سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
د. الصادق يوسف: نعم في السودان لجنة عليا للسياسات الصحية ونسعى لدعم البحث العلمي المنتدى الدولي للسياسة الصحية المبنية على الأدلة والبراهين في الدول متوسطة ومنخفضة الدخل بأديس أبابا
طقس ممطر خارج غرف النقاش كان يغطي العاصمة الجميلة أديس أبابا عندما اجتمع صانعو السياسات الصحية والباحثون والصحافيون بمختلف انتماءاتهم الاعلامية من صحافة مطبوعة أو مسموعة أو قنوات فضائية في مركز الأممالمتحدة للمؤتمرات، لمناقشة السياسات الصحية المبنية على الأدلة والبراهين في الدول متوسطة ومنخفضة الدخل، حيث تمت مناقشة الخطوات والتحديات الخاصة بذلك، مع الاستفادة من الدول ذات التجارب في هذا المجال للخروج بحزمة فاعلة لصانعي القرار. وشارك في المنتدى الدولي ما يقارب (120) شخصاً يمثلون دولاً من قارات مختلفة، إذ كانت حضوراً كل من بيرو وكندا والسودان ويوغندا ونيجيريا وزامبيا وبوركينا فاسو وإفريقيا الوسطى، حيث تم تبادل الخبرات والأنشطة في مجال السياسات الصحية وتحليل ما يترتب عليها من مراقبة وتقييم. وقد شهدت الجلسات الكثير من طرح الرؤى والأفكار المشفوعة بالنقاش المستفيض لرفع التقارير النهائية لبناء الخطط اللازمة للدفع بالسياسات الصحية إلى الأمام وتطبيقها بوصفها خطوة مهمة لدعم الاستراتيجيات الصحية. وقد قام المنتدى على أكتاف مجموعة من المنظمات والشبكات الداعمة مثل (ZAMFOHR EVIP, SURE,) بجانب منظمة الصحة العالمية (WHO) ومنظمة (شور). وهناك إرشادات مهمة صارت دليلاً مبتكراً لمختصر السياسة المبنية على البراهين، إذ صار في مقدور المشاركين الاستفادة من ترجمة النظرية في الحالات ذات العلاقة بالسياسة الصحية وما هو موجود ببلادهم. وكان النقاش ثراً بحركة الحماس الذي طغى على الجلسات التي تم تقسيمها لمجموعات صغيرة إمعاناً في التركيز على الموضوعات المطروحة التي بدأت بالتنوع داخل الغرف الصغيرة التي لا يتعدى وجود الأشخاص في داخلها (10 12) فرداً فقط، مما أدى إلى انسياب الأسئلة والاجابة عليها بشيء من الهدوء والاسترسال، وقد كان الاهتمام بالشبكات والارتباط الشبكي إحدى أهم الجلسات، وذلك لما للشبكات من تسهيل تبادل المعارف خاصة مع تسارع التقدم التكنولوجي الذي يشهده العالم. وهنا أبدى المشاركون كامل الاستعداد لإنشاء الشبكات واستدامتها لخدمة السياسة الصحية بالتركيز على الفوائد المرجوة منها. ولم يخلُ كذلك برنامج المنتدى الدولي للسياسات الصحية من دور المجتمع المدني الذي يمثل جمهوراً له أهميته بطرح الرؤى التي تمثل (أفكاراً) يمكن الاستفادة منها في تحسين السياسة الصحية. «العلاقات مع المانحين» كان عنوان الجلسة التي سعى جميع المشاركين فيها إلى بناء العلاقة مع المانحين لتشجيع الاستدامة ووضع المشروعات الصحية وتقديمها لتنال حظها من التمويل، كما لمعت الكثير من الأفكار والرؤى في المنتدى الذي جمع كل الصحافيين من الدول المشاركة في جلسة استثنائية لاستعراض العلاقة بين الإعلام والباحثين وصناع القرار والجمهور، وذلك لأن الإعلام يمثل حلقة الوصل الحقيقية لمسار المعرفة والترجمة بين الباحثين وصناع القرار، لذا ارتفعت الأصوات بتشجيع استمرارية العلاقة بينهما وفق استراتيجيات إعلامية واضحة مهمة تدفع بها إلى الإمام دائماً، وجاءت مشاركتي بوصفي الصحافية الوحيدة من السودان على خلفية اهتمامي بالصحة والسياسات الصحية والتوعية في المجتمع، بالحديث عن دور الإعلام الذي أصبح صناعة تفاعلية بين الإعلاميين والجمهور الذي يتطلع إلى التنافس في جلب المعلومة والسبق في إبرازها، خاصة أن الإعلام أصبح له أكثر من تخصص الآن استجابة للحراك المهني والعلمي في المجتمع، فالإعلام شريك كامل وحليف قوي في دعم السياسات الصحية، إذ يجب عليه أن يساهم في رفع الوعي العام وتعزيز الرسالة الصحية، فالمشاركة الايجابية من خلال التفاعل مع المشكلات الصحية وبناء التواصل الصحي هو ما يدفع لبث التوعية في المجتمع للارتقاء بمستوى المعارف ذات الصلة بالسياسة الصحية، ولم يغفل حديثي ذكر دور الإعلام البارز في نقل قرارات الباحثين وصناع القرار للجمهور الذي يتطلع لسياسات صحية ذات أثر ملموس في المجتمعات خاصة الريفية منها. وجاء الحديث كذلك عن الاعلام الاجتماعي ودوره في السياسات الصحية خاصة في مجال الرعاية الصحية وابتكار الاستراتيجيات المرتبطة بتوليد المعارف الجديدة في ظل استخدام مصادر إعلامية اجتماعية يمكنها أن تقدم أكثر من خدمة في أكثر من اتجاه، خاصة أن العالم أصبح قرية صغيرة. ووجدت المرأة نصيبها من النقاش داخل المنتدى الدولي الذي أفرد نقاشاً رائعاً حول اشراك وتمكين المرأة في وضع السياسات الصحية، وكم يهمني هنا تطبيق مفهوم (محو الأمية الصحية) ومنح المرأة مساحات واسعة للابتكار والإبداع وتطبيق المقترحات، وذلك باتاحة الفرصة لها ودخولها (مطبخ القرار) للاستفادة من طرحها، خاصة أنها الأدرى والأعلم بالمشكلات الصحية للمرأة، الأمر الذي يستدعي وضعها على هرم السياسات الصحية بالمشاركة ومن ثم التطبيق. واجتهد صانعو السياسات الصحية والباحثون في طرح وجهات النظر المتنوعة من أجل الدفع بتطبيق السياسات الصحية المبنية على الأدلة والبراهين في الدول متوسطة ومنخفضة الدخل، كما جاء شكل نقل التجربة نفسها إلى طاولات النقاش أمراً في غاية الأهمية، لذلك جاء الحديث مع الخبير اللبناني د. فادي الجردلي الذي أوضح ل «الصحافة» قائلاً إن السودان هو أول بلد في دول شرق المتوسط يطبق وضع سياسات صحية مبنية على الأدلة والبراهين، فقد برز المشروع بدعم من منظمة الصحة العالمية، وذلك بتوجيه السؤال لوزارة الصحة عن الأولويات التي يمكن إيجادها من خلال استخدام الأدلة والبراهين، فجاء الرد من خلال التحديات في كيفية تحسين سهولة الوصول إلى مراكز الرعاية الصحية الأولية في السودان، إذ تم على الفور تكوين فريق العمل بقيادة الدكتورة لوران زين العابدين مدير إدارة السياسات الصحية بوزارة الصحة الاتحادية ومقرر لجنة السياسات، وضم الفريق كذلك عدداً من صانعي القرار وبعض الباحثين في الجامعات والبعض الآخر من خارج الوزارة، وبدأت خطة العمل على تدريب هؤلاء تدريباً متواصلاً لمدة خمسة أيام تم التركيز فيها على استخدام السياسة المبنية على البراهين مع كيفية وضع ملخص للسياسات نفسها، وتم فتح قنوات للتواصل لمدة ستة أشهر للوقوف على معرفة كتابة ملخص السياسيات الصحية وتحسين الرعاية الصحية الأولية في السودان، وكان الموعد الأخير للتدريب هو شهر يناير هذا العام، إذ اجتمع الفريق بعد ذلك لمناقشة سياسة الرعاية الصحية الأولية في السودان. وقد حالف الفريق النجاح التام، ولا يفوتني هنا أن أذكر وجود بعض صانعي القرار الذين أثروا النقاش، إذ قدم الجميع المقترحات والحلول لتحسين الرعاية الصحية الأولية بوجود الصحة العالمية. وجاء تقييم التجربة في السودان التي اتسمت بالإيجابية ووصفت بأنها خطوة مهمة لوزارة الصحة في السودان باستخدام الأدلة والبراهين في السياسات الصحية، وهنا أنادي بضرورة دعمها مع خلق شراكات مع دول المنطقة للاستفادة من تجربة السودان لأنها بحق رائدة. وللحديث عن التجربة في السودان حملت أوراقي وجلست للدكتورة لوران زين العابدين مدير ادارة السياسات بوزارة الصحة التي جاءت مشاركتها عبر ورقة ضافية تحدثت فيها عن مشاركة السودان في المنتدى قائلة: قمت بتقديم ورقة عن التطور في تنفيذ المشروع المشترك بين الوزارة والشبكة العالمية لاستخدام الأدلة في صنع السياسة الصحية بجنيف، والتي شملت المواضيع ذات الأولوية بالدراسة والتحليل لتقديم الحلول فيها، ثم دور الوزارة في عمل دراسة تحليلية للقطاع الصحي بعرض أهم الدروس المستفادة من تنفيذ المشروع، وقد تمت الإشارة لجهود السودان كأول دولة في إقليم شرق المتوسط في هذا المجال، خاصة أننا نهدف إلى التركيز على دراسة القطاع الصحي ودور أصحاب المصلحة والشركاء. وانبثقت من الجلسة الأم جلسة منفصلة عن تجارب الدول في صنع فرق لترجمة المعرفة في السياسات الصحية، وكانت إدارة الجلسة للسودان التي قمت بادارتها بجانب زميلي د. فادي الجردلي الخبير المعروف، وشاركت في الجلسة العديد من الدول التي ترغب في بدء العمل المماثل، حيث تم استعراض تجربة السودان والأنشطة التي تم تنفيذها مع استصحاب العوامل التي أدت إلى النجاح بمباركة ودعم متخذي القرار وقيادات العمل الصحي والعام، وتشجيع الباحثين ومشاركتهم الفاعلة، وقد كان للسودان دور أصيل في وضع توصيات المؤتمر التي جاءت أحد أهم أذرعها التركيز على النظام الصحي والاهتمام بالبحث العلمي وتوسيع قاعدة المشاركة في صنع السياسات المبنية على البرهان، لتكون هناك مشاركة فعالة ودور لكل الشركاء وممثلي للنظام الصحي، وقادنا هذا لأهم الفوائد التي خرج بها السودان من المنتدى الدولي، والتي تمثلت في توسيع علاقات السودان مع الدول الأخرى المشاركة، وأهمية تكوين الشراكات معهم، فاجتماعنا مثلاً مع الوفد الزامبي كان مثمراً من أجل التخطيط لمشاركة السودان في تنفيذ قادم مع منبر السياسات الزامبي، بجانب سبع من الدول الإفريقية الناطقة بالانجليزية. وفي سؤال عن لقائها مع خبراء الصحة المشاركين في المنتدى أجابت قائلة: نعم جاء اهتمامي بلقاء عدد من الشخصيات ذات العلاقة بالصحة وعلى رأسهم د. أنشو ممثل منظمة الصحة العالمية بالسودان، كذلك ممثل الشبكة العالمية لاستخدام الأدلة في صنع السياسات وبعض الخبراء العالميين، ودار الحديث حول دعم مشروعات السودان في هذا المجال، والحمد لله حصلت على وعد من الخبير العالمي البروفيسور جون لافز والمؤسس لفكرة استخدام البراهين والأدلة في السياسة الصحية بتضمين السودان مع الدول التي ستقوم جامعة مكماستر بمساعدتها على تكوين مستودع بيانات صحية مستقبلية. ومن قبيلة الباحثين المشاركين في المنتدى الدولي كان الدكتور الصادق يوسف مساعد وكيل وزارة الصحة للخدمات العلاجية، وهو باحث وطبيب وأستاذ جامعي ووزير الصحة السابق بولاية القضارف، الذي ابتدر الحديث عن مشاركته قائلاً: هناك بحوث كثيرة وضخمة في كل العالم يجري إعدادها ولا تتم الاستفادة منها بالقدر الكافي، إذ أن الهدف من المنتدى أو الورشة هو اتخاذ القرار السليم ودعم القرارات السابقة في المجالات الصحية، وبدلاً من اتخاذ قرارات غير مبنية على البراهين فإن الاستفادة من مخرجات البحوث العلمية في مجال الصحة أمر مهم، إذ انها تسند القرار وتؤدي إلى صحته، فالبحث العلمي التجريبي هو أقوى أنواع البحوث، وهو الذي يفيد في دعم القرار الصحي، فصانع القرار وعند طلب أية معلومة لا بد ان يعود للباحث الذي يرجع بدوره إلى المدون أمامه للايفاء بالمخرجات لاتخاذ القرار السليم. وقد تم في السودان عام 2009م تكوين لجنة عليا للسياسات الصحية وتكوين جسم مسؤول عن الاستفادة من البحث العلمي في دعم القرار الصحي، إذ تم انشاء سياسة واضحة وهي سياسة مبنية على البراهين (Evidence based health policy) وكانت في مجال الرعاية الصحية الأولية، وتم تقديمها ومناقشتها في المنتدى الدولي في أديس أبابا، فجاء التنسيق مع المسؤولين المشاركين في الندوة، وأبرز خطواتها شبكة دعم القرار، ومنظمة الصحة العالمية هذه الأجسام اجتهدنا معها في دعم السودان لانشاء الشبكة الصحية وتوفير التمويل والخبرات ليستفيد منها السودان ويستفيد من مخرجات البحث العلمي التجريبي في دعم القرار الصحي، وقد كان لوجود ممثل منظمة الصحة العالمية في المنتدى دور بارز في دعم السياسات الصحية المبنية على البراهين، فنحن الآن نحاول الاستفادة من كل هذه الشراكات لدعم البحث العلمي ليبقى جزءاً من الهيكل الصحي، فقيادة الصحة هنا دعمت هذه السياسة من قبل، وهذا الدعم يعطيها الدفع إلى الأمام. وجاءت الاستفادة من المنتدى الدولي كذلك في تبادل الخبرات والتجارب المتنوعة، فنحن اتجهنا لتطبيق ذلك في الصحة، فمثلاً جاءت تجربة كندا تجربة إيجابية بالتركيز على الدول النامية في إفريقيا وامريكا اللاتينية، أما الدول التي بدأت بها التجربة فهي كينيا والكاميرون ويوغندا وزامبيا. إن الورشة أو المنتدى استعرض أفضل المناهج والأدوات لتعزيز السياسات الصحية المستندة على البراهين من قبل الباحثين وصناع السياسات الصحية من دول الشمال والجنوب، هذا ما ابتدره د. عبد المنعم مختار عضو الوفد المشارك في المنتدى الدولي الذي جاءت طية حديثه عن دعم التطبيقات الحقيقية، واصفاً لها بأنها جاءت محدودة بعض الشيء من قبل صناع السياسات الصحية. وفي سؤال عن ضرورة تهيئة السياسات الصحية المبنية على البراهين في السودان، أمن د. مختار قائلاً: جاء حديثي من خلال المنتدى عن ضرورة تهيئة السياسات الصحية المستندة على البراهين العالمية وجعلها مناسبة للبلد المعني كالسودان، وذلك بتوفير بيانات محلية حول الأطر المالية والتنظيمية باستصحاب الانسياب والمعيقات الخاصة بتطبيقها في البلد الذي يعد العدة لتنفيذها، ويحضرني هنا الوعد الذي تلقاه السودان بالدعم التقني من بعض الشركاء بالخارج. وفي هذا الاطار وجهت حديثي وطالبتهم بضرورة المراجعة المنظمة والنقدية لمناهج وأدوات البحث للوصول لانسياب ونتائج البراهين والبيانات وتسليم التوصيات لصناع السياسات، وقد تمثلت الفكرة من المنتدى في تبادل المناهج والأدوات للخروج بسياسات صحية مستندة على البراهين العالمية ومواءمتها محلياً بالبيانات الوطنية أو المحلية. كما أن الدعم التقني المتوقع من الشركاء إن تحقق قد يقود أيضاً لمجموعة من الفوائد الصحية، فمعهد الصحة العامة يقوم الآن وبدعم بعض الشركاء داخل السودان ببناء قاعدة بيانات شاملة ومتكاملة للمعلومات الصحية المتعلقة بالصحة، كما انه بصدد انشاء نظام لأرشفة وتبادل السياسات الصحية الوطنية. وهذان المشروعان يهدفان لتوفير القاعدة المعلوماتية اللازمة لدعم إنفاذ السياسات الصحية المستندة على البراهين العالمية محلياً، برصد وإسزالة العوائق على المستوى الوطني. وفي معرض رده على سؤال «الصحافة» عن الشراكة بين الإعلام والصحة أجاب د. مختار قائلاً: من الأدوات البحثية المثيرة للاعتبار محاولة رصد التغطية الإعلامية الجادة للبراهين حال نشرها والدرجة النقدية في التعامل معها من قبل الاعلام، فالإعلام مطالب بتغطية مجموع الدراسات حول أي أمر صحي، كما مطلوب منه أيضاً اعتبار الجودة المنهجية لكل الدراسات، أي أن الكم الكلي للبراهين ودرجة جودتها أمران حتميان للتعامل الموضوعي مع أية معلومة صحية. وفي لقاء «الصحافة» مع الدكتور بوليس الخبير المعروف في منظمة الصحة العالمية والمنسق الرئيس للمنتدى في مدينة أديس أبابا ابتدر حديثه قائلاً: تحققت المشاركة وبالكامل في المنتدى الذي طرح السياسات الصحية المبنية على البرهان في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل، إذ تم تبادل الخبرات في علم الأدلة والسياسات الصحية (EIHP) كما طرحت العديد من الفرص لتحسين الجهود على المستوى القطري لدعم السياسات الصحية في البلدان المعنية، مع توفير فرصة للتواصل بين المبادرات التي تدعم هذه السياسة، وذلك بوجود أكثر من (120) مشاركاً من (25) بلداً. وانعقدت قبل المنتدى جلسة خاصة بصحافيي الدول المشاركة في المنتدى الدولي بمشاركة نشطة جداً من الصحافي الممثل للسودان، وذلك لمناقشة كيفية تحديد ونشر السياسات الصحية التي تقوم على أفضل الأدلة العلمية المتاحة زائداً تحسين الشبكة لتعزيز السياسات الصحية، وقد عزز المنتدى مشاركة الجميع في النقاش والتبادل الحر للأفكار. إن علم الأدلة وسياسات الصحية يساعد في حماية صحة السكان، كما يساعد في استخدام الموارد بحكمة استناداً إلى الخبرات التي تبث عن طريق البحث، اضافة لتحسين نظام الرعاية الصحية. وفي سؤال عن أهم الخطوات والتحديات التي تواجه صانعي السياسات والباحثين في استخدام السياسة الصحية المبنية على الأدلة والبراهين، رد الدكتور بوليس قائلاً: يجب على صانعي السياسات والباحثين العمل معاً لتحقيق نتائج أفضل خاصة عند تحديد مشكلة ما، إذ يأتي البحث عن حلولها وفق أدلة البحث العلمي، فبرنامج علم الأدلة وشبكة السياسات الصحية تعزز الآليات والأدوات التي تساعدهم على العمل معاً، وهنا لا بد أن أذكر مشاركة وزارة الصحة في السودان في كل الأنشطة مع وضع خطط للأنشطة المستقبلية، وذلك جنباً إلى جنب مع منظمة الصحة العالمية في السودان. وأود أن أقول هنا ودون تردد إن مشاركة ممثلي السودان في المنتدى كانت واحدة من النتائج الإيجابية، خاصة اننا نتطلع إلى العمل معهم في المستقبل القريب. وكان ختام المسك في هذه الجولة هو السيد الدكتور أنشو ممثل منظمة الصحة العالمية في السودان الذي أوضح قائلاً: اهدي المنتدى للباحثين وصانعي السياسات في افريقيا فرصة للمناقشة حول السياسات الصحية القائمة على الأدلة والبراهين في الدول متوسطة ومنخفضة الدخل، ولا أنسى هنا مشاركة أمريكا اللاتينية، إذ تم تبادل الخبرات والتعلم من الدروس، وقد كان اللقاء أو المنتدى تفاعلياً للغاية، وسمح للمشاركين استكشاف الجوانب المختلفة لصنع السياسات الصحية باستصحاب الأدوات التي يمكن استخدامها لتحديد أولويات المشكلات وتقييم وتصنيف الأدلة المتاحة، وقد تم تخصيص جلسة لتجربة السودان. وعن التحديات أوضح د. أنشو قائلاً: لا بد من تعزيز وتحديث نظم المعلومات الصحية لتكون أداة مهمة لتوجيه ورصد وتنفيذ السياسات، فقياس أثر السياسات الصحية منطقة لم تعالج بشكل جيد في معظم البلدان. إن نمط المرض يغير النظم الصحية التي يجب أن تكون ذات استجابة عالية لمعالجة هذه التغييرات، وأخيراً فإن استعراض السياسات الصحية وخلق سياسات جديدة عملية مستمرة لن تنتهي أبداً. خاتمة: انتهى المنتدى بكل فعاليته.. وكان رائعاً وغطى كل الجوانب التي اهتمت بالسياسات الصحية في الدول متوسطة ومنخفضة الدخل، كما كان لتبادل الخبرات والتجارب والدروس أثر في دفع الخطوة إلى الأمام. وغادرنا أديس أبابا وحزن يخيم على شوارعها لفقدان رئيسها ملس زيناوي لم تغسله إلا حبات المطر التي تساقطت على الطريق وعلى زجاج السيارة، ونحن نودع العاصمة وفي القلب ذكرى لمدينة لا تُنسى.