أثرنا في العدد السابق «الثلاثاء 30 يوليو 2012م» قضية للنقاش عن المناهج النقدية الحديثة «البنيوية والتفكيكية وغيرها» وما ترتب على تطبيقها في الأدب العربي الحديث والقديم على السواء. إذ كانت هناك محاولات د. كمال أبو ديب في تطبيق منهج حداثي «بنيوي» على الشعر الجاهلي بعض نصوص هذا الشعر. ونقلنا اشارة الراحل د. عبد العزيز حمودة في مراياه المحدبة التي قدم فيها نقداً لهذه المناهج خاصة البنيوية والتفكيك. كما خصص جهده الأكبر لنقد الفهم والتطبيق العربي لهذه المناهج، معللاً ذلك بأن هذه الحداثة الغربية جاءت نتاجاً لتطور داخل سياق ثقافي غربي يختلف تماماً عن السياق الثقافي العربي. ولما كانت الحركة الثقافية السودانية غير معزولة عما يجري في الوطن العربي والعالم، فإننا أثرنا أن يُفتح هذا الملف، خاصة أن عدداً من المتابعين للشأن الثقافي ظلوا يجأرون بالشكوى من غموض المصطلح النقدي للحداثي والتباسه، كما أن بعضاً من يتصدون لهذه المهمة الجليلة مهمة القراءة النقدية للأعمال الإبداعية يواجهون مشكلة في توصيل آرائهم للمتلقي. وهي إشكالية تباعد بين المتلقي، والوصول إلى ما أراده الناقد من أفكار وآراء. ويسرنا هنا أن نفتح هذا الملف الساخن والمسكوت عنه في أحيانٍ كثيرة - وأن نتلقى إفادات من النقاد والكتاب والمتابعين للشأن الثقافي.. فهذا الحوار الذي نتوقع أن يكون مثمراً ومفيداً يمكن لنا جميعاً، وضع الحركة الثقافية السودانية بوصفها مساهمة في قراءة الواقع الثقافي الحالي الذي تتشابك وتتعقد مكوناته وآلياته، وتتعدد طرائق الحداثة ويحتدم الجدل فيه حول مستقبل النقد والإبداع.