٭ في دار رابطة أبناء ام درمان.. أمسية الخميس الثاني من أغسطس كان لي شرف المشاركة في احياء تلك الأمسية مع الموسيقية الرائعة أسماء حمزة والمطربة الواعدة انصاف فتحي.. وكان الحديث عن تجارب نسائية.. الأمسية كعهد أمسيات ام درمان حفلت بحضور متميز أشرف عليه الثلاثي المتميز أيضاً ميرغني سليمان خليل.. وعبد المنعم الكتيابي وطارق المادح. ٭ غادرت دار الرابطة بعد اجترار بعض ذكريات العمل الثقافي والشعري مع البروفيسور السر دوليب.. أمضيت الليلة مع ام درمان وجهود رابطة ابنائها البررة في توثيق حركة المجتمع.. ورددت مع نفسي كثيراً عبارة قالتها الأخت سارة نقد الله على لسان الراحل المقيم الطيب محمد الطيب عن محمد أحمد المهدي في اختياره لبقعة ام درمان التي جاءت ما بين أهل الكتاب وأهل الركاب وانداحت الخواطر حتى وقت السحور. ٭ ام درمان تفرض نفسها بشكل دائم.. فهي مدينة جميلة ومثقفة دائمة الاطلاع تحمل في يدها أدوات المعرفة الكتاب والكراس والقلم والريشة والمزمار والطبل.. كتاب التاريخ دائماً في يدها تقرأ وتسجل في الكراسة.. ام درمان سجلت الكثير والكثير جداً عن تاريخ السودان. ٭ ام درمان هي السودان منذ نشأتها الاولى ارتبطت بالمعاني الكبيرة.. معنى ان تكون هذه الرقعة الجغرافية من السودان مكاناً استقرت فيه امرأة مناضلة في سبيل الحياة وفي سبيل معاني الأمومة الفائضة بنبل التضحية وشموخ المعاناة، هذه المرأة من العنج تكرِّس سعيها في الحياة من أجل ابنها «درمان». ٭ وتتسع الرقعة وتصبح مدينة وعندما يعرف السودان الثورة السياسية والاجتماعية ومعاني الوطنية يأتيها المهدي بقادته.. ود نباوي، وام بدي.. ود اللدر.. ابو كدوك.. والسيد المكي.. وود البصير.. يأتون كلهم لام درمان وتبقى اسماؤهم في الأحياء بعداً نضالياً تغني به الاجيال.. ٭ تظل معاني ام درمان تكبر في ذهني كلما جاء الحديث عنها اروح في التأمل عندما استمع لأية أغنية يأتي فيها اسم ام درمان واحياؤها وحسانها.. أروح في التأمل واستمتع عندما اغوص في كتاب (ملامح من المجتمع السوداني) لحسن نجيلة، وفي كل الأوقات اهرع في نهم شغوف الى الحبوبات والعمات والخالات والاعمام لاسمع عن معالم ام درمان وشخصيات ام درمان وطرائف ام درمان. ٭ تتأكد قناعتي كل يوم بأن ام درمان هي السودان وانا لا أقول هذا لانها مسقط رأسي وان منزلاً من منازل حي ود نباوي كان مكان تنفست فيه أول نسمات السودان.. ولكن لانها بالفعل هي السودان بكل ابعاده السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. ٭ اذا تحدثنا عن الوطنية.. ام درمان البقعة.. بقعة المهدي مفجر الثورة الوطنية ومؤسس معاني الوحدة الوطنية.. الثورة الاقتصادية والاجتماعية القائمة على العدل والمساواة في كل شيء من تأميم مشارع «الموردة» الى الثورة الاجتماعية في تنظيم الحياة ومحاربة البذخ مما جعل المغنية الشعبية تقول: الحار دفى الحار دفى المهدي جاء من دنقلا قال الفتا بفد ريال والعزبه بالفاتحة أواصل مع تحياتي وشكري