هكذا يجب أن تكون البدايات لحلحة مسألة دارفور... الحلول العلمية المتطورة التي تخدم الانسان والأرض والمجتمع كله حلول تبني على أحدث ما جادت به عقول الخبراء والعلماء كل في مجاله وهكذا جادت قريحة القائمين على أمور وزارة الشؤون الصحية الاقليمية لدارفور بقيام ورشة صحة دارفور كجزء من الحل الشامل للمسألة، وهكذا ومنذ زمن طويل ظللنا ننادي بتقديم الحلول العلمية العملية والواقعية على من سواها لأننا جربنا كل الحلول السابقة والعتيقة والكل يعرف النتائج والآن جاء دور العلماء والخبراء من أبناء الاقليم وأبناء الوطن الكبير كافة ليقدموا لمواطنيهم خلاصة خبراتهم في مجالات تخصصاتهم ومعارفهم ولأن اختلال بنية النظام الصحي في دارفور تمثل عقبة كأداء في طريق اعادة مشوار الحياة الطبيعية إلى وتيرتها الأولى إلى جانب المتطلبات الأخرى وعدم توازن التنمية مع قلتها واليأس الذي بدأ يدب بين جماهير الاقليم والسراب الذي طالما حسبوه ماءاً وغيره من الاحباطات التي ما انفكت تلازم المجتمع الدارفوري... حتى طلعت علينا وزارة الشؤون الصحية الاقليمية بفكرة هذه الورشة والتي نعتقد بأنها قد ترسم خارطة لكيفية بناء السلام الممرحل (خطوة خطوة من الداخل) وهكذا يجب أن تكون الرؤى الجديدة لحلحلة وفك طلاسم المعضلة الدارفورية كل من جهة اختصاصه حتى تكتمل المرحلة ويظهر الضوء عند آخر نقطة في النفق... وزارات سلطة دارفور المعنية بالأمر عليها الآن أن تنحى هذا المنحى والاتجاه وتعمل على بناء. وتشكيل المجتمع الدارفوري الجديد من خلال العمل الميداني الواقعي والجاد والذي يمس حياة المواطن مباشرة... وقيام مثل هذه الورش المتخصصة أصبح ضرورة وأمراً لابد منه إذا أردنا أن نبدأ مشوار الألف ميل مع مراعاة التكامل والنظرة الموحدة من جميع الأطراف المعنية حتى يستقيم البناء بكل جوانبه فالخدمات الصحية يجب أن تتوافق في الخطى مع مثيلاتها الأخرى التعليمية والاقتصادية والارشادية والأمنية وكل البنى التحتية عن طريق الاعلام المستنفر لهذا الغرض... وان تتناغم الرؤى المستقبلية بجوانبها المتعددة حتى تصير وحدة متكاملة الجوانب تدفع بالمجتمع الدارفوري من خانة اليأس والاحباط إلى خانة الأمل في العيش الكريم كبقية البشر المنتشرين في نواحي المعمورة. أعود لموضوع ورشة صحة ورشة دارفور والذي حظى بحضور نوعي وكمي من جهات متخصصة عدة وقدمت من خلالها أوراق عمل كانت موفقة لحد قد يصل لدرجة الابداع العلمي... فالورقة التي حملت عنوان المسح التقني البياني للوضع الصحي والتوزيع الهيكلي والاداري في دارفور كشفت عن مواطن العلل الادارية والمهنية التي ضربت بجذورها مجالات الصحة بالاقليم وبصرت الحضور بالاشكاليات القديمة والجديدة التي انتظرت وما زالت تنتظر الحلول الناجعة والوصفات المالية. وجاءت ورقة اختلال بنية النظام الصحي في دارفور تؤكد ما ذهبت إليه الورقة الأولى أما ورقة د. سليمان عبد الجبار فقد وضعت الخارطة الصحية النموذجية للخدمات الصحية في دارفور ووضعت كل الحلول الممكنة وهكذا كان مفهوم ورقة الوضع الصحي الراهن والرؤى المستقبلية في الصحة في دارفور... ولم يبخل الخبراء من جهات الاختصاص في تقديم الأوراق الداعمة لمشروع الصحة في الاقليم فقدمت ورقة عن توفير مياه الشرب النظيفة وأخرى عن أثر مؤسسة خيرية وخدماتها في مكافحة العمى في دارفور وجاء دور عمل المنظمات الوطنية العاملة في الاقليم في ورقة تم الحوار فيها بواقعية مسؤولة وأخذت وقتاً غير بالقصير... نخلص بأن قيام مثل هذه الورش النوعية هو المفتاح الحقيقي للدخول عبر بوابة المشكلة مباشرة ولأنه حل من نوع جديد يجب أن يشجع ويحذو حذوه الاخوة في الوزارات الاقليمية... ولأنه حل علمي محض يجب أن يجد السند والدعم ليغنينا عن الحلول التي جربانها من قبل ولم تفدنا في شيء يذكر. ونهمس في أذن الذين نفذوا هذه الملحمة الرائعة الرائدة ونقول ان التوصيات التي قدمت من خلال هذه الورشة يجب أن تؤخذ باعتبار جاد لأنها جاءت مكملة تماماً لأفكار أصحاب الأوراق المقدمة بل كملت النواقص والهنات المصاحبة للعقد وزينت حبات العقد الكريم... مع ملاحظة صغيرة بل تضاف للتوصيات بأن المتحاورين في الورشة قد فات عليهم الدور المهم للصحة المدرسية ولم تنل حظها في الحوارات... لذا نوصي بأن تكون هنالك وحدات صحية مدرسية قائمة بذاتها تشمل الدور والمعدات والكوادر الفنية والادارية المواكبة حتى تستقيم صحة أطفال الاقليم ورجال الغد. ونلفت نظر الاخوة في وزارة الشؤون الصحية الاقليمية إلى ضرورة الانتشار الاعلامي الذي يمهد لتبصير الداخل والخارج وضرورة التعامل مع مشاكل الاقليمي الصحية كواحدة من الحلول المخترعة وصولاً لسلام عادل دائم شامل لا ردة من بعده. والشكر كله للاخوة الذين ساهموا قدر ما يملكون... بفكرهم وجهدهم ووقتهم لانجاح المشروع من أبناء الاقليم العلماء والخبراء بالتعاون مع كل أبناء الوطن الواحد ونقدر دور وزارة الصحة لولاية الخرطوم على الدعم والمشاركة وقد انفتح باب جديد للتوأمة بين وزارات الاقليم المتعدد وبقية ولايات الوطن ومركزه لدعم مشاريع دارفور الانسانية والتنموية.... والله المستعان. [email protected]