يتوافد عليها الناس من كل صوب وحدب حتى صار مجموع سكانها قرابة العشرة مليون نسمة .وعن ذلك الزمن الجميل يقول الحاج الطيب ود برى وهذا لقبه نعم كانت الخرطوم صغيرة ونظيفة ومنظمة حتى سبعينيات القرن الماضى ثم تغيرت الصورة ونبتت المدن العشوائية فى عقد الثمانينيات، واستمر الحال هكذا لسنوات طويلة تبدلت خلالها معالم المدينة والآن هناك جهود كثيرة فى التخطيط والطرق وتنظيم المدن والاسواق تعمل على اعادة رسم ملامح الخرطوم وتأسيس الحدائق والمسطحات الخضراء وانارة الشوارع. وعن جهود هيئة ترقية السلوك الحضارى يقول الطيب لقد بدأت بصمة الهيئة تظهر فى الكثير من الشوارع مثل شارع المطار ومدخل نفق برى العتيق والذى يعاد الآن تجديد شبابه وتجميل مداخله واعتقد بان عملاً كبيراً فى انتظار الهيئة حتى تعود الخرطوم الى سيرتها الاولى . وفى ذات السياق تضيف الطالبة ميسون هناك جهود لتجميل الخرطوم لاتخطئها العين منها العمل الجارى بشارع القيادة العامة وان كانت هناك ثمة ملاحظة وهى ان ايقاع العمل بطيئ وثمة لافتات اعلانية بدأت تحتل الارصفة بصورة غير مدروسة وتعرض المارة للمخاطر وتلك الارصفة يفترض انها للمشاة وفى جانب النظافة تم نشر الكثير من الصناديق الجميلة الخاصة للنفايات ولكن الكثير من المواطنين يلقون بالاوساخ على قارعة الطرق. لابد من حملة توعية مكثفة تحث المواطنين على السلوك الحضارى ولتستفد الهيئة من تجربة جمال حسن سعيد وشخصية خلف الله التى اثبت بان الدراما قادرة على تغير السلوك فى تنوير الناس باهمية المحافظة على نظافة مدينة الخرطوم والتى تتميز بمقومات طبيعية نادرة. ويجب ان تكون هناك قوانين رادعة تطال كل المخالفين والذين يخدشون وجه الجمال بسلوك غير لائق .