حركت الكلمات التي القاها امين هيئة شؤون الانصارعبد المحمود ابو في خطبة الجمعة الماضية بجامع الامام عبد الرحمن المهدي ساكن بحيرة الازمة المكتومة بين هيئة شؤون الانصار وحزب الامة عن فتوى تبيح انطلاق التظاهرات من داخل مسجد الانصار بودنباوي وجددها عبد المحمود ابو امس عبر بيان شديد اللهجة بان طائفة الانصار لا يحتاجون لشهادة ممن اسماهم بادعياء الكيبورد وطالبهم بعدم المزايدة على كيان الانصار واتهم البيان هذه الجهات بمحاولة استغلال الانصار واضاف قائلا للذين يظنون بان الانصار وقود لمحرقة يتسلق اللصوص عبرهم سيطول انتظارهم لذلك. وكان امين الهيئة قد شدد في خطبة صلاة الجمعة الماضية على منع قيام اي نشاط سياسي يؤدي للفوضى ويهدد سلامة المصلين وذلك في اعقاب التنادي الاخير لما يسمى بجمعة نيالا من قبل كيانات شبابية عبر مواقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك) لتأتي تصريحات امين هيئة شؤون الانصارعبد المحمود حينها باعادة الحديث عن جدلية العلاقة ما بين الهيئة والحزب في ظل مقولة البعض بأن الهيئة تمثل الجانب الدعوي للمهدية بينما يختص دور الحزب في مناقشة القرارات السياسية داخل المؤسسات الحزبية ليترك الباب بذلك مواربا للبعض الآخر الذي ظل يردد المقولة المعروفة داخل الحزب بان اي حزب امة ليس انصارياً والعكس تماما بان كل انصاري يعتبر حزب امة والتي اشار اليها مساعد الامين العام السابق للحزب مرتضى هباني في حديثه للصحافة بان الحزب والهيئة متفقان تماما على مناهضة النظام عبر الوسائل السلمية واضاف قائلا بان الامين العام للهيئة عندما يتحدث في اي منبر سواء كان في الهيئة او الحزب فهو يمثل رؤية الحزب. لكن جامع الامام عبدالرحمن المهدي والذي ظلت تصلي فيه جموع الانصار ويؤمها رئيس الحزب وامامها في نفس الوقت الصادق المهدي ظلت نقطة انطلاق لمعظم الاحتجاجات التي اعقبت قرار رفع الدعم عن المحروقات لجمع متتالية سميت بمسميات مختلفة كان آخرها جمعة نيالا التي تداعت لها مجموعات شبابية عبر موقع الفيس بوك والتي لم تقم في موعدها المحدد نتيجة لحديث امين الهيئة وخطيبها في ذلك اليوم عبد المحمود ابو والتي قابلها رد من هذه الكيانات عبر بيانات في الفيسبوك ايضا تؤكد على تنسيقها المسبق مع تحالف قوى الاجماع الوطني وحزب الامة وهيئة شؤون الانصارمن اجل قيام جمعة نيالا تضامنا مع المحتجين والتي ابدت اسفها لتنصل الامين العام لهيئة شوؤن الانصار عن الاتفاق لانطلاق جمعة نيالا من جامع ود نباوي. لكن احمد عبد الرحمن احد القيادات الشبابية بحزب الامة القومي انتقد عبر الهاتف للصحيفة القرارات التي تصدر من الحزب او هيئة شؤون الانصار بعدم صحة قيام التظاهرات من جامع الامام عبد الرحمن المهدي من منسوبي الحزب او غيرهم ،مشددا على ان المكان لايهم اذا كان ذلك في دار الحزب او الجامع ما دامت هي احتجاجات مطلبية من الدرجة الاولى. واشارعبد الرحمن الى ان حزب الامة هو الحزب الوحيد الذي ظل معارضا طيلة فترة الانقاذ وتضرر كثيرا من الانظمة الشمولية لذلك اعتقد بان حزب الامة وهيئة شؤون الانصار هم الاولى بالصبر على الشعب السوداني مضيفا ليس هناك انسب من جامع الامام عبد الرحمن المهدي. في وقت يرى فيه المحلل السياسي عوض السيد الكرسني بان ليس هناك ما يمنع قيام الجامع بكافة وظائف الحياة باعتبار وضعه المركزي في المجتمع الاسلامي واضاف الجامع لعب دورا كبيرا في هذه المراحل في مناقشة كافة القضايا المطروحة، وضرب الكرسني مثالاً لذلك بمقاومة الازهر الشريف لحكم الفرنسيين. وفي ذات اتجاه الكرسني ذهبت سارة نقد الله رئيسة المكتب السياسي لحزب الأمة وقالت ان خطب ابو تتناقض مع حديث الرسول من لم يهتم بأمر المسلمين ليس منهم وتتناقض مع كلمة الحبيب الإمام الصادق المهدي في أول جمعة بعد الاحتجاجات حيث قال إننا لم ننظم احتجاجا ولكننا نرحب به ونستضيفه كحق مشروع، وتتناقض مع خطب الأئمة الذين خطبوا على مدى أربع جمع والذين أيدوا حقوق الشعب المشروعة في رفض إذلاله عبر الإجراءات الاقتصادية الطاحنة.